من جوانب المنافسة بين مختلف شركات تعبئة المياه المعدنية الطبيعية الغازية وغير الغازية، ومياه المائدة، اعتماد أحجام متنوعة من القنينات المعبأة بتلك المياه، وكذا اختيار نوعية مادة القنينة الملائمة للشروط البيئية التي فرضتها التغيرات المناخية وتدهور البيئة؛ أخذا بعين الاعتبار الفئات المستهدفة من المستهلكين. ومن بين تلك الأحجام: -33 سنتيلتر للأطفال (اعتمدتها كل من: "عين إفران"، "سيدي علي"، "عين سايس"، "عين أطلس"...). -75 سنتيلتر للرياضيين (اعتمدتها كل من: "عين إفران"، "سيدي علي"، "عين سايس"، "عين أطلس"...). -1,50 لتر للمائدة (اعتمدتها كل من: "سيدي علي"، "عين سايس"، "عين أطلس"...). -2 لتر للمائدة (اعتمدتها شركة: "أمان سوس"). -3 لترات للمائدة (اعتمدتها شركة: "أمان سوس"). -5 لترات حجم اقتصادي، حجم عائلي (اعتمدتها كل من: "باهية"، "عين سايس"، "أمان سوس" ...). المياه المعبأة في زجاجات أمام ندرة مياه العيون كثيرا ما يروج، في الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي بأن بعض الشركات التي تقوم بتعبئة مياه العيون في الزجاجات قد استنفدت مياه تلك العيون، أمام الكم الهائل مما تنتجه وأمام استنفاد الفرشة المائية لعروق تلك العيون، وأمام التغيرات المناخية الحالية، فلجأت إلى مصادر مياه أخرى غير مياه تلك العيون، وتصفية مياه مصادر أخرى، بل هناك من ينفي وجود تلك العيون التي تذهب، في نظرهم، تلك الشركات إلى كونها مصدر ما تنتجه من مياه معدنية طبيعية غازية أو غير غازية. لكن الجديد في هذا المجال، مجال ندرة مياه العيون الناتجة من عدة عوامل طبيعية وبيئية وبشرية، هو توجه بعض الدول المتقدمة إلى استغلال عناصر بيئية أخرى كالهواء والجو؛ وذلك بتحويل الهواء إلى ماء، بواسطة جهاز مولد للماء من الجو، بشرط تواجده في ظروف مناخية معينة، بحيث لا تتعدى الحرارة درجة معينة ولا تنخفض الرطوبة عن درجة معينة؛ وبذلك يمكن لذلك الجهاز استخراج المياه من الهواء المحيط حتى في الصحراء. هذا التوجه نحو بدائل أخرى لا يمليه فقط التقدم العلمي والتكنولوجي، بل تستلزمه التغيرات المناخية والتدهور البيئي المتسارع حاليا، كما أنه بديل لما تُقْدِم عليه المجتمعات البشرية من ندرة للماء واحتمال حروب من أجل الحصول عليه؛ الشيء الذي بدأت بوادره تظهر في كثير من بقاع العالم منذ الآن، ولأن الماء هو أكثر العناصر الأساسية اللازمة لصحة الإنسان، بل وحياته، فنسبة الماء في أجسادنا تشكل ما يقرب من 80 % كما أن الدماغ البشري يحتوي على 70% من وزنه ماء، إضافة إلى أن العلماء والأطباء يؤكدون على أهمية شرب الماء كل يوم لتجنب الأمراض. والآن سيمكننا هذا الجهاز، الذي يرتبط ب"الثورة الخضراء" و"تكنولوجيا توليد الماء من الهواء"، من استخراج مياه للشرب مأمونة ونقية 100%، عوض شراء المياه المعبأة في القوارير البلاستيكية. *باحث في الأنثروبولوجيا