في محاولة لإعادة أجواء الدفء إلى العلاقات بين الرباط ومدريد، بعد تناثرِ غبار أزمة صامتة بينهما، تبحث رئاسة الحكومة الإسبانية عن موعدٍ للقاء بيدرو سانشيز بالملك محمد السادس، ضمن أجندته المخصصة لشهر شتنبر المقبل. وقد كشف مصدر إسباني مسؤول أن "رئيس الحكومة الاشتراكي ينتظرُ من السلطات المغربية تحديد موعد لزيارة العاصمة الرباط في شهر شتنبر المقبل". وتثير زيارة سانشيز للمغرب الكثير من اللغط، خاصة بعد توالي أخبار التأجيل القادمة من قصر "مونكلوا" (مقر رئاسة الحكومة)، لكن مصادر إسبانية أكدت أن "الاتصالات جارية بين الجانبين من أجل الإعداد للزيارة، غير أن الموعد لم يحدد بعد، موضحة أن "اللقاء بين الملك محمد السادس ورئيس الوزراء الإسباني لم يكن ممكنا في الأشهر الثلاثة الأولى من تنصيبه نظرا لأن سانشيز وصل إلى السلطة بطريقة مفاجئة خلفًا لماريانو راخوي، في أول يونيو الماضي". وذكرت منابر إعلامية إسبانية، نقلاً عن مصادر حكومية، أن "العمل كان جاريا من أجل ترتيب زيارة رئيس الحكومة الإسبانية للمغرب، إلا أنها كانت تقابل بالتأجيل في كل مرة لكون أجندة الملك محمد السادس لم تكن تسمح بلقائه أو الاجتماع به"، مضيفة أن "سانشيز ينتظر أن تحل مشاكل الأجندة من أجل زيارة المغرب في شهر شتنبر المقبل". ونفت أن يكون التأخر في استقبال رئيس الحكومة الجديد مؤشرا على وجود توتر في العلاقات بين الدولتين. ووفقاً لما نقله موقع "إيكو درايرو"، فإن الحكومة الإسبانية تأمل في تحديد جدول أعمال الزيارة المرتقبة للمغرب، في شهر شتنبر المقبل، قبل أن يسافر رئيس الحكومة الإسبانية إلى نيويورك لحضور الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي سيعقد في 26 شتنبر، بحضور رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء. وسبق لوسائل إعلام إسبانية أن أكدت أنَّ "الرئيس الاشتراكي يُهيئ لزيارة المغرب خلال النصف الأول من شهر شتنبر المقبل"، دون أن تستبعد إمكانية "طرح عدد من النقاط الخلافية على طاولة المشاورات بين الحكومة المغربية ونظيرتها الإسبانية". وفي هذا السياق، يقول الشرقاوي الروداني، الأستاذ الباحث في العلاقات الدولية، إن "خرق رئيس الحكومة الإسباني التقليد الذي دأب عليه المسؤولون الاسبان يثيرُ استفهامات كثيرة". ويُضيف، في تصريح لجريدة هسبريس، أن "إسبانيا تمثل بالنسبة إلى المغرب جاراً وشريكاً استثنائيا في المنطقة المتوسطية؛ على اعتبار أنهما يشهدان التحديات نفسها، سواء على مستوى ضبط مشكل الهجرة أو إشكالات التطرف والإرهاب". وتابع "كما تقعُ قضية الصحراء في صدارة القضايا الجوهرية، التي قد تذكي الصراع بين المغرب والجارة الشمالية مع عودة الاشتراكيين إلى الحكم"، قبل أن يتوقف عند "أسس العلاقات بين البلدين التي تبقى صلبة وغير قابلة للتجزيء".