أصدرت السلطات الأمنية تعليماتها بشأن منع بيع المفرقعات، التي تروج في كل عام خلال مناسبة عاشوراء التي يحتفل بها المغاربة في الأيام العشرة الأولى من محرم الذي تزامن مع 29 ديسمبر. "" المفرقعات ممنوعة هي الأخرى وأمرت الشرطة بالقبض على مثيري الشغب خلال الاحتفالات بعاشوراء، وخاصة في الأحياء الشعبية الآهلة بالسكان. ويأتي هذا المنع تحسبا للحوادث التي كان يتسبب فيها، كل سنة، استخدام المفرقعات والشهب الاصطناعية. وبحسب مصادر في الشرطة والمستشفيات، فإن هذه الحوادث مألوفة في هذه الفترة من السنة. ورغم التحذيرات، تعج أسواق مثل درب عمر والحفاري وأسواق أخرى بالدار البيضاء، ببائعي المفرقعات، لكن بنسبة أقل من السنوات الماضية، حيث كان يعمد الباعة أيضا لاستيراد بعض أنواعها من الخارج. وقال محمد لامين، تاجر لعب الأطفال، إن الاقبال بالفعل يقع على المفرقعات والمسدسات المائية والمسدسات التي تحدث ضجيجا والشهب الاصطناعية وكل ما من شأنه أن يثير الفوضى أو الشغب، أو إزعاج المارة، أكثر من أي لعب أخرى. وتتراوح أثمانها بين 5 و150 درهما حسب جودتها وأدائها، ويجري ترويجها حاليا بعدد من الأسواق بطرق سرية، مخافة وقوع أصحابها في قبضة رجال الأمن. وكان قد ألقي القبض، السنة الماضية، على أحد الباعة، الذي رغم المنع، عمد إلى بيع المفرقعات والشهب الاصطناعية. ووجدت السلطات أيضا مفرقعات في حوزة أطفال وشباب بأنحاء متفرقة من المدينة. وأشار مصدر طبي إلى حدوث إصابات السنة الماضية كان أخطرها إصابات العين التي سجلت بين أطفال لا تتجاوز أعمارهم عشر سنوات. وتابع المصدر أن 10 في المائة منها كانت خطيرة، وتطلبت من المصابين فترات علاج طويلة. وتم استنفار وحدات التدخل من الوقاية المدنية لمواجهة أي حادث حريق قد ينجم عن اندلاع النيران يوم "الشعالة" وهو يوم معروف لدى المغاربة الذين يحتفلون بالنار، يوم تاسع محرم، وأصبح الشباب يعمدون فيها إلى إحراق إطارات عجلات السيارة، وكل ما هو قابل للاشتعال. براهيم، أب، قال إن المشكل يكمن في نوع المفرقعات المستعملة والتي بدأت تعرف تطورا في الصنع. وقال "فبعد أن كانت مفرقعات بسيطة غير مؤذية بدأت تثير الهلع بين المارة، وتسبب الأذى للمواطنين. فنحن لسنا ضد اللعب واللهو وفرح الأطفال لكن أن يتحول الأمر إلى مصيبة، فالأمر يحتاج بالفعل إلى تدخل السلطات المعنية". مظاهر الاحتفال بعاشوراء في المغرب تتخذ عدة أشكال، من اللعب التي تصبح تجارة رائجة إلى الفواكه اليابسة التي يقبل عليها ربات البيوت، لتقدمها لضيوفها طيلة فترة الاحتفالات، مرورا بطقوس النقر على "الطعاريج" كل ليلة والغناء. وطالبت فاطمة، ربة بيت، "بتكثيف حملات التوعية، وخاصة في المدارس بخطورة اللعب بالمفرقعات، وتجنيد فرق خاصة، أمام أبواب المؤسسات التعليمية التي تكثر فيها هذه التصرفات التي ترعب المارة".