عين أسردون ببني ملال "عين أسردون" تعني لغويا بالأمازيغية "عين البغل" حسب الأسطورة، أما طوبونيمياً فتعني "منبع العين". يقول الأستاذ عبد الرحيم بنعلي: "توجد (أي عين أسردون) بمدينة بني ملال، ويرجع أصل تسميتها، حسب رواية شفهية مشهورة، إلى أن المنطقة التي توجد بها العين حاليا، كان يرعى بها أحد الرعاة، الذي اكتشف المنبع الأصلي للمياه وظل يحتفظ به لنفسه، وذات يوم قامت مشاجرة بينه وبين إحدى القبائل بشأن عدم الرعي بالمنطقة. إثرها التجأ ذلك الراعي إلى المنبع الأصلي للمياه، الذي لا تعرفه القبائل وحبس الماء عنها. ويقال إنه وضع في مكان بروز الماء كمية مهمة من الصوف، فانقطع الماء في المنطقة وتضررت القبائل من جراء الجفاف. وعندما طلب الراعي من القبائل أن تقدم إليه أسردون، أي بغلا، محملا بالذهب والفضة، وهناك من يقول بالنقود الحسنية، ليدلها على مصدر الماء الذي كان يجري بالمنطقة، وهددها بأنه هو الوحيد الذي يعرف ذلك، لبت القبائل طلبه وانتزعت الصوف الذي كان بمثابة الحاجز، ورجعت الحياة بالمنطقة". انتهت الأسطورة، ص: 408. ويضيف الأستاذ عبد الرحيم بنعلي: "هذه العين تقوم بدور أساسي من الناحية البشرية والاقتصادية. فهي تمد مدينة بني ملال والمناطق المجاورة بالماء الصالح للشرب. وبفضل هذه العين تسقى كذلك المغروسات الشجرية (الزياتين) التي توجد بضاحية بني ملال. والدور الثاني الذي تقوم به عين أسردون هو دور ترفيهي، فهذه العين لم تبق على حالتها الطبيعية، بل تدخلت السلطات في المنطقة وأقامت عليها مجموعة من الشلالات الاصطناعية والحدائق والمقاهي، مما أضفى على عين أسردون طابعا سياحيا". ص: 409. المرجع: معلمة المغرب، ج: 2، ص: 408-409. *باحث في الأنثروبولوجيا