تتزايد المبادرات الخيرية المرتبطة بما يسمى "قفة رمضان" في المجتمع المغربي خلال الشهر الفضيل، حيث تعمد العديد من الجمعيات والهيئات والأفراد إلى توزيع قفة رمضان على آلاف الأسر المعوزة التي تعجز عن مسايرة تكاليف الإنفاق في رمضان. وأعطى الملك المغربي، محمد السادس، الانطلاقة الرسمية لمشروع قفة رمضان من خلال إشرافه بالعاصمة الرباط، قبل أيام قليلة، على توزيع الدعم الغذائي لآلاف الفقراء والنساء الأرامل وذوي الإعاقة لمساعدة هذه الفئات الاجتماعية على توفير حاجياتها الأساسية خلال شهر الصيام. إعانة الفقراء على نفقات رمضان وقال الدكتور فيصل طهاري، رئيس جمعية "الوسيط"، إن جمعيته تعتزم توزيع قفة رمضان انطلاقاً من الأسبوع القادم بمجموعة من المدن والقرى، تستهدف هذه العملية عشرات الأسر المعدمة، مشيراً إلى أن كلفة القفة الواحدة حوالي 600 درهم. واستطرد طهاري بأن مبادرة مثل قفة رمضان تلقى تجاوباً وتشجيعا من لدن الناس، سواء المحسنين الذين يساهمون في تمويل مشروع قفة رمضان، أو من طرف الفئة المعنية التي تحتاج إلى هذه الإعانات الغذائية، خاصة من الفقراء والأرامل وأصحاب الدخل المحدود. وتابع المتحدث أن "قفة رمضان مشروع خيري يتم من خلاله توزيع المواد الغذائية الأساسية التي تحتاجها الأسر المغربية خلال شهر الصيام"، مضيفاً أن "المشروع يستهدف المناطق النائية والبعيدة، كما الأحياء المهمشة في محيط المدن". وتنشط جمعيات وهيئات مدنية كثيرة في هذا المجال بتوزيع قفة رمضان على الفقراء والمحتاجين في مختلف المدن والبوادي، دون إغفال ما تقوم به مؤسسة محمد الخامس للتضامن (الرسمية) باستهداف حوالي مليونين و370 ألف شخص، ينتمون إلى 473 ألفاً و900 أسرة، منها 403 آلاف أسرة بالريف. بين الإحسان والإهانة ويعلق الباحث الشرعي عبدالكريم القلالي على تنامي مشاريع قفة رمضان بالقول إن "هذا العمل يندرج ضمن الإحسان إلى الفقراء، وإفطار الصائم الذي وضع له الشارع الحكيم الأجر والثواب الجزيل ترغيباً فيه"، مشيراً إلى "النصوص الدينية الحاثة على إطعام الفقير عامة، والصائمين منهم خاصة". وأوضح القلالي أنه بالنسبة لقفة رمضان التي تنظمها بعض المؤسسات، فما يمكن أن يلاحظ عليها هو الفئة المستهدفة بهذا العمل، والشكل الذي يتم توزيع هذه القفة فيه، فلا معنى لحرمان الفقراء المحتاجين المستحقين لهذه القفة، واستفادة بعض الأغنياء والميسورين منها. وشرح المتحدث بأن "بعض مظاهر هذا التوزيع تتجلى فيها انتقاص الكرامة الإنسانية بشكل مهين لبعض الفقراء، كما ينبغي ضمان وصولها للفئة المستحقة بأمان وعزة نفس، فالهبة والصدقة في الإسلام لا يجوز أن تقترن أو يتبعها أذى". وشدد على أن "الصدقة يجب أن تكون بمعروف، وإحساناً في المعاملة، وإكراماً في العطاء، وتكشف زيارة لميادين توزيع هذه "القفة" بعض المعاملات المنافية لأسرار ومقاصد الشريعة الإسلامية من الإحسان والتعاون".