إن طقوس وعادات الزواج في المغرب تختلف حسب التقاليد والموروث الثقافي والاجتماعي لكل جهة ومنطقة، في ما تتشابه هذه الطرق بالمنطقة الشرقية تقريبا بالرغم من اختلاف المكون الثقافي وعامل الوسط لكل منطقة على حدة، فقد لوحظ خلال السنين الأخيرة نوع من العزوف عن الزواج، وذلك لأسباب متعددة يمكن تلخيصها في عوامل اجتماعية تقف حجر عثرة كالبطالة والفقر والبحث عن طرق تخول للشباب الهجرة إلى الخارج قصد الحصول على عمل يضمن عيشهم كالزواج من أجنبيات بقصد الحصول على أوراق الإقامة هناك. ورغم ذلك لا يزال موضوع الزواج وما يدور في فلكه من أعراس وأفراح مما يبدد الأفكار المسبقة عن صعوبة الإعداد لحفلات الزفاف عن أعراس الصيف في المنطقة الشرقية أعددنا الملف التالي والذي رصد أراء مختلفة في الموضوع. فاطمة أستادة التعليم للعلم : الزواج في عصرنا يختلف تماما عما كان عليه في الماضي، حيث أصبح يشكل حاجزا يصعب اجتيازه، وسبب ذلك مظاهر البذخ والتبذير التي بدأت تطبع أعراسنا، فقد تضافرت العوامل والأسباب لتجعل منه أمرا صعبا، فزيادة على الوضعية الاجتماعية التي أفرزتها عوامل اقتصادية من بطالة وفقر وارتفاع مهول للأسعار... هناك ظاهرة تنفرد بها المنطقة الشرقية من باقي مناطق المغرب وهي : غلاء المهر، وتكاليف حفل الزفاف والتي تتراوح ما بين 50000 درهم و60000 درهم فالطابع التقليدي البسيط لم يعد يطبع الأعراس، لأن طغيان العادات الدخيلة لم يفسح لها المجال للحضور بكثافة من داخل وخارج الوطن والمتمثلة في عملية "النقاشة" بالحناء. وهي عادة دخلت على تقاليد وجدة منذ حوالي 15 سنة، بحيث كانت العروس سابقا تكتفي بتخضيب الحناء بطريقة بسيطة وسهلة وقد لا تستغرق وقتا طويلا، واليوم وبنفس المادة (الحنا) يخصص لها حوالي ست ساعات، تحضر خلالها صديقات العروس وأهلها. وخلال اليوم الموالي وهو يوم "الحنا" تستقبل أسرتها بعض أقرباء العريس، وهو اليوم الذي يكلف العروس وأهلها ميزانية خاصة، بغض النظر عن المال الذي يقدمه لها العريس كمهر، حيث تشتري الملابس والحلي الذهبية ... وهنا لابد من الإشارة أن المرأة الشرقية تركز كثيرا على اقتناء الذهب ضمن حاجيات "الجهاز" وأثاث بيت الزوجية.. وخلال نفس اليوم يكون حضور "النكافة" او اللباسة ضروريا، وهي التي تحضر معها أزياء فخمة تقليدية تجمع بين الأصالة والمعاصرة خاصة بالعروس، بحيث أن الكل لباس خاص يتراوح ما بين 200 و650 درهم مع حلي متنوعة حسب نوعية الأزياء، وقد نجد من بين هذه الألبسة : الوجدية الأصيلة والمكناسية والفاسية والسوسية والهندية" وتحمل العروس خلال نفس الليلة على الطيفور وهو عبارة عن هودج كرمز للقيمة السامية التي تحظى بها العروس في تلك الليلة تحت إيقاعات "الدقة المراكشية". ومن بين العادات الدخيلة، بحكم الموقع الجغرافي الذي يربط المنطقة الشرقية بالحدود المغربية الجزائرية تبقى عملية التأثير والتأثر حاضرة فنجد ألبسة من نوع "القاط" "المنسوج" الكاراكو" محاكة من ثوب "قطيفة" أو "الموبرة"منسوجة بخيوط ذهبية وبأشكال مختلفة، كما ترتدي العروس في الليلة الأخيرة ليلة "الزواج"فستان الزفاف