توصلت شركة النفط الأمريكية شلومبرغر إلى اتفاق ملزم مع الشركة البريطانية سوند إنيرجي، التي تقود عمليات التنقيب عن الغاز في حقل تندرارة شرق البلاد، يقضي برفع حصة الشركة الأمريكية إلى 27.5 في المئة من حقلي مريجة وتندرارة، وذلك مقابل تكفل الشركة الأمريكية بإنجاز برنامج الأبحاث الجيوفيزيائية لسوند إنيرجي شرق المغرب، والتي تقدر تكلفتها بنحو 27.2 مليون دولار. وللإشارة فإن الشركة البريطانية سوند إنيرجي تمتلك حصة 75 في المئة من الترخيصين، فيما يمتلك المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن حصة 25 في المئة. ويقع ترخيص تندرارة على مساحة 14500 كيلومتر مربع، فيما يغطي ترخيص مريجة 9000 كيلومتر مربع. ويتضمن البرنامج الجديد للأشغال الذي ستتولى شلومبرغر تنفيذه إنجاز خرائط المسح الاهتزازي ثنائي الأبعاد على 2600 كيلومتر وقياس تدرج تسارع الجاذبية على مساحة 24 ألف كيلومتر مربع. ويشكل الاتفاق الجديد بين الشركتين توسعة لاتفاق الشراكة المبرم بينهما نهاية 2015، والذي بموجبه وضعت شلومبرغر خبرتها وقدراتها الفنية في خدمة عمليات التنقيب في تندرارة، من خلال المساهمة في حفر ثلاث آبار، الأول في أبريل 2016، والثاني في غشت 2016، ثم بئرا ثالثا على بعد 12 كيلومتر شمال شرق البئرين السابقين خلال الربع الأول من العام الجاري. وتجدر الإشارة إلى أن سوند إنيرجي وسعت عملياتها لتشمل حقل مريجة المجاور لتندرارة، وذلك عقب توصلها قبل أسابيع إلى إبرام عقد شراء ترخيص مريجة الذي كان بحوزة "صندوق الاستثمار في البترول والغاز"، وهي شركة مغربية متخصصة تمتلك رأسمالها سبع مؤسسات مالية (التجاري وفا بنك، المغربي للتجارة الخارجية، فينانس كوم، صندوق الإيداع والتدبير، صندوق التقاعد، سهام، وشركة التأمين التعاضدي والفلاحي). ومقابل ذلك حصل صندوق الاستثمار المغربي على 272 مليون سهم من أسهم شركة سوند إنيرجي. وأثبتت الآبار الثلاثة التي حفرت في تندرارة وجود كميات تجارية من الغاز قدرت بنحو 255 مليار متر مكعب إلى880 مليار متر مكعب. غير أن الشركة أوضحت أن تقديراتها النهائية للخزان سيعلن عنها بعد إتمام أشغال التقييم التي سيخضع لها الحقل. كما تشير النتائج الأولية للحفر إلى أن حقل الغاز تندرارة متصل ومتواصل ويمتد إلى مريجة. وفي غضون ذلك أعلنت سوند إنيرجي أنها نقلت في الأيام الأخيرة أجهزة الحفر التي استعملتها في حفر البئر الثالث في تندرارة إلى موقع سيدي مختار قرب الصويرة، الذي أظهر بدوره نتائج واعدة. وأشارت الشركة البريطانية إلى أن سيدي مختار، الذي يتضمن بئرين سابقين، يحتوي بدوره كميات تجارية من الغاز الطبيعي، والتي يمكن تسويقها في أجل قريب نظرا لتوفر الموقع على بنيات تحتية مهمة تابعة للمكتب الشريف للفوسفاط.