بعدما أثارت طِوال الأسبوع الماضي جدلاً واسعاً داخل مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يتكرر سنوياً عند توزيع المساعدات خلال شهر "الصيام" على العائلات المُعوزة، قرَّرت الحكومة الجزائرية القَطْعَ مع "قفة رمضان"، بعدما اعتبرتها أحزاب وهيئات مدنية "أنها تسيء إلى "الشعب الجزائري" خصوصاً في طريقة توزيعها، التي تتم عبر طوابير طويلة، تنتظر فيها الأسر الفقيرة دورها في ظروف غير لائقة. وأعلن نور الدين بدوي، وزير الداخلية الجزائري، عن شروع الحكومة في دراسة لتحويل مساعدات رمضانية موجهة إلى الفقراء إلى إعانة مالية. وأكد المسؤول الحكومي الجزائري، في هذا الصدد، أن "الحكومة بصدد وضع نظام معلوماتي جديد يتعلق بتوزيع المساعدات الاجتماعية وما يطلق عليه "قفة رمضان ما يسمح بضمان تسيير عصري ناجع وشفاف للعملية، من خلال مراقبة محتوى القفة التموينية، وقائمة المستفيدين، وتاريخ الاستفادة". وكانت العديد من الفعاليات الحقوقية الجزائرية راسلت الحكومة قبل حلول شهر رمضان، من أجل إعادة النظر في طريقة توزيع المساعدات الإنسانية على العائلات الفقيرة، واصفين "قفة رمضان" التي تُخصِّصُها السلطات في الجارة الشرقية للمعوزين خلال شهر "الصيام" ب"قفة الذل والمهانة"، كما تعالت الأصوات المُنددة ب"المتاجرة بهموم ومشاكل الناس" داعية إلى "تغيير طريقة توزيع المساعدات حفاظا على كرامة المواطنين". ويبلغ المعدل السنوي لهذه الإعانة مليوني "قفة" (سلة رمضانية)، توزع قبل حلول شهر رمضان، وقدرت قيمتها الإجمالية في 2017 بقرابة 120 مليون دولار. وأعادَ قرارُ تخصيص مساعدات مالية لفقراء "الجزائر" عِوَضَ "القفة" إلى الواجهة موضوع تحويل مساعدات رمضانية موجهة إلى الفقراء المغاربة إلى إعانة مالية، إذ طالب عدد من النشطاء داخل مواقع التواصل الاجتماعي بالتفاعل مع هذه الخطوة واتخاذ إجراءات ملموسة تنهي معاناة شريحة كبيرة من المواطنين. ودعا النشطاء المغاربة الحكومة إلى تخصيص صندوق خاص بالفقراء يستفيد منه على طول أيام شهر رمضان، خاصة أن شريحة كبيرة من المواطنين يشتكون من الارتفاع المهول لبعض المواد الأساسية خلال شهر الصيام. ويبلغ الغلاف المالي الذي رُصد لعملية "رمضان 1439"، 80 مليون درهم، عوض 55 مليون درهم خلال السنة الفارطة. ويعزى هذا الارتفاع إلى توسيع قاعدة المستفيدين، التي انتقلت هذه السنة إلى 2.5 مليون شخص، ينتمون إلى 500 ألف أسرة، منها 429 ألفا و100 أسرة بالوسط القروي، وكذا إلى تعزيز محتوى القفة الغذائية المقدمة، عبر إضافة مواد جديدة.