الأبيض، بتسريحة وماكياج خاصين وتخرج وسط موكب من السيارات. خديجة عطا بنت أحمد (65 سنة) ربة بيت : عاداتنا انقرضت عن الزواج التقليدي تقول السيدة خديجة بكل تحسر أن العريس كان يمنح الأم شرف اختيار عروسه دون ان يعرفها او يشاهدها، وتنأهب أسرته لزيارة أسرة العروس "طالبين ضيف الله" وخطبة ابنتهم وتقرأ الفاتحة بعد الموافقة ويتم تحديد موعد الزفاف. وعن لوازم الخطوبة تقول السيدة خديجة أنها كانت بسيطة ومنها "الحناء" كرمز للحب والفرح والخير، والسكر : أي الحلاوة التي تؤلف بين القلوب، كما أن السبب الرئيسي في تكفل الأم باختيار "الكنة" أو زوجة ابنها هو مكوث الزوجة مع أهل زوجها بنفس المنزل ولتطمئن على ابنها ومتطلباته كإتقان الأشغال المنزلية .. أم مهر العروس فلم يكن يتعدى 100 درهم، وسن العروس لم يكن يتجاوز 15 سنة، والعيس 19 سنة. أحمد اطراري عدل بقسم التوثيق بالمحكمة الابتدائية بوجدة : انخفاض نسبة الزواج لقد أصبح الزواج هذه السنوات الأخيرة أو منذ حوالي أربع سنوات شبه منعدم بوجدة، وأضحت ظاهرة الطلاق هي سيدة الموقف، بحيث أننا لاحظنا تراجعا وعزوفا كبيرين عن الزواج، وحتى إذا توفر فلا يكون في أغلب الأحيان غلا زواجا من اجل مصلحة شخصية قصد الحصول على شغل بالخارج أو رغبة في الالتحاق بالأسرة في إطار العمل والوظيف، ويتم عقد القران لتقديمه للسلطات المعنية وبالتالي توافق للعروس أو العريس الالتحاق بالطرف الآخر.. وعن المهر، فهناك شرائح متميزة لها شروطها في فرض المهر، فالصداق لابد منه ولا يتعدى في المتوسط 50000 درهم حسب دخل العريس.. أما إذا تعلق الأمر بزواج من اجل مصلحة (الهجرة بوثائق قانونية توفرها له العروس) فيتعدى هنا المهر 60000 درهم أحيانا.. وعن العادات العريقة، يقول العدل أنها انقرضت تماما، مثل سن الزواج بالنسبة للفتاة كان ما بين 12 و13 سنة، وحاليا تتعدى 20 سنة خلال التسعينات كنا نتعب كثيرا إثر كثرة الإقبال على عقد القران ابتداء من شهر يونيو واليوم نحن في منتصف فصل الصيف وعدد قليل من يقبلون على ذلك هناك أسباب كثيرة أدت إلى هذا العزوف، من بينها مدونة الأحوال الشخصية وخاصة مبدأ التعدد ... وبصفة عامة الحالة لا تبشر بالخير. عبد الناصر قادري 48 سنة صاحب محل لكراء لوازم الأعراس : 90 في المائة من أبناء وطننا أصبحوا يعزفون عن الزواج من بنات البلد، ويقبلون بحثا عن بنات أجنبيات قصد الحصول على وثائق رسمية تضمن لهم الشغل بالمهجر، ومن عوامل ذلك البطالة والفقر، وعن كراء لوازم الأعراس، لا يزال هناك بعض الإقبال عليها قصد تمويل حفل الزفاف.. لدينا كل ما يحتاجه العريس والعروس حتى من الكوتشية التي دخلت على تقاليدنا بوجدة، والهودج والعمارية. ونتعامل مع العرسان بكل بساطة لا نفرض عليهم أسعار من غير مستواهم. كريمة يوسفي 38 سنة نكافة متخصصة في نقش الحناء ولباس العروس "تانكافت" أو التكلف بتزين العروس في ليلة زفافها ، والعادة دخيلة من فاس، ظهرت بوجدة منذ سنة 1985، وانتشرت خلال سنة 1992... ومن بين ما تقوم به "النكافة" نقش الحناء على يدي ورجلي العروس ويليها "طرز الغرزة" أو الطرز الفاسي.. بعد