استفادت سكينة الإدريسي من تكوينها المغربي وعملها في شركة دولية من أجل شق طريقها نحو الإمارات العربية المتحدة، مفتتحة تجربة اشتغال لا تخفي مراهنتها على حيز أوسع من العالمية. ترى المغربية نفسها أن البيئة الإماراتية، مثلما تحقق في حالتها، تفرد ذراعيها أمام المعمور من خلال استقطاب ذوي القيم المضافة من كل حدب وصوب، بينهم عدد وافر من مواطني المملكة. في الدارالبيضاء سكينة الإدريسي من مواليد الدارالبيضاء، وحين بلغت مرحلة تلقي التكوين الأساسي التحقت بالمجموعة المدرسية "آنفا"، ومنها إلى مؤسسة "الجبر" التي عرفت نيلها باكالوريا في شعبة الاقتصاد. وفي المعهد العالي للتدبير، بمدينة الدارالبيضاء أيضا، واصلت الإدريسي مشوارها التعليمي العالي في التخصص الاقتصادي نفسه، ولم تغادر المرفق إلا بشهادة "ماستر" في التدبير والتسويق. استمرت سكينة في ملازمة البيضاء بعد التخرج، قبل أن تلتحق بشركة "هيوليت باكارد"، المشتهرة اختصارا بتسمية "HP"، وكان ذلك من خلال برنامج تعليمي، قبل أن تغدو مسؤولة عن التسويق الإقليمي بشمال إفريقيا. فرصة تطور تحصلت "ابنة كازابلانكا" على فرصة لتطوير أدائها المهني بخوض تجربة دولية، على أساس التحرك نحو الإمارات العربية المتحدة للإشراف على عمليات تسويق "HP" بمنطقة الشرق الأوسط وشرق القارة الإفريقية. وعن هذا المستجد تقول الإدريسي: "تم اختياري عن طريق الترقية لتولي هذه المسؤولية الجديدة بالشركة التي أعمل بها، وهو ما استدعى التحول من الدارالبيضاء إلى إمارة دبي". تشدد سكينة على أن فكرة الهجرة لم تخطر على بالها إلا مرة واحدة في حياتها، تزامنا مع بحثها عن خيارات للتكوين الجامعي بعد نيل "الباك"، لكن العيش خارج المملكة لاح مقدّرا بالترقية التي جاءتها في "هيوليت باكارد". تأقلم جديد وجدت خريجة التدبير والتسويق من المعهد العالي للتدبير صعوبات في بداية استقرارها خارج المغرب، مرجعة ذلك إلى فراق أسرتها بالأساس، ومغادرتها "منطقة الراحة" التي لازمتها بالدارالبيضاء منذ الصغر. "تجربة هجرتي لم تكن صعبة للغاية؛ بحكم نيلي تسهيلات إدارية، ومعرفتي المسبقة بمستخدمي الشركة منذ بداية مشواري معها في الوطن الأم، خاصة من يفردون أداءهم للأنشطة التسويقية"، تورد الإدريسي. كما تبرز سكينة أنها استفادت من التضامن الذي تبديه الجالية المغربية المقيمة في الإمارات العربية المتحدة، وأن معارفها من هذه الفئة قد عرفوها بالبلاد، وجعلوا اندماجها يتم وفق سلاسة عالية. عطاء دولي تواصل المنتمية إلى صف "مغاربة العالم" الارتباط بالمهام التسويقية ل"HP" في فئة الحاسوب، مع توليها مسؤولية ذلك على نطاق منطقة الشرق الأوسط ودول الحيز الشرقي من إفريقيا. وتكشف الإدريسي أن التركيز يتم على أنشطة كبرى تراهن على مساهمتها في رفع المبيعات بأكثر من دولة، بينما تصورها لنسق الاشتغال يسنده فريق عمل استجمع الخبرات وعبر عن مستوى رفيع من الكفاءة. سكينة تعلق على هذه المرحلة بتشديدها على أن الفرق بين عملها في الدارالبيضاء ونظيرها في دبي يتمثل في اتسام البيئة الإماراتية بإقبال موارد بشرية من كل أنحاء العالم، وهو ما ينعكس على تنويع أساليب الاشتغال. حصيلة سنوات الوصول إلى السنة الثامنة من الاشتغال لصالح "HP" على مرحلتين؛ بمنطقة شمال إفريقيا، ثم على نطاق الشرق الأوسط وشرق القارة السمراء، لا يجعل المسؤولة المغربية عن التسويق إلاّ مقرّة برضاها عن مسارها. وتضيف الإدريسي: "ما زلت أعتبر نفسي في بداياتي المهنية لأن طموحي يبقى أكبر مما تحقق؛ خاصة أنّ عملي يرتبط بشركة دولية تتوفر على فروع موزعة بين جميع أركان هذا العالم". تبتغي سكينة إكمال مسارها المهني بالانفتاح على تطوير مهاراتها الذاتية وتنويع التزاماتها العملية، دون إبقاء ذلك محصورا في دولة الإمارات العربية المتحدة وحدها. بساط اللغات انطلاقا من تجربتها الشخصية ترى ابنة "آنفا" أن اكتساب المهارات اللغوية يجب أن يكون مبتغى كل المخططين لمسارات هجرة تقود إلى ما وراء حدود المملكة، خاصة اللغة الإنجليزية. عينا الإدريسي تنظران إلى الإمارات العربية المتحدة باعتبارها ملتقى كفاءات من مختلف الأقطار، ما يجعل اللسان الإنجليزي مفتاحا أساسيا لتحقيق الاندماج والنجاح في أي تجربة اشتغال. "المتحركون للعيش خارج المغرب ينبغي أن يكونوا متقبلين لثقافات غيرهم، بينما الانخراط في تجارب عمل في شركات دولية يمنح إمكانية البحث عن تموقعات في أزيد من بلد"، تختم سكينة الإدريسي.