"عين العاطي" والملك "يشتهر المغرب بالعيون العلاجية، ومنها عين مائية سماها الملك الراحل الحسن الثاني بنفسه، هي "عين العاطي"، بعد أن انفجرت فجأة في أحد أيام سنة 1984. مياه "عين العاطي"، التي يصفها الكثيرون بالعين المعجزة، والتي تقع في منطقة أرفود بجنوب المغرب، تتشابه مع العيون الأخرى في خاصية مياهها العلاجية، إذ إنها تساعد على الشفاء من بعض الأمراض الجلدية مثل الصدفية، بفضل مياهها الكبريتية، والمعادن التي تتوفر فيها، من قبيل الكبريت والحديد، غير أن "عين العاطي"، التي يبلغ عمقها حوالي 100 متر، وتطلق الماء على شكل عمود عالٍ في السماء يصل إلى 6 أمتار، تختلف عن "عين مولاي يعقوب" أو "سيدي حرازم"، بكون مياهها ليست صالحة للشرب، كما أنها تفسد الأراضي المجاورة، ولا تصلح كمياه للري والزراعة، بسبب المعادن التي توجد في مكوناتها. "عين العاطي" ووزارة الصحة مصدر من وزارة الصحة، فضّل عدم الكشف عن هويته، أكد أن مياه هذه العين رغم أن لها خاصيات علاجية تفيد بعض الأمراض الجلدية، إلا أنها تلوث المياه الجوفية، وتضر ب"الفرشة" المائية المحيطة بها، مما يؤثر سلبا على المعيش اليومي لساكنة المنطقة، بينما يأتي السياح لمشاهدة ذلك العمود المائي المنبعث من باطن الأرض في اتجاه السماء. "عين العاطي" وسكان المنطقة تباينت مواقف سكان المنطقة، التي تقع فيها "عين العاطي"، بين من تضرروا بسبب تسرّب المياه الملوثة إلى الوديان القريبة، والذين طالبوا بردم العين، أو إيجاد حلول عملية، حتى لا تتضرر معيشتهم اليومية، خاصة أنهم في منطقة يعتمدون فيها على الزراعة في وديان المنطقة، وبين من يرفض هدم العين الاستشفائية، لأنها ذات خواص علاجية يستفيد منها آلاف المرضى، ويأتيها الآلاف من السياح كل عام، كما أنها تعطي إشعاعا سياحيا هاما لهذه المنطقة المهمّشة اجتماعيا، وبالتالي فالفوائد، في نظر هؤلاء، أكثر من الأضرار التي قد تتسبب بها العين في الأراضي المجاورة. "عين العاطي" ووزارة إعداد التراب الوطني والبيئة والمياه وتقول مصادر متطابقة إن وزير إعداد التراب الوطني والبيئة والمياه في عهد الملك الراحل، محمد اليازغي، لم يتجرأ على اتخاذ قرار هدم عين "العاطي"، رغم مطالب العديد من سكان المنطقة باتخاذ قرار بشأنها، باعتبار أن العين سماها الملك بنفسه، ولا يمكن لوزير أن يتخذ قرار هدم عين مائية تشرّفت بتسميتها من قبل الملك. *باحث في الأنثروبولوجيا