"بأي حال عدت يا عيد" هو شطرٌ من بيت شعري للمتنبي، يُعِيْدُهُ القاطنون بعيدا عن عائلاتهم باستمرار، وهم يتوجهون صوب المحطات الطرقية لاقتناء تذكرة سفر، دون أدنى فكرة عن الثمن الذي سَيَقْتَنُونَ به ورقة الذهاب لزيارة أسرهم، في ظل حالة التَسَّيُبِ التي يفرضها أرباب الحافلات و"الكورتيا" داخل المحطات الطرقية للمسافرين. محطة القامرة بالعاصمة الرباط، إحدى أكثر الروابط الطرقية نشاطا خلال "العواشر"، تكاد لا تستكين إلا بإرسال كل مسافر إلى وجهته؛ لكن بتكلفة قد تكون مضاعفة بمجرد نطق أسماء مناطق قصية عن المركز، حيث يجد "الكورتيا" كامل راحتهم في فرض أثمنة غير معقولة وبعيدة عن السعر القانوني. هسبريس تنقلت صوب محطة القامرة، واستقت آراء المسؤولين والمسافرين، الذين تباينت مواقفهم بخصوص أثمنة التذاكر وأجواء السفر قبيل العيد بأيام قليلة؛ لكنها لم تنفِ وجود مشاكل مرتبطة أساسا بمناسبة العيد والإقبال المتزايد على التنقلات. تشكي المواطنين أكد العديد من المسافرين، الذين التقتهم هسبريس بمحطة القامرة، أن الأسعار تشهد ارتفاعا كبيرا خلال فترة العيد. أحد المسافرين، في حديثه، أورد أن تذكرة السفر من مدينة فاس إلى الدارالبيضاء وصلت 150 درهما بعد أن كانت لا تتجاوز 70 درهما في الأيام العادية؛ فيما شدد مسافر آخر متوجه إلى كلميم على أن الثمن يكون مرتفعا على طول السنة، مع تفاوتات في الأعياد والمناسبات، حيث تتضاعف الأسعار بشكل أكبر. المسافرون صوب المناطق الجنوبية للمملكة كانوا الأكثر تذمرا، إذ يُسَجِلُ كثير من المتنقلين إلى مدن أكادير وتيزنيت وتافراوت مشاكل بالجملة، بداية برفع التسعيرة من 150 درهما إلى 200 درهم، وكذا عدم توفر العرض على طول اليوم؛ فالمسافر يَضْطَرُهُ غياب الحافلة إلى الانتظار حتى الليل من أجل السفر نحوه وجهته. نفي المسؤولين سعيد العوفير، المدير العام المنتدب لشركة المحطة الطرقية للمسافرين بالرباط، أكد "أن مفتشية النقل والسلطات الأمنية والمحلية باشروا اجتماعا من أجل اتخاذ التدابير اللازمة داخل المحطة الطرقية لتأمين سلالة حركة النقل، حيث جرى تكوين لجنة مراقبة الأثمنة داخل المحطة، دون تسجيل أية شكاية إلى حدود الساعة من لدن المواطنين بهذا الشأن، بعد أن تَجَوَلَت اللجنة بأرجاء المحطة ونبهت المسؤولين على التذاكر من الزيادة في الأثمنة". وأضاف العوفير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الرحلات العادية سيبقى ثَمَنُهَا مستقرا، دون مشاكل. أما بخصوص حافلات النقل الاستثنائية التي تُوصِلُ المسافرين إلى وجهاتهم مع عودتها فارغة من الزبناء، فقد خَصَصَتْ لها وزارة التجهيز والنقل 20 في المائة كهامش للربح". من جهته، قال عزوز الروكاني، مفتش النقل العمومي للمسافرين بالرباط، إن "المفتشية اتخذت العديد من الإجراءات لضمان نقل المسافرين في أحسن الظروف، انطلاقا من ضمان احترام التعريفة القانونية بالنسبة إلى الخطوط المنتظمة وكذلك الاستثنائية". وأورد الروكاني، في تصريح لهسبريس، أن "الحركة إجمالا في هذا العيد ضعيفة مقارنة مع السنوات الماضية"، مبديا "استعداد المفتشية الدائم من أجل تلقي شكايات المسافرين في حالة واجهوا مشكلا طوال فترة السفر المتزامنة مع عيد الفطر".