يشتكي معظم أصحاب قاعات الأفراح بمدينة الدارالبيضاء من تراجع الطلب على خدماتهم منذ بداية فصل الصيف الحالي. وتعاني الشركات المتخصصة في تنظيم الأفراح والحفلات من ركود معاملاتها، التي تراجعت بشكل كبير، رغم لجوئها إلى تخفيض أثمان الخدمات التي تقدمها. وقال خالد بوعلام، المنتمي إلى هيئة مهنيي القطاع، إن الركود طال جميع أنشطة تنظيم الحفلات والأعراس، نظرا لمجموعة من العوامل التي أثرت سلبا على القطاع، ومن ضمنها تعدد المتدخلين وتراجع الطلب نتيجة تفاقم ظاهرة العزوف عن الزواج. وتشير البيانات المتوفرة إلى استمرار تسجيل ارتفاع في نسبة التأخر في الزواج بالمغرب، إذ بلغت 60 في المائة. وأكدت دراسة لمؤسسة "فاميلي أوبتيمر"، المتخصصة في بحوث الأسرة والحياة الزوجية، ارتفاع نسبة النساء غير المتزوجات بنحو 4.6 في المائة، إذ بلغ عددهن 8 ملايين امرأة؛ فيما أوردت أن نسبة الرجال غير المتزوجين زادت بنحو 2.6 في المائة. أمام هذا التراجع في مؤشرات الزواج داخل أوساط الشباب المغربي، يحاول مهنيو تنظيم الحفلات ملاءمة عروضهم مع واقع تراجع القوة الشرائية للأسر المغربية. وفي هذا الإطار قال بوعلام إن الأسعار تراجعت بمستويات فاقت تلك التي سجلت العام الماضي، الذي عرف أيضا تراجعا في أداء القطاع. المتحدث ذكر في تصريح لهسبريس أن "الأمور تفاقمت هذه السنة، والطلب أصبح شبه منعدم مقارنة مع السنة الفارطة، وهو ما دفع المهنيين إلى تخفيض أسعار كراء قاعات الأفراح بنسبة تتراوح ما بين 30 و50 في المائة، والأمر نفسه ينطبق على أطباق وجبات الأعراس". وأضاف بوعلام: "خلال السنة الماضية كانت الأسر تلجأ إلى مموني الحفلات لتنظيم الأعراس، لكن هذا العام تغيرت الأمور واتجهت نحو الأسوأ.. لم يعد أي شخص يسألنا حتى عن أحوالنا، فما بالك بالسؤال عن أسعار خدماتنا".