مع ارتفاعِ درجة حرارة الصيف تتزايدُ حالات وفيات المغاربة نتيجة الإصابة بلسعات العقارب والأفاعي، خاصة في المناطق القروية التي تفتقر مستوصفاتها إلى الأمصال المضادة، بالإضافة إلى مشكل النقل الذي يُسَهل انتشار السم في الجسد. افتقار الكثير من المستشفيات بالمغرب إلى اللقاح المضاد للسموم يهدد حياة الكثير من السكان، خاصة المسنون والرضع والأطفال، وبالأخص خلال فصل الصيف الذي يشهد درجة حرارة جد مرتفعة، في غياب وحدات الإنعاش الطبي. وكانت وزارة الصحة أنتجت وصلة تحسيسية من أجل التنبيه إلى خطورة لسعات العقارب والأفاعي، خاصة في فصل الصيف، وبالضبط في المناطق الحارة، معتبرة أن "لسعة واحدة يمكن أن تؤدي إلى الموت"، وداعية إلى "اتباع طرق الوقاية، بترميمِ التشققات في جدران البيوت، ومراقبة الملابس والأحذية والأفرشة". وفي حالة الإصابة دعت الوزارة إلى "قتل العقرب وأخذ المصاب إلى أقرب مركز صحي لتشخيص الحالة والتكفل بها أو إرشادها إلى المؤسسة الصحية المؤهلة". وأثارت هذه الحملة التحسيسية موجة سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب الكثير من المغاربة بمحاسبة الدولة على عدم تفعيل الإستراتيجية الوطنية لمحاربة التسممات التي وضعت منذ سنة 2001، وهو ما فسرهُ النشطاء بعدم مبالاة وزارة الصحة بتزويد المستشفيَات بالأمصال المضادة لسموم اللدغات واللسعات، بالإضافة إلى توفيرِ سيارات الإسعاف في المناطق النائية. تقريرُ المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية كشفَ عدد حالات لسعات العقارب في المغرب خلال سنة 2017، والذي بلغ 30 ألف حالة، 25.29 في المائة منها سُجلت في صفوف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة، وهي الحالات التي تُسجل بشكل كبير خلال شهْرَي يوليوز وغشت، بسبب ارتفاع وتيرة إنتاج العقارب للسُّم خلال هذه الفترة. وفي السياق نفسه وجهت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة دعوة إلى المواطنين المغاربة من أجل رفع دعاوى قضائية ضد وزارة الصحة، في حالة تسجيل وفاة بعد الإصابة بلدغة أفعى أو عقرب، مُطالبة الحكومة بفتح وحدة إنتاج الأمصال المضادة لسموم العقارب والأفاعي واللقاحات بمعهد "باستور" بالمغرب، كما هو موجود بالسعودية وتونس والجزائر. علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، سجل أن هناك استهتارا بحياة المواطنين المغاربة بشكل واسع، في وقت يسعى المغرب إلى التقدم والتنمية، مضيفا: "لازلنا نحصد الوفيات بسبب لسعات العقارب، خاصة لدى الأطفال والمسنين، لأن مناعتهم تكون ضعيفة". وأضاف لطفي في تصريح لهسبريس: "خمس سنوات ونحن نطالب الحكومة بإعادة فتح وحدة إنتاج الأمصال، ولا ندري ما هو السبب الذي جعل وزارة الصحة تتخلى عن هذه الوحدة"، رافضا أن تكون فعالية الأمصال ضعيفة كما سبق وصرح بذلك وزير الصحة السابق، الحسين الوردي، حسب تعبيره. وأكد رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة أن "الأمصال التي تصنعها السعودية والإمارات والجزائر وتونس وأستراليا وإيران تكون نتيجتها ناجعة مائة بالمائة، إلى درجة أنها أصبحت معتمدة من طرف المنظمة العالمية للصحة، لنجاحها في إنقاذ المصابين بلسعات العقارب ولدغات الأفاعي". وكانت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة وجهت رسالة إلى رئيس الحكومة ليتدخل من أجل فتح وحدة صناعة الأمصال بمعهد "باستور" بالدار البيضاء، الذي كان ينتجها ويوجهها إلى الدول الإفريقية، حسب المتحدث ذاته، مشددا على ضرورة توجه الأسر المغربية، في حالة وفاة أحد أفرادها، بعد إصابته بسم، إلى القضاء لمقاضاة وزارة الصحة. *صحافية متدربة