خاض عدد من عمال الوساطة بالمجمع الشريف للفوسفاط بمدينة خريبكة إضرابا إنذاريا عن العمل طيلة أمس الخميس، مصحوبا بوقفة احتجاجية أمام مقر الإدارة المحلية لمجمع الفوسفاط، عرفت مشاركة بعض من أفراد عائلاتهم، من أجل مطالبة المسؤولين المركزيين والمحليين للمؤسسة بضرورة الاستجابة لمطالبهم التي ينادون بها منذ سنوات. وتأتي الوقفة الاحتجاجية استجابة لبيان أصدره المجلس الجهوي للنقابة الوطنية لعمال الوساطة الفوسفاطيين المنضوية تحت لواء "ك.د.ش"، أعلن من خلاله ضرورة "التصعيد في النضال من أجل مواجهة تجاهل إدارة المجمع الشريف للفوسفاط للمطالب العادلة والمشروعة، وتمادي لوبي شركات الريع في ضرب حقوق العمال واستهداف قوت عائلاتهم". وأشار البيان ذاته إلى أن "شغيلة الوساطة بقطاع الفوسفاط تعيش واقعا مريرا، في ظل استمرار الإدارة في نهج سياسة صم الآذان وتجاهل المطالب العادلة والبسيطة، وغياب التواصل الجاد والهادف لإيجاد حلول ناجعة للأوضاع المتدهورة التي بات يعيشها العمال لسنوات، وهجوم لوبي الشركات على الحقوق وضربه المستمر للكرامة، في ظل الصمت الرهيب من طرف مسؤولي إدارة المجمع". وأشار المجلس الجهوي للنقابة، ضمن البيان ذاته، إلى أنه "يستحضر باستياء كبير غياب التجاوب مع الملف المطلبي الذي تؤكده عقود العمل الجديدة التي تغيب فيها ملامح تسوية الأوضاع في أفق الإدماج، وذلك من خلال دفاتر تحملات فصلت على مقاس سماسرة اليد العاملة، تخدم بالدرجة الأولى مصالح أرباب الشركات دون إيلاء أدنى اعتبار لمعيار المساهمة البارزة لشغيلة الوساطة في الإنتاج، وسنوات من التفاني في العمل خدمة لإستراتيجية الإدارة في مختلف المهن الأساسية". ودعا المحتجون إدارة المجمع، حسب المكتب النقابي الجهوي، إلى "تكثيف الجهود، والمساهمة في تقوية الجبهة الداخلية وضمان استقرار الأوضاع، من خلال إنصاف ذوي الحقوق وحفظ كرامة العمال، وتقديم نموذج جديد للمؤسسة المواطنة المتفاعلة إيجابيا مع جميع مكوناتها، يرتكز على محاربة الهشاشة في العمل والتهميش، والانكباب على إيجاد حلول لمعاناة عمال الوساطة الفوسفاطيين، ووضع حد للاحتقان الذي تعيشه هذه الفئة". وطالب المجلس الجهوي ذاته إدارة المجمع ب"الإسراع في فتح حوار جاد ومسؤول، ومعالجة مشاكل عمال الوساطة وتحقيق مطالبهم العادلة، ووضع حد لهذا الاحتقان الذي بات يهدد مصلحة المؤسسة ورهاناتها المستقبلية، والوقوف في وجه لوبي الشركات الذي يساهم في استنزاف واضح ومشرعن لمالية المؤسسة ويهدد مستقبلها ومستقبل الوطن"، مشيرا في الوقت ذاته إلى "هزالة الأجور التي يتقاضاها عمال الوساطة الفوسفاطيون، والتي لا تمت بصلة لمبادئ المؤسسة"، حسب البيان. وورد في البيان ذاته أن المجلس "يطالب الرئيس المدير العام بالتعاطي الإيجابي مع قضية عمال الوساطة الفوسفاطيين، والعمل على توسيع عملية الإدماج المهني والاجتماعي، ووضع حد للإقصاء الذي تعيشه هاته الفئة". كما تساءل المجلس الجهوي حول "من يقدم الحماية لسماسرة الشركات؟ ومن يتواطأ في مراقبة أشغالها والتجاوزات الخطيرة في جل بنود دفاتر التحملات؟ ومن له المصلحة في زرع فتيل الاحتجاج وخلق جو من الاحتقان داخل أوساط شغيلة الوساطة من خلال استهدافهم في قوت عائلاتهم واستفزازهم داخل أوراش المجمع؟".