في سابقة هي الأولى من نوعها، أَعْلَنَ مجموعة من النشطاء الحقوقيين المغاربة رفع أذان المغرب وتنظيم إفطار جماعي داخل الكنيسة الكاثوليكية بالعاصمة الرباط، الثلاثاء المقبل، بمشاركة شخصيات من الديانات التوحيدية. وفي خطوة مثيرة، أعلنت الجمعية المغربية للحقوق والحريات الدينية تنظيمها "ملتقى التسامح وحوار الأديان"، الذي يفتتح بكلمات لممثلي الديانات الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية، حسب الدعوة التي وجهتها إلى عدد من الشخصيات. كما يتضمن برنامج الملتقى رفع أذان المغرب داخل كاتدرائية القديس بطرس، و"إفطار جماعي بمشاركة شخصيات من الديانات التوحيدية". وأثَارَ إعلان الجمعية تنظيم "يوم الإفطار" داخل كنيسة الرباط جدلاً واسعاً داخل وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تناسلت "التدوينات" بشكلٍ سريعٍ على "الفايسبوك"، تنتقد إقدام الهيئة الحقوقية المذكورة رفع الأذان داخل الكنيسة"، معتبرةً أن "هذه الخطوة بقدر ما أنها تهدف إلى خلق فقاعات إعلامية"، فهي تظلُّ مُغلَّفة بِنَفسٍ استفزازي يُراد منها لفت أنظار إلى نشاط "مشبوه". وفيما أعلنت الجمعية أنها ستقومُ بفتح نقاش بشأن "منع مواطنين من الاعتكاف في المساجد، والتضييق على المسيحيين والشيعة، داخل الكنيسة ذاتها، يرفض الناشط المسيحي محمد سعيد مُطلقاً ما اعتبره "استغلال أصوات المسيحيين في قضايا سطحية وجانبية". وقال الناشط المسيحي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، "إننا نصبو المواطنة ونريد أن نُمارس شرائعنا الدينية تماماً كباقي المواطنين المغاربة، وأن نشيّد مقابر خاصة بنا داخل المغرب وأن نختار لأبنائنا الأسماء التي نريد"، مورداً أن "تنظيم مثل هذه التظاهرات يُراد منه خلق فقاعات إعلامية ولن تخدم أبداً قضية المسيحيين المغاربة". وأورد سعيد أن "الجهات التي تدعو إلى هذه التظاهرة غير معروفة وربما تشتغل ضمن أجندات لها منافذ خارجية". وكان تقرير الخارجية الأمريكية ذكر أن مواطنين مسيحيين مغاربة دفعتهم مخاوف الاعتقال والمضايقات إلى عقد اجتماعات سرية داخل بيوتهم، مضيفاً أن بعض المسيحيين أفادوا في تقارير مختلفة بأن السلطات المغربية ضغطت عليهم من أجل التخلي عن عقيدتهم. كما أورد التقرير أن "الحكومة طردت، في مناسبتين خلال عام 2017، أجانب متهمين بالتبشير بداعي "تهديد النظام العام". ونسب التقرير تصريحات إلى مسيحيين تحدثوا فيها عن الضغط الاجتماعي والعائلي والثقافي الممارس عليهم بسبب دينهم المختلف داخل المملكة، مورداً أن "القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكيةبالرباط وغيره من المسؤولين الحكوميين الأمريكيين يسلطون الضوء خلال زياراتهم ولقاءاتهم مع نظرائهم المغاربة على ضرورة حماية الأقليات الدينية وتشجيع الحوار بين الأديان". وقدر التقرير عدد المسيحيين ما بين 2000 و6000 مواطن مسيحي، موزعين على جميع أنحاء البلاد، على الرغم من أن رجال الدين يؤكدون أن عددهم يصل إلى 50.000 مسيحي.