يبدو أنَّ التقليد الذي دَأَبَ عليه المسؤولون الإسبان قبل أكثر من ثلاثة عقود، حيث كان المغرب يُمثّْل على الدَّوام أول وجهة لرؤساء الحكومات الجدد، منذ سنة 1983، أصبح مُتَجَاوزاً مع الاشتراكي بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية الجديد، الذي قرَّر زيارة فرنسا في أول جولة له خارج البلاد، بعد أن كان يودُّ فعلاً أن تكون أول زيارة له خارج البلاد إلى المغرب؛ غير أن وجود الملك محمد السادس خارج المملكة أجَّل هذه الزيارة إلى الشطر الثاني من العام الجاري. وذكرت صحيفة “el confidencial” الإسبانية، نقلاً عن مصادر حكومية، أن “الرئيس الاشتراكي، المُنتخب حديثاً، قرَّر أن يبدأ زياراته الخارجية بجولة أوروبية، حيث ستكون أول وجهة له فرنسا، أين سيجتمع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ثم يتوجه إلى البرتغال وبلجيكا، مؤجلاً زيارته للمغرب إلى الشطر الثاني من العام الجاري”، مُرْجعةً “هذا التأجيل إلى عدم وجود العاهل المغربي في البلاد، الذي يقضي عطلة خاصة في العاصمة الفرنسية باريس”. وكانت مصادر إسبانية أشارت إلى وجود جهات تضغط على الرجل الثاني في البلاد “حتى لا تكون زيارته الأولى إلى المغرب، لأنها ترى أن المحطة الأولى تحمل رمزية كبيرة وينبغي تخصيصها لدولة لها وزن عالمي”. وأورد المنبر الإسباني، في قصاصة حديثة، أن سانشيز، قبل أن يتَّخذ هذا القرار ويقطع مع البروتوكول الإسباني القائم منذ 30 عام، اتصل أولاً بسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، بهدف الإعلان عن تلك الزيارة، قائلا: “نحن مدعوون لمعرفة بعضنا البعض”، قبل أن يضيف المصدر ذاته نقلاً عن مسؤول إسباني كبير “زيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب لا معنى لها، إذا لم يستقبله الملك محمد السادس”. وتعتبر مدريد علاقاتها الجيدة مع الرباط ضرورية، خصوصا في قضايا مكافحة الإرهاب والسيطرة على تدفقات الهجرة غير الشرعية، إذ ظل التعاون بين الجانبين قائماً منذ سنوات بالرغم من العلاقات التي شهدت توتراً في أحيان كثيرة بسبب ملف سبتة ومليلية المحتلتين وقضية الصحراء المغربية. وإذا كان رهان الإسبان في هذه المرحلة هو العمل على توحيد البلاد والخروج من منطقة “الشك”، خاصة مع تداعيات الأزمة الاقتصادية الخانقة، فإن الجانب المغربي ينظر بترقب مشوب بالحذر إلى التطورات القادمة من الجارة الشمالية، وما سيُفرزه الزلزال السياسي الذي قاد سانشيز إلى قصر “مونكلوا” (مقر رئاسة الحكومة)، خاصة في موضوع الصحراء. وكان العاهل المغربي انتقل، مباشرة بعد عيد الفطر، إلى العاصمة الفرنسية باريس لقضاء عطلة خاصة، حيث التقاه عدد من المواطنين المغاربة الذين سارعوا لتوثيق اللحظة بصور ملتقطة بالهواتف. وكان الملك محمد السادس قد ظهر مباشرة بعد مغادرته البلاد إلى الديار الفرنسية، بعد أن أمضى رمضان وعيد الفطر، في أولى الصور التي اعتاد مهاجرون مغاربة طلبها منه، خاصة في العاصمة باريس.