فاطمة شكيب- تحدث الصحفي الإسباني المهتم بالشؤون المغاربية "إغناسيو سيمبريرو"، في مدونته على الموقع الرقمي لصحيفة "إلباييس" الإسبانية ليوم الأربعاء 26 يونيو الجاري، عن تقرير للمنظمة الدولية غير الحكومية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتش"، قدمه نهاية الأسبوع المنصرم بالرباط، كل من "سارة ليا ويتسن" و"إيريك غولدتشتاين" المسؤولان عن العالم العربي بالمنظمة. وتضمن التقرير، الذي تمحورت دراسته حول وضعية حقوق الإنسان بالمغرب، تسجيل غولدتشتاين قائلا "هناك تواطؤ ضمني بين الشرطة، التي غالبا ما تستخدم العنف لانتزاع الاعترافات، كما أن القضاة لا يأخذون بعين الاعتبار تصريحات المتهمين الذين يدعون أنهم تعرضوا للتعذيب". وجاء في مدونة سيمبريرو، أن الأمير هشام ( 49 سنة)، ابن عم ملك المغرب محمد السادس، حضر المؤتمر الصحفي، وكان في مقدمة الحضور، ولم يكن حضوره كمستمع فقط، بل جاء بصفته مستشارا ل"هيومن رايتس ووتش"، ويعد مولاي هشام، من بين ستة مسؤولين من اللجنة الاستشارية المكلفة بالعالم العربي والمكونة من 43 عضوا. مقال سيمبريرو ذكر أن الأمير مولاي هشام صرح على هامش حضوره في الندوة قائلا "دعوة منظمة هيومن رايتس ووتش لي كان شرفا لي لأنها منظمة مهنية وذات مصداقية"، ومن الناحية العملية أضاف مولاي هشام "أعتقد أن المنظمة تكشف من خلال دراساتها نوع وشدة الانتهاكات التي ترتكب في بعض البلدان، وتبدل مجهودات لمكافحتها". ويشار حسب صحيفة "إلباييس"، إلى أن هشام العلوي انضم إلى منظمة "هيومن رايتس ووتش" في عام 2010، فقط أن هذا الانضمام لم يصبح بارزا إلا الآن، كما أن حضوره بالندوة الصحفية بالرباط فاجأ المشاركين. سيمبريرو قال إن "هيومن رايتس ووتش" لا تدين فقط انتهاكات حقوق الانسان في المغرب، بل إنها قامت أيضا بحملة لتوسيع مهام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو)، وهو التوسيع الذي دافعت عنه منظمة العفو الدولية. وسبق للولايات المتحدةالامريكية في أوائل شهر أبريل (نيسان) أن قدمت مقترحا يقضي بتمديد صلاحيات (المينورسو) غير أن الرباط رفضته. نفس الصحيفة ذكرت أن الإعلام الرسمي المغربي، لمّح إلى أن الأمير هشام العلوي يخدم لصالح جمعية مساندة استقلال (البوليساريو). وجاء فيها أن مولاي هشام أفاد أن "الجمعية غير منحازة إطلاقا في تعاملها مع قضية الصحراء"، مضيفا "المشكلة ليست فقط في ممثلي الحكومة المغربية بل أيضا في المغاربة عامة، الذين يعتبرون أي نقاش حول انتهاكات حقوق الانسان بالمنطقة هو موجه ضدهم"، وقال "يجب أن يفهموا أن حقوق الإنسان هي قيم عالمية تنطبق على الجميع وفي كل مكان". وأكد هشام العلوي في معرض حديثه "يجب علينا أن نوضح أن السيادة الوطنية على تلك الأراضي لا يمكن أن يعترف بها دوليا إلا إذا احتُرمت حقوق الإنسان وأقيمت ديمقراطية حقيقية" وقال متأسفا "في جميع الأحول لدينا نقائص في المغرب في هذا الشأن". وذكّر سيمبريرو إلى أنه "لا توجد أية دولة، بما في ذلك فرنسا ودول الخليج اعترفت بالسيادة المغربية على الصحراء". وأشار المقال إلى أنه ليست المرة الأولى التي يعمل فيها مولاي هشام لصالح منظمة حقوقية بدون أجر، بل سبق أن عُين قبل 13 عاما كمستشار رئيسي لبعثة الأممالمتحدة في كوسوفو، حيث كان يرأسها آنذاك الفرنسي "بيرنار كوشنير"، كما تعاون أيضا مع المؤسسة التي كان يديرها الرئيس "جيمس كارتر" في الولاياتالمتحدة، وعمل أيضا كمراقب للانتخابات في فلسطين عام 1996 وفي نيجيريا عام 2006.