أجرى وفد برلماني مغربي برئاسة حكيم بن شماش، رئيس مجلس المستشارين، اليوم الاثنين 9 سلسلة مباحثات مع كل من كاتبة الدولة في الفلاحة بجمهورية الشيلي، Claudia Carbonell Piccardo ، ووزير الدفاع، José Antonio Gomez ، وكاتب الدولة في الداخلية والأمن العمومي، Mahmud Aleuy وخلال هذه المباحثات، ثمن رئيس الوفد المغربي، حكيم بن شماش، مستوى العلاقات الجيدة التي تجمع المملكة المغربية بجمهورية الشيلي، والقائمة على الإحترام المتبادل، والثقة المشتركة، وروح التنسيق والتشاور حول القضايا ذات الإهتمام المشترك، مذكرا في هذا الإطار بأهمية زيارة الملك محمد السادس إلى جمهورية الشيلي سنة 2004، والآفاق التي فتحتها هذه الزيارة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين. واعتبر بن شماش أن برلماني البلدين، مدعوان لاستثمار كافة الفرص التي أتاحتها هذه الزيارة لتوطيد أواصر الصداقة والتعاون في أفق بناء شراكة استراتيجية بين بلدين يعتبران قطبين اساسين في محيطهما الاقليمي. وفي هذا الإطار، أشاد رئيس المجلس بالنموذج الديمقراطي، ومسلسل المصالحات، والإصلاحات السياسية الكبرى « التي جعلت من جمهورية الشيلي نموذجا رائدا في أمريكا الجنوبية على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية »، بمقابل المسار المتميز للمغرب على نفس هذه المستويات باعتباره نموذجا وقطبا حقيقي في شمال إفريقيا والعالم العربي، داعيا في الإطار ذاته إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وإرساء الآليات الملائمة من أجل الاستفادة من تجاربهما المتقدمة على هذه المستويات، لاسيما في ظل الوعي المشترك بأهمية إقامة نظام دولي متعدد الأقطاب، وفي ظل التحديات المشتركة التي تواجهها بلدان الجنوب في شتى مجالات التنمية. من جهة أخرى أكد بن شماش أن المغرب بحكم موقعه الجيو استراتيجي يبني علاقاته الدولية على أساس تنويع شراكاته مع دول الجنوب، وهو ما يؤهله ليكون بوابة للشيلي نحو بلدان القارة الافريقية والعربية. كما تعد الشيلي، هي الأخرى، مدخلا أساسيا للمغرب نحو بلدان أمريكا الجنوبية وأمريكا اللاتينية على العموم. وبخصوص التحديات المشتركة، ركز بن شماش على مخاطر المد الارهابي، والصعوبات التي تفرضها ظاهرة الهجرة، مشيرا في هذا الصدد إلى ما يفرضه التهديدات الارهابية من تكثيف للتعاون والتنسيق الدوليين لمواجهة التنامي المخيف لهذه الظاهرة العابرة للحدود والقارات، مبرزا خطورة تقاطع هذه الظاهرة مع الحركات الانفصالية وشبكات الاتجار في البشر، والجريمة المنظمة… وذكر في هذا الباب بنجاعة السياسة الامنية الاستباقية للمغرب في مجال مواجهة هذه التهديدات مجتمعة، والتي لم تنجح في تقويض مسار البناء الديمقراطي والتنموي لبلادنا. وبخصوص الهجرة، أكد بن شماش أن العقد الأخير عرف تدفقا غير مسبوق للمهاجرين نحو المغرب، مع ما يرتبط بهذا الوضع من إكراهات وتحديات، خصوصا أن المغرب قد تحول من بلد لعبور إلى بلد للاستقبال، حيث استعرض في معرض مباحثاته السياسة المغربية في مجال الهجرة واللجوء، مشيدا بالتوجيهات الملكية التي أطرت هذه السياسة المبنية على احترام المواثيق الدولية لحقوق الانسان والتي حظيت بإعجاب واسع على المستوى الاقليمي والدولي. ولم يفت حكيم بن شماش، خلال هذه المباحثات، التنويه بموقف جمهورية الشيلي، حكومة وشعبا، إزاء الهجمات الارهابية التي استهدفت مدينة مراكش في أبريل 2011، حيث أصدرت آنذاك الحكومة الشيلية بلاغا تدين فيه الهجوم الإرهابي، وعبرت عن مشاعرها الصريحة من التضامن والتعازي الحارة لأسر الضحايا. وبخصوص قضية الصحراء المغربية، نوه حكيم بن شماش، رئيس مجلس المستشارين، بالموقف الثابت لجمهورية الشيلي من قضية الوحدة الترابية لبلادنا، وبدعمها الدائم للمغرب في المنتديات الدولية وخاصة أثناء ترشحه للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن 2012-2013. من جانبهم، أشاد المسؤولون الشيليون بمستوى العلاقات القائمة بين البلدين، معتبرين أن المغرب حليف إستراتيجي لجمهورية الشيلي في إفريقيا والعالم العربي. كما نوهوا بالنموذج الديمقراطي والتنموي المغربي، مشددين على أهمية هذه الزيارة في تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين. وفي هذا السياق، أبرزت كاتبة الدولة في الفلاحة اهتمام الشيلي بسياسة المغرب في المجال الفلاحي والبيئي، معبرة عن رغبة بلدها في الاستفادة من التجربة المتقدمة للمغرب في مجال سياسة السدود، ومكافحة التصحر والجفاف، وعقلنة تدبير المياه. ودعت المسؤولة الشيلية إلى أهمية تبادل التجارب في مجال الطاقات المتجددة، والفلاحة التضامنية، والبرامج الطموحة والمتميزة التي تضمنها المخطط الاخضر. من جانبه، أكد وزير الدفاع أن الشيلي والمغرب شريكان أساسيان في التصدي للتهديدات الارهابية، وفي الجهود الأممية لحفظ السلام، كما أشار المسؤول الشيلي إلى أن بلدان أمريكا اللاتينية رغم بعدها الجغرافي عن المناطق الحاضنة للتنظيمات الإرهابية، إلا أنها ليست بمعزل عن مخاطرها وتهديداتها المخيفة، داعيا في هذا الإطار إلى تعزيز التعاون والتنسيق الأمني الدولي لمواجهة كافة تمظهرات هذه الظاهرة العابرة للحدود. أما كاتب الدولة في الداخلية والأمن العمومي، فقد ذكر بدوره بالتحديات المشتركة بين المغرب والشيلي في مواجهة التهديدات الارهابية، والاكراهات التي يفرضها التزايد غير المسبوق للمهاجرين، منوها في هذا الإطار بسياسة المغرب في مجال الهجرة واللجوء، ومعبرا عن ثقته في أن تساهم هذه الزيارة في التفكير في إرساء آليات كفيلة بتعزيز التعاون بين البلدين في هذه المجالات. ويذكر أن الوفد البرلماني المغربي الذي ترأسه رئيس مجلس المستشارين، حكيم بن شماش، ضم كلا من أحمد الخريف، ممثل مجلس لدى برلمان أمريكا الوسطى، وعضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية؛ ونبيل الشيخي رئيس فريق العدالة والتنمية؛ وأمبارك السباعي، رئيس الفريق الحركي؛ وعبد الحميد الفاتحي، رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الشيلية بمجلس المستشارين وعضو الفريق الاشتراكي. هذا وسيجري الوفد البرلماني خلال هذه الزيارة التي تمتد من 9 إلى 13 يناير 2017، سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين في الحكومة والبرلمان بجمهورية الشيلي