ارتبطت الانجازات التي حققتها كرة القدم الروسية دائما بحراس مرمى بارعين، بداية من الأسطورة ليف ياشين ومرورا بالحارس السابق ستانيسلاف تشيرشيسوف، مدرب المنتخب حاليا، ورينات داساييف وإيغور أكينفييف، الحارس الحالي لمنتخب "الدببة". وبحكم الواقع ترتبط قصة نجاح المنتخب الروسي لكرة القدم خلال المونديال الحالي، ووصوله ربع نهائي المنافسة، بتألق حارس المرمى إيغور أكينفييف ،الذي أصبح "بطلا قوميا " بعد مساعدة منتخب بلاده على تجاوز مرحلة الثمن، ما لم تستطع انجازه روسيا منذ زمن طويل جدا . ويرى المحللون الرياضيون أن المنتخب الروسي، وقبله منتخب الاتحاد السوفياتي، وإن كانا قد حققا انجازات ليست كثيرة ،إلا أنهما بصما على أداء جيد في مناسبات كروية متعددة، ويعود الفضل في ذلك الى حراس المرمى الذين يعتبرون مصدر تفاخر الروس. فقد فاز ليف ياشين عام 1956 بالبطولة الاوليمبية مع فريق الاتحاد السوفييتي، وبعدها بأربع سنوات حصل على بطولة أوروبا (1960)، و لعب في ثلاث كؤوس عالمية (1958 ، 1962 ، 1966)، و في عام 1963، كحارس مرمى وحيد في التاريخ ، حصل على "الكرة الذهبية" التي كانت تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، واعتبر ليف ياشين دائما أفضل حارس مرمى في التاريخ. وجاء بعده بسنوات حارس مرمى كبير هو رينات داساييف، وصيف بطل أوروبا سنة 1988، وقبلها حصل على برونزية دورة الألعاب الأولمبية سنة 1980، وشارك بتميز في كؤوس العالم 1980 و 1986 و 1990؛ وهو الحارس الروسي الذي فرض احترام أكبر المهاجمين لبراعته وردود أفعاله المتميزة، وقد تأتى له الاحتراف في البطولة الاسبانية رفقة فريق "إف سي إشبيلية ". وعلى خطى أسلافه الكبار تألق حارس المرمى ستانيسلاف تشيرشيسوف، مدرب المنتخب الروسي حاليا،الذي شارك بتألق في بطولتين عالميتين (1994 و 2002)، وقد تنافس بشدة على الموقع مع حارس مرمى روسي كبير أيضا هو ديمتري تشارين. ولم يبرز ستانيسلاف تشيرشيسوف مثل ليف ياشين ورينات داساييف، إلا أنه كان حارسا ممتازا جلب إليه الأنظار أكثر من مرة خلال مقابلات مع منافسين أقوياء، وتأتى له أيضا الاحتراف في ألمانيا. و منذ سنة 2004 ، جاء دور إيغور أكينفييف (32 عاما) لحراسة مرمى المنتخب الروسي، وهو الحارس الذي تألق على صعيد البطولة الوطنية منذ سن مبكرة، و ظهر لأول مرة في المنتخب الروسي في سن 18، وجاور نخبة بلاده حتى الآن 110 مباراة. ومنذ بداية مشواره الكروي على أعلى مستوى قورن أسلوب لعبه بليف ياشين ورينات داساييف، إلا أن المنتخب الروسي لم يحقق معه أي نتيجة باهرة؛ حتى جاء مونديال روسيا ويتأهل المنتخب المستضيف لدور ربع النهائي بعد سنوات عجاف طويلة. *و.م.ع