نقش الحناء، أشرع في تزيين العروس، ألبسها وأضع على صدرها الحلي والمجوهرات، مستعملة طبعا اللباس التقليدي، لباس المنطقة المشهور "ثم التكاشط" والتخليلة، ويصل عدد اللبسات أحيانا إلى ثمانية ويكون ذلك طبعا يوم الحناء، كنا نقوم بنفس العمل خلال اليوم الثاني بعد الزفاف، وهو ما يعرف عندنا بوجدة بيوم "التقييل" لكن وللأسف الشديد تم التخلي عن هذه العادة الجميلة.. ولعلمك اننا نخرج ل "التنكاف" عند الطلب وبأسعار تتراوح ما بين 2000 و6000 درهم، ونعمل على توفير الحاجيات الثالية : المنصة والملابس والمجوهرات والعمارية وطيفوران، وصدفية عملاقة "كوكياجة" واللباس الأبيض والحناء بزيها الذي هو القفطان ومستلزماته "كما تحضر المائدة وما يلومها من صحن به حناء وقالبان من السكر والبيض والنعناع.. اما تحضير الحناء قصد النقش فيتم بتوفير الحناء مسحوقة وماء ورد وحقنة زجاجية معقمة وأحدر تسخين الحناء التي وضعت على يدي العروس فوق النار في حالة استعمال القطن. فاتحة بن عياد (نكافة) : نسعى إلى تقنين المهنة "النكافة" أصلا حرفة تحافظ على التقاليد في الأزياء المخصصة للأعراس.. إلا أنها دخلت المنطقة في وقت شبه متأخر، حين افتقدنا بعض رموز تقاليد الزواج هنا كعادة "الرهينة" ورقصة العروس لتشجيع "الغرامة" ومن مبادئ تانكافت "الحفاظ على الأصالة المغربية، والعروسة المغربية الوجدية عندنا بالدرجة الأولى، وذلك مثل "المنسوج، الكاراكو، وما يناسبه من حلي وألبسة تقليدية أخرى محاكة بالحرير مثل "المجبود".. ودخل على هذا التقليد في الأزياء لباس "القبة" والتي سميت سابقا بالهودج لما كانت العروس تحمل فوق الإبل أو الدواب، اليوم أصبحت تسمى ب "العمارية".. إننا نشكو من عدم تقنين حرفتنا ومحاربة المنافسة غير القانونية وإبعاد الرجل عن الحرفة، وتوحيد الأسعار.. فاطمة الزهراء حفصي (22 سنة) حلاقة : نماذج غريبة لتسريحة الشعر. حصلت على دبلوم حلاقة النساء، وفصلت التخصص في تسريح شعر العرائس كل واحدة حسب ذوقها، وتدوم مدة التسريحة الواحدة أكثر من ساعة، لأنه من الصعب تلبية رغبة العروس بأكملها والعمل لا ينتهي عند هذا الحد، لأن تخصصنا منحنا فرصة تزيين وجه العروس ب "المكياج" والتعامل معه بكل حذر وحسب ما سترتديه من ملابس... ويمكن أحيانا إضافة شعر اصطناعي لعروس تشكو من ضعف حجم شعرها شريطة ان يكون مشابها له.. وعلى أي فحتى تسريحة شعر العروس عرفت نماذج غريبة.. حياة جبراني مجازة : اعتقادات هدامة ما زالت تسود طقوس ليلة الزفاف بعض العادات التي ما زالت تسود طقوس ليلة الزفاف، كون قيام أهل العروس بتسليحها ببعض العقاقير والعطور رغبة في قتل "العين والنفس" وحجبها عن "الثقاف" وإبعاد الشياطين والأشرار، فيما تعمل أمها على تنظيف جلدة الكبش" الهيدورة" وتجفيفها ثم تقعد ابنتها العروس عليها لأول مرة وذلك حتى يكون العريس طوع أمرها.. ولما يقترب موعد الزفاف تجعل والدتها شيئا من "الفاسوخ" بحذاء عريسها لإبطال الأعمال الشريرة. إعلان الزواج يتم بطلقات البارود اختيار العروس البكر يومي الأربعاء والجمعة .... تختلف طقوس الاحتفالات بالأعراس في قبائل المنطقة الشرقية من حيث الشكل، ولها قواسم مشتركة من حيث المضمون.. رغم أنها أضحت تتميز بعدد من العادات الدخيلة التي أصبحت تمحي عددا من التقاليد والعادات العريقة. الزواج التقليدي بفكيك ونواحيها في هذا الإطار التقت "العلم" مع أحد شيوخ واحة فيجيج والذي لا يزال يحتفظ للجيل الحاضر بآثار ثقافة تقاليد وعادات مسقط رأسه إنه الحاج محمد.