زيارة الاشتراكي بيدرو سانشيز إلى المغرب، رئيس الوزراء الإسباني الجديد، ما زالتْ قائمة وستكونُ خلال الأيام المقبلة، بالرغْم من تكسِيره لتقليدٍ سياسي دَأَبَ عليه المسؤولون الإسبان منذ أكثر من ثلاثة عقود بزيارته لفرنسا أولاً خلال الشهر الماضي، حيث كان المغرب يُمثّْل على الدَّوام أول وجهة لرؤساء الحكومات الجدد، منذ سنة 1983. مصادر علمية نقلت عن خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، وميغيل أنخيل موراتينوس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني الأسبق، اللذين استقبلهما الملك محمد السادس بقصر مرشان بطنجة بمناسبة احتفال ملك البلاد بالذكرى التاسعة عشرة لتربعه على العرش تطرقا في لقائهما مع العاهل المغربي إلى الزيارة الرسمية التي يعتزم رئيس الحكومة الإسبانية الجديد القيام بها إلى المغرب، أن "هناك ترتيبات على أعلى مستوى لقيام سانشيز بزيارة للمغرب في الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر غشت بعدما تأجلت بسبب غياب الملك عن المغرب ووجوده في عطلة بالعاصمة الفرنسية باريس. وأوردت صحف إسبانية، التي أوْلت اهتماما بليغاً لهذه الزيارة، أن "القصر الملكي الإسباني يريد الحفاظ على تقليد زيارة رؤساء الحكومات الإسبانية للمغرب في أولى سفرياتهم الرسمية الخارجية قبل أن يتوجه سانشيز إلى 4 دول أمريكية، مؤكدة أن "الحفاظ على علاقات جيدة مع المغرب يشكل هدفاً ذا أولوية بالنسبة إلى حكومة بيدرو ستنشيز، كما كان الحال بالنسبة إلى راخوي أو ثاباتيرو. وبالرغم من إحالته على التقاعد السياسي، يحتفظ ثباتيرو بعلاقات قوية مع الملك محمد السادس؛ وهو ما جعله يطرح معه موضوع زيارة سانشيز، الذي وصل إلى رئاسة الحكومة الإسبانية قبل بضعة أسابيع بعد ملتمس الرقابة البرلماني الذي أطاح بماريانو راخوي، رئيس الحكومة السابق، بسبب قضايا فساد. وتعتبر مدريد علاقاتها الجيدة مع الرباط ضرورية، بالرغم من تأجيل ملك إسبانيا فيلبي السادس لزيارته إلى المغرب ثلاث مرات بطلب من المغرب لأسباب تعتبرها تقارير أمنية إسبانية "غريبة"، والتي أوردت أن "ذلك لا يساعد نهائياً على تطور العلاقات بين البلدين". وسيزُور الرئيس الاشتراكي، المُنتخب حديثاً، الرباط، بعدما قرّرَ في وقتٍ سابقٍ "أن يبدأ زياراته الخارجية بجولة أوروبية، حيث فضّل لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤجلاً زيارته للمغرب إلى الشطر الثاني من العام الجاري بسبب عدم وجود العاهل المغربي في البلاد". ويُرتقب أن تطرح الحكومة المغربية مع نظيرتها الإسبانية سبل تعزيز الشركات الاقتصادية بين البلدين، خاصة في الجانب المتعلق بالاتفاق البحري الذي تراهنُ عليه الجارة الشمالية على اعتبار أنها تحتكر أكبر عدد من الأساطيل الأوروبية. كما من المرتقب أن تأخذ قضية المهاجرين غير الشرعيين حيزاً وافراً ضمن أجندات البلدين، حيث تواجهُ إسبانيا موجة غير مسبوقة من اللاجئين الأفارقة.