استقبل رئيس مجلس المستشارين حكيم بن شماش، أمس الأربعاء بمقر مجلس المستشارين، رئيس مجلس النواب الشيلي فيديل إسبينوزا (Fidel ESPINOZA) مرفوقا بالبرلماني روبرتو ليون (Roberto LEON) الرئيس السابق للمجموعة الجيوسياسية لبرلمانات أمريكا اللاتينية والكرايبي لدى الاتحاد البرلماني الدولي. وخلال هذا اللقاء، عبر رئيس مجلس المستشارين عن اعتزازه الكبير بأهمية هذه الزيارة ودورها في تعزيز الدينامية القوية التي تشهدها العلاقات المغربية الشيلية وتوطيد علاقات التعاون بين المؤسستين التشريعيين للبلدين والشعبين الصديقين. وفي هذا الإطار، أبرز بنشماش أهمية الزيارة التاريخية للملك محمد السادس إلى جمهورية الشيلي سنة 2004، والآفاق الواعدة التي فتحتها هذه الزيارة الميمونة في توسيع مجال التعاون على مختلف الأصعدة في إطار التعاون جنوب جنوب. وأكد الرئيس أن المغرب والشيلي تجمعهما روابط تاريخية وحضارية مشتركة ويتقاسمان مجموعة من القيم الإنسانية، مبديا إعجابه بالنموذج الديمقراطي ومسلسل الإصلاحات والمصالحات التي جعلت من الشيلي نموذجا رائدا في أمريكاالجنوبية على مختلف المستويات. وعلى المستوى البرلماني، ذكر الرئيس بالزيارتين الهامتين التي قام بهما على رأس وفدين عن مجلس المستشارين إلى جمهورية الشيلي خلال شهري يناير ويوليوز 2017، والتي تميزت بعقد مباحثات مع كبار المسؤولين الحكوميين، ورئيسي مجلسي البرلمان الشيلي، والتي توجت بالتوقيع على اتفاقية للتعاون مع مجلسي البرلمان الشيلي، كما حظي الوفد المغربي بشرف استقباله من قبل فخامة رئيسة الجمهورية ميشيل باشليت. وتطرق بنشماش إلى مبادرة البرلمان المغربي بإحداث "منتدى برلماني إفريقي أمريكو لاتيني"، والدعم الذي لقيته هذه المبادرة من مختلف البرلمانات الوطنية والمنظمات الإقليمية والقارية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، معتبرا أن كل الشروط أضحت اليوم ناضجة من أجل تأسيس هذا المنتدى كإطار للعمل المشترك والترافع لفائدة مصالح وقضايا الشعوب الافريقية واللاتينية. كما شدد رئيس الغرفة الثانية على ضرورة استثمار الفرص الكبيرة المتاحة، وخصوصا تلك المرتبطة بالموقع الجيو استراتيجي للبلدين من أجل الارتقاء بمستوى العلاقات التجارية والاقتصادية، حيث أعلن في هذا السياق عن عزم مجلس المستشارين تنظيم أسبوع للمغرب في أمريكا اللاتينية بالعاصمة الشيلية سانتياغو. ولم يفت رئيس مجلس المستشارين التعبير عن امتنانه الكبير لموقف البرلمان الشيلي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، والذي عبر عنه القراران الصادران عن مجلسي البرلمان الشيلي في 3 و8 يناير 2018. من جهته، أبرز رئيس مجلس النواب الشيلي مستوى العلاقات المتميزة القائمة بين البلدين والشعبين الصديقين، وخصوصا الدينامية غير المسبوقة في العلاقات بين برلماني الجانبين، مذكرا في هذا الباب بمتانة الروابط والقيم المشتركة الحضارية والانسانية التي تجمع البلدين. ودعا المسؤول الشيلي إلى الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية للبلدين إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة، في ظل الرهانات والتحديات المشتركة التي يواجهها البلدان، مؤكدا في هذا السياق أن تثمين ودعم مجلس النواب الشيلي لمبادرة البرلمان المغربي لإرساء "منتدى برلماني إفريقي أمريكو لاتيني" نابع من قناعته الراسخة بكون هذا المنتدى سيشكل الفضاء الأمثل لإسماع صوت شعوب القارتين بخصوص هذه التحديات لاسيما المرتبطة منها بقضايا الهجرة والتغيرات المناخية. وبخصوص موقف برلمان الشيلي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، أكد رئيس مجلس النواب الشيلي أن هذا الموقف لم يأت من فراغ، بل هو ثمرة العلاقات البرلمانية الثنائية المتميزة والتي توطدت بعد الزيارتين التي قام بهما مجلس المستشارين برئاسة حكيم بن شماش إلى جمهورية الشيلي، إضافة إلى زيارة وفد برلماني شيلي للمملكة المغربية بدعوة من مجلس المستشارين في فبراير 2017، والتي تميزت بزيارة الأقاليم الجنوبية، مضيفا أن الوفد الشيلي وقف خلال هذه الزيارة على الأوراش التنموية الكبرى التي عرفتها المنطقة، والأمن والاستقرار الذي يعرفه المغرب في ظل قيادة الملك محمد السادس. حضر اللقاء كل من أحمد الخريف عضو مكتب مجلس المستشارين ومملثه الدائم لدى برلمان أمريكا الوسطى والكرايبي، وعبد القادر سلامة الخليفة الرابع لرئيس المجلس، وعبد الحميد فاتيحي رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الشيلي بمجلس المستشارين. تجدر الإشارة إلى أن زيارة الوفد الشيلي للمملكة المغربية تأتي بناء على دعوة موجهة له من قبل مجلس النواب المغربي.