أجرى حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، اليوم الخميس بمقر المجلس، مباحثات مع رئيس برلمان دول الأنديز "فرناندو ميسا". وعمل بنشماش، في بداية اللقاء، على التذكير بأهمية الزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى بعض دول أمريكا اللاتينية سنة 2004، وبالأهمية الاستراتيجية التي يوليها لعلاقات التعاون جنوب جنوب، مبرزا الآفاق الواعدة التي فتحتها هذه الزيارة في مسار تعزيز وتوطيد العلاقات مع دول مجموعة الأنديز وبلدان أمريكا اللاتينية عموما. كما دعا رئيس المجلس إلى استثمار هذه الزيارة في تدشين صفحة جديدة كفيلة بترجمة مستوى هذه العلاقات بين المغرب والدول المشكلة لبرلمان الأنديز إلى برامج عمل ومبادرات ملموسة تجيب عن التحديات والقضايا المشتركة وانتظارات شعوب المنطقتين، مؤكدا أهمية الدور الذي يلعبه برلمان دول الأنديز كمنظمة برلمانية إقليمية وازنة في أمريكا اللاتينية، داعيا في الآن ذاته إلى الانخراط في مبادرة إحداث منتدى برلماني أفريقي أمريكو لاتيني كفضاء للحوار وإطار للعمل المشترك وآلية للترافع لصالح شعوب القارتين الإفريقية والأمريكو لاتينية في مختلف المحافل البرلمانية الدولية. كما قدم بنشماش عرضا مفصلا حول مختلف الجوانب التاريخية والسياسية المتعلقة بقضية الوحدة الترابية، وما يفرضه طول أمد هذا النزاع المفتعل من مخاطر على الأمن والسلم والاستقرار إقليميا وجهويا، مجددا إشادته بالمواقف التي عبر عنها الوفد البرلماني الأنديني بخصوص قضية الصحراء المغربية على إثر الزيارة التي قام بها رئيس البرلمان الأنديني والوفد المرافق له إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة. من جهته، أكد رئيس برلمان دول الأنديز أن المغرب بلد صديق له مكانة خاصة لدى برلمانات دول الأنديز، موضحا أن زيارته إلى مدينة العيون مكنته من الوقوف على مجموعة من الحقائق، وثمن في هذا الإطار الجهود التي يقوم بها المغرب من أجل تنمية أقاليمه الجنوبية، مشيدا في هذا الصدد بأهمية اللقاء الذي جمعه بممثلي الساكنة وشيوخ القبائل الصحراوية بمدينة العيون يوم الأربعاء 4 يوليوز 2018. كما أفاد المتحدث بأن برلمان دول الأنديز صادقت بالإجماع على تثمين الجهود الجادة التي يبذلها المغرب من أجل إيجاد حل سلمي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مجددا دعم البرلمان الأنديني لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كحل نهائي لهذا النزاع تحت السيادة المغربية، معتبرا أن برلمان دول الأنديز سيظل بجانب المغرب يدعمه في كل قضاياه الوطنية. وبعد أن رحب ضيف مجلس المستشارين بمبادرة تشكيل منتدى برلماني أفريقي أمريكو لايتيني، معبرا في هذا الصدد عن استعداده لإنجاح هذه المبادرة لما تحمله من فائدة لشعوب القارتين، قام بتوجيه دعوة رسمية إلى بنشماش لحضور الحفل الذي سينظمه البرلمان الأنديني بمناسبة الذكرى 39 لتأسيسه خلال شهر أكتوبر 2018، مقترحا في الوقت ذاته عقد دورة لبرلمان دول الأنديز بالمملكة المغربية، كمبادرة لتبادل التجارب والخبرات وتوطيد وتعميق علاقات الصداقة والتعاون المتميزة بين الجانبين. ويحظى البرلمان المغربي بعضوية ملاحظ لدى البرلمان الأنديني منذ سنة 1996، وبمقتضى الاتفاقية التي وقعها الطرفان بمقر مجلس المستشارين على هامش هذا اللقاء، تم تمتيع البرلمان المغربي بصفة شريك متقدم ليكون بذلك أول بلد إفريقي ومغاربي وعربي يتبوأ هذه المكانة في برلمان يضم دول: الشيلي وكولومبيا والبيرو والإكوادور وبوليفيا، إضافة إلى الارجنتين التي بصدد الانضمام النهائي لهذا التكتل البرلماني الإقليمي الهام. حري بالذكر أن المباحثات عرفت حضور عبد القادر سلامة، الخليفة الرابع لرئيس مجلس المستشارين، وأحمد الخريف، أمين المجلس ممثله الدائم لدى برلماني أمريكا اللاتينية والكاراييب وأمريكا الوسطى، والأمين العام لبرلمان دول الأنديز، شيليكينغا ماسون إدواردو"، والسيناتور عن مجلس الشيوخ الشيلي، فرانسيسكو شاهوان.