ك (75 سنة) متقاعد، تحدث عن الزواج في فجيج قائلا : إن منطقة فجيج شبه صحراوية، يكون العرس بها غالبا داخل "الكصور" ما بين عائلات مرتبطة بصلة القرابة في حالات قليلة يكون ما بين أناس من "كصور" متخلفة... وأحيانا يكون الزوجان من نفس العائلة (أبناء عم، أبناء خالات..) في حالة الزواج بين كصور متخلفة، يكون في غالب الأحيان زواج مصلحة، أو نتيجة العلاقة صداقة بين العائلتين، ... في الماضي القريب كانت حفلات الزواج تدوم من 15 يوما إلى شهر، حيث يدعى جميع الأقارب والأصدقاء، مع العم أنهم يخبرون يبوم موعد الزواج.. والذي يكون غالبا خلال أيام عطلة.. لذا يجب عليهم الحضور ولا تقبل أعذارهم حين يغيبوا عنه إلا في حالات استثنائية. ويتم الزواج في سن مبكرة للجنسين ما بين 12 و13 سنة بالنسبة للفتاة، و16 حتى 18 سنة بالنسبة للفتى، وكي يتعرف الزوج على خطيبته لابد من دعوتها لقضاء بضعة أيام في بيت العائلة.. وعن صداق العروس وموعد الزواج، يتم الاتفاق على مقدار أول وتاريخ عقد الزواج في نفس اليوم الذي تتم فيه الخطوبة، حيث يتفق أولياء أمر العروس والعريس على جميع لوازم الحفل، ويتسابقون في شراء المعدات والأشياء الثمينة للعروسين.. وخلال اليوم الذي يسبق يوم الزفاف، يأتي أولياء أمر الزوج مصحوبين بالجوقة الفلكلورية، صحبة عدد من الأصدقاء والأحباب، ويتم دفع هذه الهدايا لعائلة العروس وهو ما يسمى ب "الدفوع" وعن ليلة الحناء، اليوم الذي يسبق يوم العرس، وهي الليلة التي يتم خلالها وضع ما يسمى ب "النقاشة" على أيدي وأرجل العروس، وتتم تلاوة القرآن الكريم وذاكرة وأمداح نبوية، تقديم مائدة دسمة للمدعويين، وفي صبيحة الغد، يوم الزواج، يذهب الزوج والزوجة كل واحد على حدة مصحوبا بأصدقائه إلى "البحبوحة" أو الحمام، بعدها يتم اصطحاب العروس إلى منزل زوجها حيث لا يتم فراقها إلى حين وصولها إلى عتبة بيت الزواج، ويبقى بالباب في الخارج واحد فقط هو "الوزير" حتى يتمكن من تقديم كل طلبات العريس. وهكذا تعلو الزغاريد من كل مكان ويسمع الغناء، وتعلب الرقصات الفلكلورية المحلية إلى غاية خيوط الصباح الأولى، وتدوم الفرحة مدة سبعة أيام بلياليها، إذ تكون العروس خلالها مثل الملكة، لا تقوم بأي شيء سوى العناية بجمالها لزوجها، وينتهي الاحتفال بانتهاء اليوم السابع، فيتم وضح الحزام على خصرها، ويعني هذا أنه أصبح واجب عليها الاعتناء بنفسها بمنزلها وبإعداد الطعام لزوجها. بعدها تقوم الزوجة صحبة عائلتها الجديدة بزيارة والديها وهو يوم حب الرؤوس أو ختام حفل الزواج. الزواج بقبيلة لمهاية : مازالت هذه القبيلة العريقة تحافظ على عدد من عاداتها الأصيلة، وقد حدثنا عن ذلك عبد القادر حسني، متقاعد بمصلحة المياه والغابات، فقال : في القديم يتوجه الشاب الراغب في تحصين دينه أي الزواج، إلى والديه.. يخبرهما عن رغيته في الزواج بواسطة صديق لهما، وبعد موافقتهما يقصدان عائلة الفتاة المرغوب في زواجها حاملين معها "القفة" بها قالب من السكر وشيء من الحلوى و"الكاوكاو".. بعد الاتفاق تتم "الخطوبة" او ما يسمى عندنا ب "الملاك"، فيقدم والدا العريس جميع لوازم حفل الخطوبة Λالكبش، السميد، السكر، الزيت3. ويدعى مع العريس عشرة أشخاص على الأكثر، اما ممثلو العروس فحسب وسطهم، ويتم تناول العشاء وسط فرحة بزغاريد وتبادل الأراء، بعد ذلك يتحدث الجميع في الموضوع، فيقول الأب ثلاث مرات "السي فلان.. السي فلان.. السي فلان..." ولا يجيب النضير حتى النداء الثالث، فيقول : "نعمم ، ما تريد؟ ويرد الأول : "جئنا طالبين راغبين في يد الآنسة فلانة بنتى السيد فلان، على سنة الله ورسوله، والفرض المقبول"، وبعد تظاهر أهل العروس العروس بالرفض، يقول أحدهم (مرحبا بكم يبننا) فتعلوا الزغاريد، وتنطلق طلقات البارود في الخارج، ثم يتم تحديد مبلغ الصداق وذلك في حدود 500 درهم، وتسليمه لأبوي الخطيبة.. وإذا كان هناك مؤخر صداق فيكتب في عقد الزواجج.. بينما يدخل قسط من هذا الصداق في جيب والد العروسة وما تبقى تشتري به الام لابنتها "الزهاج المفتول" وهو دبليج من الفضة الخالصة، والخلخال وهو سلسلة من الذهب توضع حول الكعبين، والمجدول وهو خيط من الصوف يستعمل كحزام، والمنديل وهو خرقة كبيرة توضع على الرأس، و"الغنسة" وهي على شكل سترة.. وخلال يوم الزفاف تركب العروس بعد التزيين على أنثى الفرس وليس أي دابة أخرى، حيث لهم في ذلك اعتقادات شتى، فيقودونها إلى منزلها الجديد، ويقوم أخوها واحد أقاربها أو أقرب شخص للزوج بمساعدتها على النزول من على الفرس، ثم يدخلونها رفقة أصدقائه الذين يفارقونه عند عتبة البيت... وهكذا يتم زفافههما فيصير هو مالكها.. وفي هذا المنزل يجب على الزوجة أن تقوم بتسييره تحت إمرة زوجها. قبيلة "مكابرة" أولاد سيدي علي بوشنافة لهذه القبيلة أنماطها الخاصة في حفلات الزفاف، ويحكي لنا في هذا الصدد الحاج محمد بن سيدي علي بوطارة، متقاعد، (79 سنة) ويقول : "حين رأى أبي أنني بغلت سن الزواج لم يطلب رأيي في ذلك، لقد اتفق مع والدتي رحمهما الله لاختيار فتاة مستقبلي، ولم يسبق لي أن رأيتها أو عرفتها من قبل، ذهبت والدتي رفقة اثنين من النساء عند عائلة العروس، وعدن فرحات باختيارهن هذا.. فجاء دور والدي ورفاقه لزيارة أهلها لتحديد لاصداق، وموعد الزفاف، فكانت العتادة أن يختار يوم الأربعاء أو الجمعة، إذا كانت العروس بكرا، والخميس إذا كانت أرملة، وبالاتفاق ما بين العريس ووالديه يرسل "الدفوع" على متن عربة مجرورة، وغالبا ما يكون "الدفوع" عبارة عن عجل أو كبش برفقة بعض النسوة والشبان، وبعد العشاء يتم تسليم المهر لوالد العروس، وقبل يوم الزفاف، تذهب لاعروس إلى الحمام مع مجموعة نساء وفتيات من قريناتها، وهي التي تؤدي عنهن أجر استحمامهن، وخلال يوم الزفاف وكما يجري بجنوب المنطقة من عادات قيدمة، لنعدمت حاليا، تحمل العروس على متن "عطوس" وهو محمل مربع يوضع على