تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الثلاثاء، على عدة مواضيع، منها القمة العربية المقبلة التي تستضيفها السعودية الأحد المقبل، والمفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول ملف (سد النهضة) الإثيوبي، وتداعيات الهجوم المحتمل بالأسلحة الكيماوية على دوما في الغوطة الشرقية بسوريا، ومآلات القضية الفلسطينية إضافة مواضيع دولية وإقليمية أخرى. ففي مصر، كتبت يومية (الجمهورية) في عمود لأحد كتابها، أن القمة العربية التي تعقد بعد أيام بالسعودية، تأتي في "أجواء من التوتر يمر بها العالم العربي، وتتنوع أسباب هذا التوتر، فمنها ما يتعلق بالإرهاب أو الحروب القائمة أو بعدم الاستقرار في العديد من الدول العربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا منذ هبت رياح التغيير على المنطقة". وأضاف صاحب العمود، أن القضايا التي تواجه القمة العربية كثيرة ومتنوعة، وكل قضية منها تمثل تحديا بالغ الخطورة، متسائلا هل القمة العربية قادرة على بحث ودراسة هذه القضايا واتخاذ قرارات حازمة بشأنها، وهل هي على استعداد لفتح ملفات قضايا قد يكون النقاش حولها وفيها مدخلا لتصدع جديد داخل القمة، وهل القضايا الخلافية العربية يمكن حلها من خلال جلسات القمة وحدها. وتابع، "من المؤكد أن القمة لن يكون في مقدورها الخروج بقرارات مصيرية لأن معظم القضايا التي تحدثنا عنها لن تناقش ولن تبحث بالمصارحة والمكاشفة وتحديد المسئولية، وإنما سيتم تداولها بالشكل البروتوكولي ومن خلال بيانات يتم صياغتها بألفاظ ومفردات دبلوماسية تفرغها من أي مضمون أو التزام"، ليخلص الكاتب إلى أن القمة العربية تبقى مع ذلك ضرورية ومطلوبة ومهمة لأن توفر الغطاء العربي المطلوب لاستمرار العرب كقوة سياسية واقتصادية. وبخصوص المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول (سد النهضة) الإثيوبي، نشرت (الأهرام) مقالا بعنوان "نهاية حزينة لمفاوضات سد النهضة"، قال فيه كاتبه، إن المفاوضات التي استضافتها الخرطوم الأسبوع الماضي انتهت "دون التوصل إلى نتائج محددة"، مضيفا أنه "رغم السرية التامة والتحفظ الشديد الذي حرص عليه جميع أعضاء الوفود خلال انعقاد الجلسات وعدم إعلان أي منهم فحوى ما دار في كل جلسة، إلا أن الجميع اتفقوا في ختام الاجتماعات أن المباحثات لم تسفر عن شيء ذي قيمة". وفي الشأن السوري، كتبت الصحيفة ذاتها، أن "الشعب السوري يعيش مأساة حقيقية لم يعرفها شعب عربي منذ اندلاع ما يسمى بالربيع العربي في 2011، فقد أصبحت قوات الجيوش الأجنبية الإقليمية والدولية الموجودة على الأراضي السورية وتحارب بعضها بعضا أكبر عددا وعدة من قوات الجيش الوطني السوري والقوى المسلحة المعارضة له". وهكذا تحولت الأراضي السورية، تضيف اليومية، في افتتاحيتها، إلى "ساحة للصراعات الإقليمية والدولية تحاول من خلالها كل قوة نشر نفوذها وإثبات أنها الأقوى، وتجريب أسلحتها في حرب حقيقية وليس تدريبات أو غيرها". وفي السعودية، كتبت يومية (الرياض) في افتتاحيتها تحت عنوان "دوما..شاهد آخر"، أنه "في المأساة السورية تحديدا، لم يعد من المنطقي الحديث عن أي دور فاعل للمجتمع الدولي لوقف المجازر التي ترتكب في حق الأبرياء من أبناء الشعب السوري، مشيرة إلى أن الهجمات الكيميائية التي يتعرض لها الشعب السوري تعقبها بيانات الشجب والإدانة ودعوات لانعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن والتي تنتهي بفيتو روسي يعيد الأزمة إلى مربعها الأول. وبرأي الصحيفة، فإن "غياب الفاعلية الدولية يعني استمرار حمام الدم في سورية، وهو ما يصب في مصلحة النظام الذي أثبت عدم مبالاته في البقاء حتى فوق أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ، وفي ذات المسار ستتواصل مأساة أبناء الشعب السوري طالما كان ملف الأزمة التي يعيشونها مفتوحا أمام تجاذبات الأقوياء وحسابات مصالحهم". وفي الشأن الفلسطيني، كتبت يومية (الوطن) أنه على الرغم من أنه "ليس ثمة ما يشير إلى أن حركة (حماس) أو الحكومة الإسرائيلية ترغبان بتدهور الأمور في قطاع غزة إلى حرب شاملة، ولكن تطورات الأوضاع خلال الأسبوعين الماضيين تشير إلى أن الأمور قد تنزلق إلى ما لا يريده كليهما"، مشيرة إلى أن التطورات الأخيرة "تؤكد ما تقوله السلطة الفلسطينية دوما بأن لا سبيل سوى إيجاد حل سياسي يفضي إلى تطبيق حل الدولتين". وأشارت الصحيفة إلى أن حل الدولتين "يبدو بعيدا على الأقل في المرحلة الحالية، فإسرائيل تسيطر عليها حكومة يمينية لا ترى مكانا لهكذا دولة، بل وعلى العكس تدفع باتجاه ضم المزيد من أراضي الضفة الغربية (...)، كما أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا يتبنى صراحة حل الدولتين ولا يكشف عن مكونات خطة للسلام يقول منذ أشهر طويلة إن طاقمه للسلام يعكف على بلورتها". وفي قطر، وصفت افتتاحيات (الوطن) و(الراية) و(الشرق) اللقاء الذي سيجمع اليوم الثلاثاء بالبيت الأبيض بين الرئيس دونالد ترامب وأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ب"القمة التاريخية"، التي تكتسي "أهمية بالغة في سياق المرحلة الحساسة والمنعطفات الكبيرة التي تمر بها المنطقة"، مشيرة الى أن من شأن هذا اللقاء ان "ينعكس إيجابا على مسار العلاقات القطريةالأمريكية"، ويزيد من "ترسيخ التعاون العسكري والامني الرفيع، والتبادل التجاري، والتنسيق السياسي بين البلدين" ويسهم في "مساعي انهاء الأزمة الخليجية" الراهنة. وتوقعت أن يتناول اللقاء "بحث سبل دعم وتطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات"، وكذا "التشاور حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". وعلى صعيد آخر، نشرت صحيفة (الوطن) مقالا تحت عنوان "جيوبولتيك الخليج بعد النفوذ الروسي الإيراني"، لأكاديمي قطري تناول فيه المآلات المحتملة للوضع في منطقة الخليج والمشرق العربي في ظل ازدياد قتامة المشهد السوري بعد الضربات الأخيرة لمنطقة الغوطة الشرقية بما قيل انه "السلاح الكيماوي"، وفي سياق نذر لحرب في المنطقة يقول الكاتب إنها قد تتجه صوب "تقليص نفوذ طهران" في المنطقة، بتزامن مع ما وصفه ب"نفير غربي لتطويق موسكو" بعد اتهامات موجهة لها بالوقوف خلف محاولة اغتيال الجاسوس الروسي المزدوج فوق الأراضي البريطانية. ويرى كاتب المقال، في هذا الصدد، أن المواجهة مع إيران "أكثر تعقيدا من المخاطر التي استوجبت الاتفاق، الذي تم تأمينه مع كوريا الشمالية" بالنظر لامتداداتها في المنطقة، وأيضا لما تكتسيه هذه المنطقة من بعد استراتيجي باعتبارها المزود الرئيسي عالميا للموارد الطاقية، متوقعا بالنتيجة ألا يتعدى ضجيج الحرب "الذي تكرر في مواسم عديدة" في حالته القصوى "عملية قصف نوعية، لرفع سقف التفاوض لخضوع إيران، لتعديلات سياسية، أو وضعها تحت الضغط المباشر لمرحلة معينة". وفي سياق تأكيده على ان موسكو وطهران هي في سورية أصلا "للحصول على مقابل استراتيجي ضخم، يعزز ثقلهما في المنطقة وليس لضمان بقاء نظام الأسد"، يكشف الأكاديمي القطري عن توقع آخر مفاده بان "تحالف موسكو وطهران سيظل أساسيا، مقابل انضمام أنقرة، أو أي طرف عربي فيما بعد"، معتبرا أن هذا "التحالف الجديد" المحتمل "لن يستأذن الغرب" في ترتيب مواقع نفوذه، وهو ما سيكون له بالنتيجة تأثير على "ما تبقى، من بنية الخليج العربي الممزق سياسيا". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الرأي) في مقال بعنوان "أي أهداف ستختار أمريكا للرد على الكيماوي في سوريا"، أن تصريحات الرئيس الأمريكي ترمب، جاءت قاسية ومليئة بالتهديدات إزاء النظام السوري بل وحمل موسكو وإيران المسؤولية عن هذا الهجوم بصفتها الدول الراعية والداعمة للنظام في كل قراراته وسلوكاته. لكن في واقع الأمر، تضيف الصحيفة، فإن التوقعات التي تسندها الحقائق على أرض الواقع تقول إن الرد الأمريكي إن حصل بإسناد من الدول الغربية وبخاصة فرنسا، فإنه سيكون محدودا مرة أخرى وإن كان متوقعا أن يكون أوسع