يتميز شهر رمضان ككل سنة، بتنظيم عدد من الأنشطة الاجتماعية التضامينة، لتجسد بذلك قيم التآزر والتضامن التي يتميز بها المغاربة، وتعمل مجموعة من الجمعيات في هذا الشهر المبارك، على إقامة موائد يومية للإفطار، وتقوم أخرى بتوزيع قفة رمضان على اليتامى والأرامل والمحتاجين، بينما تقدم بعضها مساعدات مادية للأسر المعوزة وذوي الاحتياجات وكذا تنظيم زيارات للمستشفيات لدعم المصابين بالأمراض المزمنة، إضافة إلى تجنيد متطوعين لتنظيم المصلين وتقديم المساعدات لهم. وتكثر في رمضان مظاهر التضامن والتكافل الاجتماعي حيث تقوم مجموعة من الجمعيات بتنظيم موائد رمضانية للإفطار الجماعي، وفي تصريح ل»التجديد»، قال رئيس جمعية رابطة العمل الإجتماعي عبد الحي بن عبد الجليل، «إن عمل الجمعيات في رمضان تضامني إنساني خيري يغلب عليه الإخلاص وتقديم العون للمحتاجين، وذلك من خلال التشريع التضامني التكافلي الذي هو الزكاة»، كما أكد بن عبد الجليل، أن الجمعيات تقوم بتقديم المساعدات والمؤن وإدخال السرور على أبناء المعوزين في العيد، ويرى المتحدث أن على الأغنياء أن يشعروا بحاجة الفقراء لإبعادهم عن السؤال وكذلك شعور المؤمن بأنه يفطر الصائم، يضيف قائلا. وتستهدف رابطة العمل الاجتماعي بفاس، حسب رئيسها، «اليتامى والأرامل الفقراء بالدرجة الأولى»، وذلك من خلال «توفير العيش الكريم لهم من مؤن رمضان والدخول المدرسي وغيرها وكذلك المتابعة التربوية لليتيم وإخوته والأرملة، حتى يساهموا في صلاح المجتمع وتنميته»، يضيف بن عبد الجليل، «حيث نكفل ما يقارب 450 يتيم». وفي سياق متصل أكد لخضر مومن، مسؤول مديرية العمل الإجتماعي لجمعية السلام للإنماء الإجتماعي فرع ميسور، أن رمضان هبة ربانية تساهم في غرس قيم التعاون والتماسك الإجتماعي هدفها إسعاد المحتاجين وترويح النفس عن المعوزين، ويقوم فرع الجمعية بميسور، بتوزيع قفة رمضان على اليتامى والأرامل والفئات الهشة، يقول لخضر، «تروم بالأساس نيل رضى الله تعالى»، ويذكر بأن الجمعية تقوم على مدار السنة بأنشطة متنوعة منها ما هو تربوي، كالحقيبة المدرسية حيث تدعم المتفوقين من اليتامى بهدايا مادية وكذا تقديم دروس مجانية لهم بغية تطوير مداركهم وقدراتهم المعرفية إضافة إلى كسوة العيد والإهتمام بالمرضى، بتسهيل وصولهم إلى العلاج من خلال تدخلات مباشرة أو غير مباشرة. ويتميز المواطن المغربي بالجود والكرم وحب الآخرين وتبرز هذه القيم في رمضان حيث تقوم مجموعة من الجمعيات بتنظيم موائد رمضانية للإفطار الجماعي تهدف من خلالها إلى خلق جو التآزر والترابط الاجتماعي حيث تنظم جمعية غيور للتنمية والثقافة والبيئة إفطار جماعي طيلة شهر رمضان لفائدة المعوزين وعابري السبيل ويقدر عدد المستفيدين يوميا أزيد من 80 فردا، وتنظم جمعية بصيص أمل، إفطارا جماعيا يوميا طيلة الشهر الكريمأ لفائدة نزلاء المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، وتروم هذه المبادرة إدخال البسمة على شفاه النزلاء والتخفيف من معاناة المرض. ومن جهة أخرى تقوم مجموعة من الجمعيات بتوزيع قفة رمضان حيث وزعت جمعية ولدي الخيرية بتطوان 170 قفة رمضانية من المواد الغذائية الأساسية على مجموعة من الأرامل، كما وزعت جمعية سند لرعاية العجزة وذوي الأمراض النفسية قفة رمضان، المكونة من بعض المواد الغذائية الأساسية والتي استهدفت فئات من المحتاجين في المجتمع، حيث ناهز عدد المستفيدين 200 مستفيد. وتنظم مجموعة من الجمعيات زيارات إنسانية للنزلاء السجون هدفها إدخال البهجة والسرور إليهم وذلك بإقامة موائد رمضانية للإفطار تتخللها أمداح نبوية وأناشيد إسلامية في مدح خير البرية. ولعل أهم ما يميز شهر رمضان تماسك الجمعيات وتآزرها لخدمة المحتاجين والضعفاء وكنموذج على ذلك تنظم جمعية خلود للتنمية و التربية و التواصل بشراكة مع كل من جمعية شباب بلاحدود للتنمية و التواصل، جمعية الوفاء للسكن الاقتصادي و الانماء الاجتماعي، جمعية جسور، جمعية الصداقة لتربية الحمام و جمعية النور للأعمال الاجتماعية إفطارا جماعيا طيلة أيام الشهر الكريم بمدينة اليوسفية، ويستهدف هذا العمل الاجتماعي الخيري الفئات الفقيرة والمعوزة بالأساس. كلها نماذج لجمعيات مغربية تقوم بأعمال خيرية إنسانية هدفها إدخال الفرحة والبهجة إلى قلوب المحتاجين والفقراء، ومع اقتراب عيد الفطر تستعد مجموعة من الجمعيات لتوزيع ملابس العيد للأطفال اليتامى والفقراء والمحتاجين رغبة منها في إسعادهم وإسعاد دويهم.