بتكوين مفصلي موزع بين الدارالبيضاءوسطات تشكلت شخصية صوريا بنبادة التدبيرية في ميدان المال والأعمال، وهذه المكتسبات النظرية شكلت قنطرة نقلتها من "الشاوية" إلى مستقرها الحالي في أبوظبي. المغربية نفسها، الواصلة أواسط العشرينيات من عمرها، انطلقت نحو آفاق الهجرة نحو المشرق بعدما وضعت لنفسها خارطة طريق تلائم قدراتها، واصلة إلى خطوات عالمية في تسويق خدمات الإيواء السياحية. تكوين في الاقتصاد ولدت صوريا بنبادة وسط صخب مدينة الدارالبيضاء بداية سنوات عِقد التسعينيات من الألفية الميلادية الماضية، وبالعاصمة الاقتصادية للمملكة تدرجت في تعليمها. رصد لدى بنبادة ميل إلى العلوم خلال وصولها إلى المرحلة الثانوية التأهيلية، فاختارت الإقبال على الدراسات الاقتصادية، مستثمرة حسن تعاملها مع الأرقام بحثا عن مستقبل في هذا المضمار. تحصلت صوريا على تكوينها العالي في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، بجامعة محمد الأول في مدينة سطات، متخرجة فيها ب"ماستر" في التسويق. فرص الإمارات عرفت السنة الأخيرة من دراسة بنبادة في "ENCG"، بعاصمة الشاوية، انكبابها على مشروع تخرج يستند إلى خلاصات تدريب خارج المملكة، منفتحة بذلك على استجماع خبرة دولية مبكرة. بتردد مبدئي بين الولاياتالمتحدةالأمريكية من جهة، ودولة الإمارات العربية المتحدة من جهة ثانية، حسمت صوريا قرارها بالمراهنة على الفرص الكائنة بإمارة دبي، بادئ الأمر. تشبثت "ابنة الدارالبيضاء" بالفضاء الإماراتي بعد تخرجها، مرجعة ذلك إلى تطور هذه البلاد الخليجية بطريقة مثيرة تحفز كل ذوي الطاقات القوية على بلوغ مراتب مناسبة لعطاءاتهم الجادة. استعداد قبلي تقول خريجة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير في سطات: "قمت بما أحتاج من أبحاث عن هذا البلد المغري قبل التوجه إليه بنية الاستقرار، متعرفة بذلك على المجتمع الإماراتي مسبقا، ومستعدة للتعامل معه بكل إيجابية". وتزيد بنبادة أنها حرصت على نيل توجيهات من مغاربة مستقرين قبلها في عموم الإمارات، بدبي وأيضا أبوظبي، حتى تنال فكرة واضحة عن إيقاع الحياة هناك. "كل ما وصلني جعلني مقتنعة بقدرتي على التأقلم الشخصي مع هذا الفضاء الجديد، مع تيقني بأهليتي للبصم على مسار مهني إيجابي جدا؛ وبذلك أقبلت على التجربة بكل ارتياح"، تواصل صوريا. في الميدان أخذت المغربية نفسها ما يكفيها من الزمن للاعتياد فعليا على البعد عن أسرتها، مستعينة في ذلك بالنظر إلى الوافدين وحدهم على البيئة الإماراتية من كل بلدان العالم. بخصوص هذه المرحلة الزمنية القصيرة، تكشف بنبادة أن "الاندماج كان سهلا إلى حد كبير في دبي، التي سكنتها بداية، نظرا إلى السمة الدولية التي يكتسيها مجتمع هذه الحاضرة". توالي الأسابيع جعل الوافدة المغربية إلى هذا الحيز الخليجي تخلص إلى كون الإمارات عموما، ومجموعة "جنة" التي تثق في كفاءتها، تؤمن بالقيمة المضافة للمرء كيفما كان جنسه أو جنسيته. ترويج للضيافة صوريا بنبادة تعمل مديرة دولية للتسويق في "مجموعة جنة للفنادق والمنتجعات"، وهي سلسلة عالمية متخصصة في السياحة والضيافة. تترأس الخبيرة الاقتصادية ذاتها فريق عمل يتشكل من 10 أطر عالية التكوين، ويتم التركيز في العمل على تسويق الفنادق والمنتجعات المقامة حاليا، وأيضا التعريف بكل المنشآت القريب افتتاحها. "العمل يتم على مستوى كل دولة تتواجد فيها مجموعة Jannah، سواء في الإمارات العربية المتحدة أو بلدان بأوروبا وآسيا، بما يتطلبه من تنقلات دائمة بين هذه الأسواق"، تشدد صوريا. إلى اللاحقين تنطلق الشابة عينها من تجربتها في الهجرة كي تنصح لاحقيها في ذلك بعدم التردد في الإقبال على كل "مغامرة مدروسة"، وتشرح: "النجاح يحتاج المجازفة التي تصحبها صلابة ذهنية قادرة على التعامل معها". على الرصيد الشخصي والمهني الذي استجمعته صوريا تستند مديرة الترويج التسويقي نفسها لتذكر أن التوفر على مشروع مهني، كيفما كان القطاع الخاص به، يجعل المهاجرين متوفرين على أهداف محددة وخارطة سير أكثر وضوحا. "النجاح لا يأتي من النظر إلى البيئة المجتمعية المراد الاستقرار فيها، ولا الاقتصار على رصد الفرص المتاحة وسطها، وإنما ينبغي على المرء أن ينطلق من نفسه للبحث عما يناسبها"، تختم صوريا بنبادة.