مرة أخرى، استطاع الفنان العراقي كاظم السّاهر أنْ يأسر الجُمهور العاشق لفنِ الطرب الأصيل، ويَقوده إلى مراتع العشق والهوى بأشعار تتغنى بالحب وتحتفي بالمرأة. وتمكّن "قيصر الأغنية العربية" في أولى سهرات "موازين.. إيقاعات العالم" لمنصة النهضة، من أنْ يحمل جُمْهُور الرباط في رحلة روحية ممتعة إلى عوالم مهد المقامات والألوان الموسيقية العريقة، من خلال إيقاعاته المُتداخلة والمتشابكة ليسمُو إلى مراتب الصفاء. واستهلّ الساهر حفله، الذي انطلق في حدود الساعة العاشرة والنصف ليلة الجمعة السبت، بأشهر أغانيه "أراضي خُدودها" التّي تفاعل معها الجمهور وردّد كلماتها، ثم أعقبها بأغنية "عيد العشاق"، لينقل الجمهور إلى بلاد الشام بأداء أغنيته الجديدة لأول مرة على خشبة موازين "حنّي ياحنية"، ثم يبحر من جديد في أغاني العشق والهوى بأغنيته "ونسيت دائي"، و"إنّي خيّرتك فاختارت". وقدّم القيصر مجموعة من الأغاني التي يحفل بها ريبرتواره الفني، تحتفي بالمرأة وهي عاشقة جموحة أو غاضبة متمردة أو رافضة ومعاتبة أو تائهة، من قبيل " زيديني عشقا " و"أحبني بلا عقد" "مدرسة الحب" و "أكرهها"، "وضميني إلى صدرك" وغيرها، بالإضافة إلى الأغنية "روحي كبدي" التّي جمعته بخريجي برنامج ذافويس، داعياً الجُمهور إلى تشجيع الموهبة الفنّية الصاعدة حمزة لبيض رغم غيابه عن الحفل. وبلكنته المعروفة، توجه الفنان كاظم الساهر بين الفينة والأخرى إلى الجمهور ليسأل عن رغباته وأية أغانٍ يود سماعها ليرد الجمهور بالهتاف بأسماء الأغاني التي يرغب في الاستمتاع بها، والتي لم يتردد الفنان كاظم في أدائها بإحساس فني راقي يحيل على زمن الفن الطربي الذي ساهم في بنائه العديد من رواد الموسيقى العربية . واستطاع القيصر الذي سبق له أن شارك في دورات سابقة لمهرجان موازين، بحضوره القوي وصوته الطربي الأصيل أن يعطي لحفل افتتاح منصة النهضة طابعا استثنائياً، مُوجها رسالة إلى المغاربة بالحفاظ على الأمان وسلامة البلاد.