أجرى رئيس مجلس المستشارين حكيم بن شماش، مباحثات مع رئيس برلمان دول الأنديز فيرناندو ميزا، وذلك يوم الخميس 5 يوليوز 2018 بمقر المجلس. وفي بداية هذا اللقاء، ذكر رئيس المجلس بأهمية الزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس، لبعض دول أمريكا اللاتينية سنة 2004، وبالأهمية الاستراتيجية التي يوليها لعلاقات التعاون جنوب جنوب، مبرزا الآفاق الواعدة التي فتحتها هذه الزيارة في مسار تعزيز وتوطيد العلاقات مع دول مجموعة الأنديز وبلدان أمريكا اللاتينية عموما. كما عبر رئيس المجلس عن اعتزازه الكبير بأهمية هذه الزيارة، لما تمثله من دلالات قوية على الروابط والقيم الانسانية والإرادة القوية والطموح المشترك، داعيا إلى استثمار هذه الزيارة في تدشين صفحة جديدة كفيلة بترجمة مستوى هذه العلاقات بين المغرب والدول المشكلة لبرلمان الأنديز إلى برامج عمل ومبادرات ملموسة تجيب عن التحديات والقضايا المشتركة وانتظارات شعوب المنطقتين. وأكد رئيس المجلس على أهمية الدور الذي يلعبه برلمان دول الأنديز كمنظمة برلمانية إقليمية وازنة في أمريكا اللاتينية، كما دعاه إلى الانخراط في مبادرة إحداث منتدى برلماني أفريقي أمريكو لاتيني، كفضاء للحوار وإطار للعمل المشترك وآلية للترافع لصالح شعوب القارتين الإفريقية والأمريكو لاتينية في مختلف المحافل البرلمانية الدولية. وقدم رئيس مجلس المستشارين، خلال هذا اللقاء، عرضا مفصلا حول مختلف الجوانب التاريخية والسياسية المتعلقة بقضية الوحدة الترابية، وما يفرضه طول أمد هذا النزاع المفتعل من مخاطر على الأمن والسلم والاستقرار إقليميا وجهويا. كما جدد حكيم بن شماش إشادته بالمواقف التي عبر عنها الوفد البرلماني الأنديني بخصوص قضية الصحراء المغربية على إثر الزيارة التي قام بها رئيس البرلمان الانديني والوفد المرافق له للأقاليم الجنوبية للمملكة. من جهته، جدد رئيس برلمان دول الأنديز تثمينه وامتنانه بالدعوة التي وجهها له رئيس مجلس المستشارين حكيم بن شماش لزيارة المملكة المغربية، مشيرا أن هذه الزيارة تروم تعزيز وتمتين جسور علاقات التعاون والشراكة، معتبرا أن المغرب بلد صديق، وله مكانة خاصة لدى برلمانات دول الأنديز. وأكد رئيس برلمان دول الأنديز أن زيارته إلى مدينة العيون مكنته من الوقوف على مجموعة من الحقائق، إذ ثمن في هذا الإطار الجهود التي يقوم بها المغرب من أجل تنمية أقاليمه الجنوبية، مشيدا في هذا الصدد بأهمية اللقاء الذي جمعه بممثلي الساكنة وشيوخ القبائل الصحراوية بمدينة العيون يوم الأربعاء 4 يوليوز 2018. وفي هذا السياق، أفاد أن برلمان دول الأنديز صادق بالإجماع على تثمين الجهود الجادة التي يبدلها المغرب من أجل إيجاد حل سلمي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مجددا دعم البرلمان الأنديني لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كحل نهائي لهذا النزاع تحت السيادة المغربية، معتبرا أن برلمان دول الأنديز سيظل بجانب المغرب يدعمه في كل قضاياه الوطنية. كما رحب ضيف مجلس المستشارين بمبادرة تشكيل منتدى برلماني أفريقي أمريكو لايتيني، معبرا في هذا الصدد عن استعداده لإنجاح هذه المبادرة لما تحمله من فائدة لشعوب القارتين. وختم فيرناندو ميزا، كلمته بتوجيه دعوة رسمية لرئيس مجلس المستشارين لحضور الحفل الذي سينظمه البرلمان الأنديني بمناسبة الذكرى 39 لتأسيسه خلال شهر أكتوبر 2018، مقترحا في ذات الوقت عقد دورة لبرلمان دول الأنديز بالمملكة المغربية، كمبادرة منه لتبادل التجارب والخبرات وتوطيد وتعميق علاقات الصداقة والتعاون المتميزة بين الجانبين. جدير بالتذكير أن البرلمان المغربي يحظى بعضوية ملاحظ لدى البرلمان الأنديني منذ سنة 1996. وبمقتضى الاتفاقية التي وقعها الطرفان بمقر مجلس المستشارين على هامش هذا اللقاء، تم تمتيع البرلمان المغربي بصفة شريك متقدم ليكون بذلك أول بلد إفريقي ومغاربي وعربي يتبوأ هذه المكانة في برلمان يضم دول؛ الشيلي وكولومبيا والبيرو والإكوادور وبوليفيا، إضافة الى الأرجنتين التي بصدد الانضمام النهائي لهذا التكتل البرلماني الإقليمي الهام. حضر هذه المباحثات كل من عبد القادر سلامة الخليفة الرابع لرئيس مجلس المستشارين، وأحمد الخريف أمين المجلس وممثله الدائم لدى برلماني أمريكا اللاتينية والكاراييب وأمريكا الوسطى، والأمين العام لبرلمان دول الأنديز "شيليكوينغا مازون إدواردو" والسيناتور عن مجلس الشيوخ الشيلي خوان فرانسيسكو.