بعد حُصولها رسمياً على المُوافقة الوزارية لبدء عملية التنقيب بمنطقة "سيدي المختار"، التابعة لتراب مدينة الصويرة، على مساحة 4499 كيلومترا مربعا، وبعد إعلانها في وقت سابق حَفْر آبار جديدة في منطقة تندارة شرق البلاد، بلغت توقعات الغاز الطبيعي فيها حوالي 5 مليارات متر مكعب، مرَّت الشركة البريطانية "ساوند إنرجي"، المُتخصصة في مجال التنقيب عن النفط والغاز، إلى السرعة القصوى، بإعلانها رصد 184 مليون دولار، من أجل تصدير الغاز من بئر تندرارة إلى أوروبا عبر خط الأنابيب المُرتقب. وقالت المجموعة البريطانية المتخصصة في التنقيب عن مصادر الطاقة إنها تُخطط لتشييد مصنع متطور لمعالجة الغاز بالقرب من منطقة تندرارة شرق المملكة، إذ سيُسهِّلُ عملية تصدير الغاز من بئر تندرارة إلى أوروبا، عبر خط الأنابيب المرتقب؛ وذلك من أجل تسويق الغاز المغربي في الأسواق الأوروبية. وأوضحت أن "هذا المشروع يعد جزءاً مهماً من البنية التحتية المطلوبة لدعم تسويق الغاز من منطقة تندرارة، من خلال ربط مرافق معالجة تندرارة المقترحة بخط أنابيب الشركة، ومن ثم إلى الأسواق المغربية وجنوب أوروبا. وفي هذا الصدد، أعلنت شركة ساوند إنرجي، في بلاغ لها، عن توقيع عقد مع ثلاث شركات إسبانية (إيناجاس وإينكانور وفومنتو)، من أجل تسريع عملية نقل الغاز إلى أوروبا، خاصة بعد حصولها على موافقة مكتوبة من لدن ولاية جهة الشرق. وتقدر "ساوند إينرجي" تكلفة إنشاء خط أنابيب يبلغ قطره 30.48 سم بحوالي 60 مليون دولار أمريكي، و100 مليون دولار أمريكي بالنسبة إلى خط أنابيب يبلغ قطره 50.8 سم، مضيفة أن بنك الاستثمار AFG مكلف بالتمويل لدى الصندوق المغربي للاستثمار في النفط والغاز، الشريك الرئيس للشركة البريطانية في المغرب. وفيما تسعى الشركة البريطانية إلى توسيع نطاق بحثها عن مصادر الطاقة في المغرب، كشفت شركة "ساوند إنرجي" أن "مشروع استخراج الغاز من الحقول المغربية سيمتد إلى غاية سنة 2034، حيث ستقوم المجموعة وشركاؤها بدفع رسوم سنوية اعتبارا من بدء إنتاج الغاز التجاري، وسيكون بمقدورها تمديد هذا المشروع بعد استكمال تاريخ العقد"، قبل أن تشير إلى أن "الكلفة المخصصة للتجهيز والبنية التحتية تبلغ حوالي 184 مليون دولار". وعبّر جيمس بارسونز، الرئيس التنفيذي للشركة البريطانية، عن ابتهاجه ب"التقدم الكبير الذي أحرزته الشركة في منطقة تندرارة"، مبرزا أن "تشيد الخط الأنبوبي يعد حدثًا مهمًا جدًا لشركتنا، التي تلعب دورًا محوريًا في إطلاق أول إنتاج محلي للغاز الطبيعي في المغرب"، مشيرا إلى أن "تقدم الأشغال في حقول تندرارة دليل على قوة العلاقات التي نسجتها الشركة منذ انطلاق أعمالها في المغرب سنة 2015، ودليل على التعاون المتبادل الذي يجمعها مع السلطات المحلية والإقليمية والحكومية". وتمتلك "ساوند إنرجي" حصة 55% من المشروع. وفي مطلع 2016، تنازلت عن جزء من حصتها لصالح شركة "شلومبرجر" الأمريكية المشاركة في عمليات التنقيب منذ أبريل من العام الماضي، ضمن تحالف استراتيجي لتطوير المشروع. أما الحصة المتبقية من المشروع، فيستحوذ عليها المكتب المغربي للهيدروكاربورات والمعادن.