في إطار البحث المتواصل عن مصادر مهمة للطاقة بالمغرب، أعلنت الشركة البريطانية "ساوند إنرجي"، المتخصصة في مجال التنقيب عن النفط والغاز، أنها حصلت رسمياً على المصادقة النهائية، من لدن كل من وزارة الطاقة والمعادن ووزارة الاقتصاد والمالية، لبدء عملية التنقيب بمنطقة "سيدي المختار"، التابعة لتراب مدينة الصويرة، على مساحة 4499 كيلومترا مربعا. وكانت المجموعة المُتخصصة في التنقيب عن النفط وقعت اتفاقية جديدة مع المكتب الوطني للهيدروكربونات، تم بموجبها منح الفاعل البريطاني رخصة للاستكشاف بمنطقة "سيدي المختار"، التابعة مجالياً لإقليم الصويرة، في عقدٍ يمتد لثمان سنوات، إذ ستباشر الشركة البريطانية أعمال التنقيب على مساحة تقدر ب4 آلاف و499 كيلو متر مربع، وتشمل شمال وجنوب وغرب منطقة سيدي المختار، كما أنها ستستحوذ على حصة 75 في المائة من رخصة التنقيب. وأعلنت الشركة البريطانية، التي تريد الاستفادة من حقول "سيدي المختار"، على غرار النتائج الإيجابية التي حققتها بفضل حقل "تندارة" شرق البلاد، والمتوقع توفرها على احتياطي كبير من الغاز، أن رخص "سيدي المختار" تشمل ثلاثة تصاريح للتنقيب عن الغاز، مشيرة إلى أنه "بعد إجراء تقييم فني أولي شمل حفر بئرين، أسفر عن اكتشافات مهمة من الغاز، كما أظهرت نتائج البحث أن "حقل سيدي مختار يحوي كميات كبيرة من الغاز"، مبرزة أنه "قريب من البنية التحتية الحالية، ومن الحاجة الملحة للغاز الطبيعي، بما في ذلك مصنع للفوسفاط مملوك للدولة". وسبق للشركة البريطانية، التي تراهن على الغاز الطبيعي والبترول في عدد من مناطق المغرب، أن أعلنت، في بلاغ لها، عن بدئها في عملية الاستغلال التجاري للغاز بمنطقة سيدي المختار، بحيث ستراهن على استهداف السوق المحلية في مرحلة أولى، بعد أن تأكد لها أن معدل تدفق الغاز وصل مستوى تجاريا. ويتوزع عقد استغلال الحقل على 3 مراحل، تستغرق كل مرحلة نحو سنتين ونصف السنة، وتسمح بمعالجة 500 كيلومتر مربع باستعمال تقنية الحفر ثلاثية الأبعاد، إذ كشفت الشركة البريطانية عن تقديرات أولية تقدر بنحو 9 تريليونات قدم مكعبة، وهي مرشحة للوصول إلى 11.2 تريليون من الغاز، ولا تقل عن 6.7 تريليونات قدم مكعبة وفقاً لدراسة أنجزتها مؤسسة "إيكو جيوسانس منجمنت". ومن المتوقع أن تجذب العملية عدد من المستثمرين الخواص بالنظر إلى الأرباح التي يمكن جنيها عندما تبدأ الشركة إنتاج الغاز جنوب المغرب، خصوصاً بعد استلامها الموافقة الوزارية واستكمال الأعمال الفنية، إذ ستبدأ الشركة عمليات التنقيب رسمياً بعد الاتفاق على برنامج عملها لسنة 2018. في السياق ذاته، أعلنت الشركة البريطانية أن توقعاتها الأخيرة بشأن حجم الغاز الطبيعي في حقل تندرارة والتي حددته في 5 مليارات متر مكعب، جاءت متناغمة مع تقرير شركة "crp energy" المتخصصة في التوقعات الطاقية، الذي أكد وجود كميات هائلة من الغاز الطبيعي في الحقول الثمانية المكتشفة، وأوردت أنها تتوقع "وجود 278 مليار قدم مكعب على الأقل و1.25 تريليون قدم مكعب كحد أقصى للحقول الثمانية التي جرى حفرها". وتبلغ حجم الاستثمارات المتراكمة في مجال التنقيب عن النفط والغاز بالمغرب ما قدره 25 مليار درهم، أسهم فيها شركاء المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، الذي تديره أمينة بنخضرا، بنسبة 96%. وبلغ حجم الاستثمارات في مجال التنقيب عن النفط سنة 2017 ما قدره مليارا و242 مليون درهم للشركاء، و27 مليون درهم لفائدة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن. وغطت عمليات البحث عن الهيدروكابورات مساحة إجمالية تُناهز 170 ألف كيلومتر مربع، شملت 22 رخصة برية، و77 رخصة في عرض البحر، و3 تراخيص استطلاع، و9 عقود امتياز للاستغلال.