لم يتنفس سكان المدينة القديمة بالدارالبيضاء الصعداء إلا بعد انقضاء "احتفالات" ليلة عاشوراء قبيل رفع أذان صلاة فجر اليوم الأحد، بعد أن قضوا أزيد من 9 ساعات كاملة وسط أصوات المفرقعات صينية الصنع، عاشوا خلالها رعبا حقيقيا وأيديهم على قلوبهم خوفا من إصابة أحد أبنائهم بإحدى هذه المفرقعات قوية الانفجار. ودخل الشبان والمراهقون بأحياء المدينة القديمة في حروب شبه حقيقية مع بعضهم البعض طوال ليلة عاشوراء، مستخدمين آخر ما استوردته شركات مجهولة من مفرقعات عبر ميناء الدارالبيضاء، تم تسويقها عبر قنوات تجارية انطلقت من درب عمر وسط العاصمة الاقتصادية، مثل "بن لادن" و"داعش" و"البوطا"، في غياب شبه كلي لرجال الأمن. وعمد الشبان والمراهقون بالمدينة القديمة إلى استخدام متفجرات طائرة عبارة عن صواريخ يتراوح سعرها بين 20 و30 درهما. وقد ساهمت التخفيضات الكبيرة التي طبقها تجار المفرقعات بالجملة في ساعات متأخرة من يوم أمس السبت بدرب عمر، والتي تجاوزت 50 في المائة، في تشجيع مستعملي هذه الألعاب النارية على اقتناء المزيد منها وتحويل ليلة عاشوراء إلى جحيم على سكان المنطقة. ووقفت هسبريس في جولتها الليلية، التي قادتها إلى أهم مناطق المدينة القديمة والحي المحمدي ودرب السلطان ودرب الكبير وبوركون وبنجدية والمعاريف ووسط المدينة، على استعمال كثيف للنيران، المعروفة في الأوساط الشعبية ب"الشعالة"، وسط شوارع بوردو وكلميمة ومحمد الخامس ومعظم أزقة المدينة القديمة، إلى جانب استعمال مفرقعات يدوية زجاجية خطيرة. وحرصت عناصر القوات المساعدة بباب مراكش على توفير الحماية لامتداد شارعي الجيش الملكي وآنفا المقابلين لفندق "حياة ريجينسي"، فيما ظلت ملتزمة الحياد أمام أفواج كبيرة من شبان المدينة القديمة الذين كانوا يفجرون المفرقعات ويضرمون النيران في العجلات المطاطية وسط أزقة المدينة القديمة القريبة جدا من الفندق.