موسم صيفي باهت بمدينة طنجة، فيما يتعلق بنشاط حفلات الأعراس التي اعتادت المدينة أن تعيش ذروتها خلال هذه الفترة من كل سنة، إذ سجل الكثير من الملاحظين، تراجعا كبيرا في أعداد حفلات الزواج منذ الأسبوع الأول الذي أعقب عيد الفطر، خلافا لما كان عليه الأمر خلال السنوات الماضية. وتتباين تفسيرات عموم المواطنين، حول أسباب تراجع أعداد حفلات الزفاف هذه السنة، إلا أن الغالبية يربطون ذلك بارتفاع تكاليف هذه المراسيم، مما يدفع الكثير من الأزواج الجدد، إلى الاكتفاء بحفلات متواضعة تلم شمل بضعة من المقربين، قبل الانتقال رسميا إلى عش الزوجية وبدء الحياة الجديدة. وهذا ما تؤكده سجلات الزواج، حسبما يوضحه أحد الموثقين العدليين، تحدث لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، قائلا "تراجع عدد حفلات الزفاف لا يعكس وتيرة إقبال الشباب على الزواج بالضرورة، فخلال الشهور الماضية سجلنا وتيرة عادية لإبرام عقود الزواج التي قمنا بالإشهاد عليها". ويضيف هذا الموثق العدلي "وبما أن توثيق العقد يعتبر أحد أهم إجراء في مسطرة الزواج، فهذا قد يدل على توجه العديد من الشباب إلى بدء حياتهم الجديدة دون تحمل أعباء ليلة الزفاف". في نظر الكثير من الشباب، فإن غلاء تكاليف حفلة الزواج، تعتبر من أكثر المثبطات التي قد تزهد جيل اليوم عن الدخول في الحياة الجديدة، فيما يرى آخرون أن مراسيم الزفاف أو ما يطلق عليها ب"ليلة العمر"، لم تعد ذا أهمية عند الكثيرين، إذ يستغني نسبة كبيرة من الشباب عن هذه الطقوس والاكتفاء في أحسن الأحوال بحفلة عائلية بسيطة. ويقول شاب في السابعة والعشرين من العمر، في دردشة مع طنجة 24 " انخفاض وتيرة حفلات الأعراس يمكن تفسيره بانتشار الوعي في أوساط الشباب لإدراكهم بان إكمال نصف الدين وبناء أسرة جديدة لا يجب أن يرتهن بالضرورة بتنظيم حفلة مكلفة". بينما ترى شابة (23 سنة) في تصريح مماثل، أن انخفاض عدد حفلات الأعراس، يعكس حالة استسلام الكثير من الشباب ورفع للراية البيضاء، أمام ارتفاع التكاليف اللازمة لحفلة ليلة العمر، وهو ما يعني حالة عزوف كبيرة عن الزواج. تراجع عدد حفلات الأعراس هذه السنة، يجد مبرروه لدى ممنوني الحفلات ومقدمي الخدمات المرتبطة بطقوس الأعراس، إذ يؤكد أكثر من فاعل في هذا المجال، بأن عدد الحجوزات لحفلات أعراس هذا الصيف قد تراجعت كثيرا مقارنة بنفس الفترة السنة الماضية. ويكشف أحد المهنيين، وهو مسير مقاولة مالكة لعدد من قاعات الأفراح في طنجة، أن الحجوزات انخفضت خلال شهر يوليوز الجاري، إلى ما دون النصف. مبرزا أن شهر غشت المقبل، سيعرف انتعاشا طفيفا في الإقبال على خدمات قاعات الأفراح. وحلو مدى تأثر القطاع بحالة الغلاء خلال فصل الصيف، يعترف نفس المتحدث، أن تسعيرة الحجوزات خلال هذه الفترة أعلى من مثيلاتها خلال باقي فترات السنة، بما يفوق 50 في المائة في كثير من الأحيان. ويوضح "تسعيرة الحجوزات يتم تحديدها حسب الفترة، دون الأخذ بعين الاعتبار الوقت الذي تم فيه تقديم طلب الحجز ".