حاوره: أمين مساعد انتهت زيارة ممثلي المنظمة الحقوقية "هيومن رايتس ووتش"، يوم الجمعة الماضي، إلى مدينة العيون، والتي استمرت لمدة خمسة أيام، وكان هدفها هو القيام بلقاء مجموعة من المنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان وحرية التعبير والصحافة، قصد إعداد تقرير حول مجال حقوق الإنسان في شمال إفريقيا. في هذا الحوار الذي أجراه "الأول" مع رضى بنشمسي مدير التواصل والمرافعة بقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ل"هيومن رايتس ووتش"، تحدث الأخير عن أهم النقط التي طبعت زيارته إلى العيون وأهم الملفات التي صادفتها المنظمة عقب التقائها بعدد من الجمعيات التي تشتغل في مجال الحقوق والحريات، وكذلك عن حقيقة جلوسها مع منظمات محسوبة على البوليساريو. * كيف كانت زيارتكم إلى مدينة العيون؟ وما هي طبيعة الجمعيات التي التقيتموها؟ – التقينا جمعيات حقوقية محلية وصحافيات وصحافيين يشتغلون في الصحراء، غير أنه وعلى عكس ما راج في بعض المواقع، لا يمكن أن نجزم هل هي جمعيات تؤيد الطرح الإنفصالي أم لا، لأننا التقيناهم بصفتهم جمعيات تشتغل في مجالات متعددة، ولا يمكن لنا كحقوقيين أن نحدد توجهات سياسية أو أن نتدخل فيها. *ما هي حقيقة مقاطعة إحدى الجمعيات المحسوبة على جبهة البوليساريو ورفضها لمقابلتكم؟ – كان لنا موعد مع ما يسمى ب"الفريق الإعلامي"، الذين يشتغلون على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان، غير أنهم ألغو الموعد في آخر لحظة بذريعة أننا أخذنا رخصة من السلطات المغربية، وبأننا يجب أن نأخذ ترخيصا كذلك من جبهة البوليساريو، غير أن الحقيقة هي أننا لم نأخذ أي رخصة من أي جهة، فنحن كمنظمة حقوقية مستقلة عن أي جهة رسمية، ونشتغل بشكل مستقل، وبالتالي لماذا سننتظر ترخيصا من جهة ما، أي أنهم اتخذوا هذا القرار بناءا على معلومات خاطئة. بالإضافة إلى ذلك اعتبروا بأنه إذا كنا مغاربة فسنكون منحازين إلى الطرح الرسمي، (متسائلا) “واش إذا كنا مغاربة ماغاديش نكونو موضوعيين؟”. التقارير التي نعدها كمنظمة لا تنشر هكذا، بل إنها تنجز من قبل فريق مختص متكون من عدد من الأشخاص، ولا ننشر أي معلومة إلا بعد القيام بالتحقق من صحتها وتمحيصها. منظمة هيومن رايتس ووتش هي منظمة كبيرة ولها تاريخ طويل، ولها مصداقيتها ولا يمكن أن تقوم بشيء منحاز يمكنه أن يضرب في عمق مصداقيتها. *ماهي طبيعة الملفات الحقوقية التي اطلعتم عليها في لقاءاتكم؟ – التقينا بجمعيات حقوقية وإعلامية، وأشخاص وأخذنا عدة شهادات مختلفة، وكانت الملفات التي عاينتها "هيومن رايتس" تتناول قضايا عدم التعويض عن الإختفاء القسري، والإعتقالات التعسفية، وتعرض محتجزين للإعتداء والضرب، وعرقلة حرية التجمع، وعرقلة حرية الصحافة، والعنف في فض الاحتجازات، وحرية العمل الجمعوي، لكن لا يمكن لنا الجزم فيها إلى حين التحقق منها. *هل عاينتم كمنظمة انتهاكا لحقوق الإنسان؟ – الشيء الوحيد الذي عايناه هو منع أحد المدافعين عن حقوق الإنسان من الدخول إلى المحكمة، هذا الشيء الوحيد الذي عايناه والذي اعتبرناه أنه انتهاكا لحقوق الإنسان، ما عدا هذا لم نلاحظ أي شيء.