سجل مهتمون بمجال الاستهلاك انتعاشا كبيرا في تسويق زيوت القلي المستعملة بالسوق الوطني بشكل عام، وبأسواق المدن الكبرى والمتوسطة بشكل خاص. وتعمد شبكة تجارة الزيوت الغذائية المستعملة إلى بيع هذه الزيوت لمحلات بيع المأكولات السريعة والحلويات التقليدية بأسعار تقل عن أسعار الزيوت في محلات البقالة والأسواق الممتازة بنسب تتراوح ما بين 50 و60 في المائة. وقال بوعزة خراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، إن الشبكات التي تقف وراء هذه التجارة تقوم ب"فلترة" الزيوت المستعملة، وإعادة بيعها بأسعار بخسة لا تتجاوز 6 دراهم لمحلات الوجبات الغذائية غير القانونية. وأضاف رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك: "هذه الشبكات تقوم أيضا ببيع هذه الزيوت المستعملة لمصانع الصابون البلدي وزيوت التشحيم المستعملة في تشحيم المعادن". وحذر المتحدث، في تصريح لهسبريس، من تبعات استعمال زيوت القلي المستعملة، إذ أكد أن هذه الزيوت التي استعملت لمرتين على الأقل تحتوي على سموم مضرة بالصحة البشرية. وأوضح بوعزة خراطي أنه يجب التعامل بصرامة مع هذا النوع من التجارة، وتشديد المراقبة الصحية على محلات الوجبات الصحية غير المهيكلة، التي تلجأ إلى اقتناء مواد استهلاكية بأسعار متدنية لضمان هامش ربح أكبر، ولو على حساب صحة المستهلك. ويؤكد الخبراء أن زيت القلي المستعمل لعدة مرات يتسبب في إنتاج المواد المسرطنة، إذ إن عملية تكرار استخدام زيت القلي تتسبب في الإصابة بالعديد من الأمراض السرطانية، بالإضافة إلى أضرار في الجهاز الهضمي وتقرح في الأمعاء.