يبدو أن انفصاليي الداخل لم يرقهم اعتراف منظمة "هيومن رايتس ووتش"، بشكل ضمني، بمغربية الصحراء، عقب طلبها الإذن من الرباط قبل وصال مدينة العيون، إذ رفض الذراع الرسمي الممثل لانفصاليي جبهة البوليساريو بالداخل، المعروف ب"الفريق الإعلامي"، الجلوس مع الموفدين، باعتبار المنظمة مُلزمة بعدم استفسار الرباط حول الزيارة، أو على الأقل مراسلة القيادات الانفصالية بتندوف بدورها. وأورد التنظيم الانفصالي أن "الوضعية القانونية للصحراء تسمح بإخبار الطرفين أو الاكتفاء بإطلاع هيئة الأممالمتحدة على الخبر"، معلنا مقاطعة اللقاء الذي كان سيجمعه مع المنظمة الدولية، ومطالبته بإيفاد شخصيات محايدة، "عوض أحمد بنشمسي، وفيروز اليوسفي، المغربيين". وعلى عكس "الفريق الإعلامي"، التقى وفد "هيومن رايتس ووتش" بجمعيات انفصالية، تتقدمها "الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من طرف الدولة المغربية"، التي رخصت لها السلطات بالاشتغال؛ في حين تتناسل مطالب العديد من المتتبعين بضرورة جلوس المنظمة إلى الأطراف الحقوقية المغربية لضمان خروج الموفدين بتقرير محايد، ينقل جميع وجهات النظر. وفي هذا الصدد أوضح نوفل بوعمري، الخبير في قضية الصحراء، أن المجموعة الإعلامية التي تعتبر صوت بوليساريو الداخل هي التي أعلنت إلى حد الآن مقاطعة "وفد هيومن رايتس ووتش"، مشددا على أن أسباب المقاطعة "واهية وغير منطقية"، وزاد متسائلا: "ما الجديد حتى تطالب "إكيب ميديا" بموافقة البوليساريو على الزيارة؟ مع العلم أنه في زيارة السابقة لم يسبق أن قدم هذا السبب، ولم يسبق للمنظمة أن أشعرت الجبهة أو انتظرت موافقتها قبل زيارة المغرب وأقاليمه الجنوبية". وأضاف بوعمري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الجديد هو فشل الزيارة، وأن رضى بنشمسي وجد نفسه محشورا في الزاوية بسبب عدم حياده وعدم تقديمه لطلبات لقاء مع المنظمات التي تحمل وجهة نظر مخالفة للموالين للبوليساريو، ما يعني أن تقريره من الآن سيكون منحازا وغير مهني"، وزاد موضحا: "لذلك تم اختلاق هذه الواقعة حتى تعطى له مساحة للمناورة وادعاء أن مقاطعته تمت أيضا من قبل الموالين للجبهة وأنهم أيضا يتهمونه بعدم الحياد". وأكمل الفاعل الحقوقي المغربي بأن "الموقف هو مناورة مكشوفة لخلق مبرر سياسي لرضى بنشمسي قصد التهرب من مواجهة حقيقة كونه منحازا وغير مهني، ولم ينطلق في زيارته من معايير الاستقلالية التي من المفروض أن يتمتع بها في هكذا زيارات وحالات"، مشيرا إلى أن "موقف "إيكيب ميديا" جاء متأخرا؛ ولأنه فوجئ بموقف المجتمع المدني والحقوقي المتواجد في المنطقة واستنكاره انحياز المنظمة اختلق هذه الواقعة من أجل إعطاء فرصة لبنشمسي للقيام بمناورة سياسية وللتهرب من مسؤوليته"، وفق تعبيره.