استقبلت الرئيسة الشيلية، ميشيل باشليت، بالقصر الرئاسي لامونيدا بسانتياغو العاصمة حكيم بن شماش رئيس مجلس المستشارين، حيث اجرى الجانبان مباحثات تناولت تعزيز العلاقات التي تجمع المملكة المغربية بجمهورية الشيلي. رئيسة جمهورية الشيلي ذكرت في مستهل اللقاء بمستوى العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع البلدين الصديقين، مشددة على أن الشيلي يعتبر المغرب بلدا صديقا وشريكا اساسيا بمحيطه الاقليمي والقاري، كما دعت الى استثمار الفرص المتاحة والآفاق الواعدة من اجل الرقي بهده العلاقات الى مستوى شراكة أعمق، حيث اعلنت عن زيارة وفد هام يضم مسؤولين وفاعلين بالقطاعين العام والخاص بالشيلي للمغرب شهر شتنبر المقبل من اجل الوقوف على فرص التعاون والتبادل بين البلدين خصوصا على المستوى التجاري وفي مجال الطاقات المتجددة، حيث سيقوم الوفد بزيارة لمحطة نور بوزرزازات. كما جددت الرئيسة الشيلية التأكيد على عمق صداقتها للمغرب والتي ترسخت خلال زياراتها الثلاث للمغرب، والتي كانت اخرها بمناسبة احتضان المغرب لكوب 22 بمراكش، حيث ابدت اعجابها بمستوى التنظيم الذي عرفته القمة وثقل ومكانة الحاضرين والمشاركين بفعالياتها، وهو ما يؤكد المكانة التي تحظى بها المملكة المغربية على المستوى الدولي، كما عبرت عن تقديرها للنموذج المغربي في البناء الديمقراطي والتنموي تحت قيادة الملك محمد السادس. ميشيل باشليت شددت على اهمية التعاون البرلماني في الرقي بالعلاقات بين البلدين، حيث اكدت انها تتابع باهتمام خاص التطور الكبير الذي عرفته العلاقات البرلمانية بين المغرب والشيلي مؤخرا وخصوصا بعد الزيارة التي قام بها وفد برلماني برئاسة مجلس المستشارين حكيم بن شماش في يناير من السنة الجارية حيث توجت بالتوقيع على اتفاقية تعاون مع مجلس النواب بجمهورية الشيلي والتي اعقبتها زيارة وفدين برلمانيين شيليين الى المغرب وما عرفته من مباحثات مثمرة ومتميزة، وفي هدا الصدد عبرت الرئيسة باشليت عن املها في ان يكون التوقيع على مذكرة للتعاون بين مجلس المستشارين المغربي ومجلس الشيوخ الشيلي بمناسبة الزيارة الحالية للوفد البرلماني برئاسة مجلس المستشارين لبنة اخرى في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز التقارب بين الشعبين المغربي والشيلي الصديقين. وفي بداية كلمته عبر مجلس المستشارين، حكيم بن شماش عن اعتزازه بمستوى العلاقات المتميزة التي تجمع المملكة المغربية بجمهورية الشيلي خصوصا بعد الزيارة التاريخية للملك محمد السادس إلى جمهورية الشيلي سنة 2004، والآفاق الواعدة التي فتحتها لبناء شراكة نموذجية بين بلدين تجمعهما علاقات متميزة مبنية على الإرادة السياسية القوية لقائدي البلدين، والتنسيق والتشاور الاحترام المتبادل، كما شدد بن شماش على الاهمية التي يوليها الملك محمد السادس للخيار الاستراتيجي في تنويع علاقات الشراكة المتعددة الاطراف في اطار تعاون جنوب جنوب، وهو الخيار الذي جعل المغرب يمضي بثبات في بناء جسور قوية في عمقه الافريقي تؤهله ليكون شريكا متميزا ومنصة وبوابة منفتحة للشيلي نحو باقي البلدان الافريقية. كما عبر رئيس مجلس المستشارين عن تقدير المغرب للخطوات الهامة التي قطعتها جمهورية الشيلي على مستوى الانتقال الديمقراطي، والإقلاع الاقتصادي، وتحقيق التنمية الاجتماعية، مذكرا بالقيم والقواسم المشتركة الكبيرة التي تجمع التجربة الشيلية بالمسار والنموذج المغربيين. وفي هذا الصدد، أكد رئيس مجلس المستشارين أن الزيارة الحالية والثانية من نوعها التي يقوم بها الى جمهورية الشيلي على رأس وفد برلماني هام جاءت من اجل تجسيد مضامين خارطة الطريق والالتزامات المشتركة وترجمة القناعات التي ترسخت خلال مباحثاته مع مختلف المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين خلال الزيارة الاولى التي قام بها في يناير الماضي، والتي خلصت الى ضرورة تمتين وتعزيز العلاقات القائمة بين البلدين، وتعميق التواصل والتفكير المشترك في استشراف واستثمار الفرص الكبيرة التي تتيحها، من خلال تفعيل دور برلمانات البلدين، ومأسسته من خلال بلورة مبادرات ومشاريع عمل ملموسة سواء على مستوى الترافع والتشريع او على المستوى الدبلوماسي. و لم يفت رئيس الوفد البرلماني المغربي، في معرض كلمته، التتعبير عن امتنان المغرب وتنويهه بالموقف الثابت لجمهورية الشيلي، بخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ودعمها لجهود المملكة المغربية والأمم المتحدة في ايجاد حل سلمي وعادل للنزاع الاقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية. حضر هدا اللقاء الى جانب وزير خارجية جمهورية الشيلي كل من كنزة الغالي سفيرة المملكة المغربية بالشيلي و عبد القادر سلامة، الخليفة الرابع لرئيس المجلس و أحمد الخريف عضو مكتب المجلس وممثله الدائم لدى برلمان أمريكا الوسطى والكرايبي، وثريا الحرش منسقة مجموعة الكنفدرالية الديمقراطية للشغل بمجلس المستشارين.