ظهر الجمل أو الحصان او دابة أخرى، وتكون العروس مكسوة بثياب جدابة، واضعة على وجهها رداء وعها والدها ويعض القريبات، فيتوجه الموكب نحو بيت الزوجية، حيث يلتحق زوج مستقبلها الذي يرتدي لباسا تقليديا مثل الفوقية وسروال "قنضريسيا" وجلباب وسلهام لامع أبيض.. وتقام الأفراح لمدة 7 أيام كلها رقص وغناء وطلقات بارود ولعب الخيالة "الباريا" وتغني النساء أغاني الحيدوس، وخلال هذه الأيام، على العريس ورفاقه مراقبة – وبشدة - ادواتهم الذاتية وملابسهم.. خوفا من سرقتها منهم من قبل أطفال مسخرين من جهة العروس وصديقاتها، في حين يكون اجر الطفل المسخر لذلك حلويات وكاوكاو وبيض مسلوق.. كما أن هذه المسروقات لا ترجع إلا بعد دفع ثمن تطالبنه تلك الفتيات من العروس.. وبانتهاء الأيام السبعة تنتهي أوامر العروس ويتم تحزيمها رسميا من طرف والدة العريس، لتستعد لأشغال بيتها وخدمة زوجها. أما اليوم، فقد انتهت أيام الرخاء وأصبح العرس يكلف الكثير، فالصداق ارتفع من 200 "صولدي" إلى 20 ألف درهم وارتفعت قيمة المهر إلى 60 أالف درهم أحيانا، وكثرت لوازم إعداد وتنظيم العرس ومعها " زيد الماء زيد الدقيق" أعرف صديقا لي منذ صباه، أقام حفل زفاف ابنه، فكلفه يوم واحد حوالي 75 ألف درهم بما في ذلك مهر العروس.. حفلات الزفاف في مدينتي الحسيمة والناظور تقول السيدة حكيمة سعيد (33 سنة) عن حفلات الزفاف في مدينتي الحسيمة والناظور (منطقة الريف) إنها "تتميز بتقاليد وعادات تختلف عن غيرها وما زالت محافظة على التقاليد بشكل كبير، ففي القرية، عندما يرغب الشاب الحسيمي أو الناظوري في الزواج من فتاة يخبر أباه بذلكن فيذهب هذا الأخير لمقابلة والد الفتاة، وإذا ما تم الاتفاق بينهما، تتوجه أسرة العريس (نساء فقط) حاملات الحناء والسكر و"الذبيحة" والهدايا حسب الإمكانيات، إلى بيت العروس، حيث تتم الخطبة والاتفاق على الصداق ومصاريف العرس وموعد الزفاف، ولا يتم عقد الزواج إلا ليلة الزفاف، حيث تجتمع نساء عائلة العروس في غرفة واسعة فتزين يديها وتخطن رجليها بالحناء على وقع أحيدوس للنساء اللاتي يجتمعن ويرددن الزغاريد الحارة والمتوالية كما تسمع الأناشيد باللهجة الريفية، (إرزن)، هذه الأناشيد التي تبارك للعروس فرحها وتنصحها بالصبر واحترام الزوج ووالديه.. وفي نفس الوقت تتزين الفتيات بالحناء لتكون فأل خير عليهن.. أما بالنسبة للعريس فيجلس وسط أصدقائه وأقران عائلته من الرجال في "البراح" قرب باب المنزل ليأتي معظم أفراد القبيلة لحضور العريس، وهكذا يزين خنصر العريس بالحناء فتنطلق لازغاريد بحرارة وأناشيد "إرزن" التي تباركك فرحه وتشعره بأنه أصبح رجلا مسؤولا، إذ عليه تحسين معاملته وتحمل مسؤوليته.. وبعد انقضاء هذه الليلة، يحل اليوم الموالي لتلبس العروس طرحتها وتجلس وسط عائلاتها، فيحضر العريس رفقة عدلين قصد أخذ عروسته إلى بيت الزوجية. وفي الصباح الموالي، تحضر أخوات العروس بالفطور الفاخر.. وفي المساء تحتفل النساء بالعروس.. أما أعراس المدينة بهذه المنطقة، فقد تغيرت بكثير وارتفعت قيمة الصداق بها وأصبح المعدل المتوسط بهذه يناهز خمسة ملايين سنتيم...