نطاقا من الرد الأمريكي العام الماضي على الهجوم الكيماوي في خان شيخون. وفي السياق ذاته، وفي مقال نشرته صحيفة (الدستور) بعنوان "الحرب التي لا يمكن تجنبها"، أشار كاتبه إلى أنه حتى الآن، لا تزال الأطراف اللاعبة قادرة على إدارة لعبة الدم في سوريا، لكن إذا بقيت الأزمة السورية دون حسم قريب، فهي سوف تأخذ سوريا والمنطقة إلى حرب كبرى قد تنفجر لاعتبارات مختلفة. ويرى كاتب المقال أن التحليل الدقيق للأزمة السورية، مربك جدا، لأنها تتعرض لتغييرات يومية، ولا يمكن لأي طرف ببساطة أن يقرأ مستجداتها، ولكن ما يمكن قوله، يضيف الكاتب، إن هذه الأزمة، لا يمكن لها أن تبقى هكذا، وهي إذا لم تنطفئ سياسيا او عسكريا، فهي مؤهلة للتحول إلى سبب لنشوب حرب كبرى في كل الإقليم. وأضاف أن هذه الحرب إن وقعت، ستكون غير مسبوقة، لوجود أطراف دولية فيها، تتجنب حتى الآن، رفع درجات الإشتباك، وتسعى إلى أن لا تصل حالة الاشتباك إلى حالة حرب مفتوحة. وفي البحرين، كتبت صحيفة (البلاد) أن البيت الأبيض اعتبر أن سوريا المتهمة بشن هجوم كيمياوي في مدينة دوما، "غير قادرة على شن هجمات من هذا النوع من دون مساعدة روسياوإيران". ونقلت الصحيفة عن ساره ساندرز، المتحدثة باسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قولها " لقد شدد الرئيس على أن روسياوإيران تتحملان مسؤولية هذه الأعمال، لأنها ما كان يمكن أن تحصل من دون مساعدتهما المادية"، مضيفة أن الهجوم في دوما "يتسق مع نمط الأسد في استخدام الكيمياوي". وأضافت اليومية أنه في سياق توالي ردود الفعل المنددة بهذا الهجوم، أعلن ترامب، أمس الاثنين، أنه سيتم اتخاذ "قرارات مهمة" خلال يوم أو يومين بشأن الرد على الهجوم المفترض بأسلحة كيمياوية على الغوطة الشرقية، محذرا بأن دمشق "ستدفع ثمنا باهظا" نظير هذا الهجوم، الذي وصفه ب "الهجوم البشع على الأبرياء" السوريين في دوما. وفي موضوع آخر، قالت صحيفة (الأيام ) بشأن الخلاف التجاري بين واشنطن وبكين، إنه "بناء على تأكيدات من الصين، فإن المحادثات التجارية بين بكين وواشنطن مستحيلة في ظل الظروف الحالية"، بالرغم من تطمينات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي توقع في تغريدة بأنه سيتم التوصل إلى تسوية الخلاف التجاري المتصاعد مع الصين. ونقلت الصحيفة، في هذا السياق، تصريح غينغ شوانغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، الذي قال فيه "حتى الآن، لم يجر المسؤولون الأمريكيون والصينيون أي مفاوضات حول الخلافات التجارية، فيما يبدو عقد أي محادثات حول هذا الموضوع بالنسبة للفريقين مستحيلا في ظل الظروف الحالية"، محملا واشنطن "المسؤولية كاملة" عن الخلافات التجارية. وذكرت اليومية البحرينية أن ترامب قرر في أوائل مارس الماضي فرض رسوم جمركية على واردات الولايات المتحدة من الفولاذ والألمنيوم، قبل أن يعلن في وقت لاحق عن رسوم أخرى تستهدف تحديدا الواردات الصينية، لاتهام بكين ب "سرقة حقوق الملكية الفكرية"، فيما لوحت الصين بفرض رسوم جمركية على وارداتها من المنتجات الأمريكية، ولا سيما الصويا والسيارات والطائرات الصغيرة، والتي وصلت قيمتها إلى ثلاثة مليارات دولار خلال العام الماضي. وفي لبنان، توقفت صحيفة (الجمهورية) عند نتائج مؤتمر "سيدر" لدعم الاقتصاد اللبناني الذي انعقد الجمعة الماضية بباريس، وقالت إن "الأجواء الداخلية تزداد تلوثا بفعل المحاولة المكشوفة من قبل بعض أهل السلطة، لإيقاع اللبنانيين بالوهم بأن بلدهم يهرول مسرعا نحو الانفراج والازدهار الاقتصادي والمالي، بفضل المليارات التي حصل عليها من مؤتمر (سيدر)". وأوضحت أن "هذه المليارات - إن وصلت أصلا - ما هي إلا أرقام تضاف إلى جبل الديون التي ترهق الخزينة اللبنانية، ويشعر بثقلها كل مواطن لبناني، تستحضر معها سؤالا يتردد على كل لسان، كيف ستصرف؟ وأين؟، وكيف سيتم سدادها؟ ومن أين؟ (...)". وفي نفس الموضوع، قالت يومية (اللواء) "إذا كان مؤتمر (سيدر)، بوقائعه ونتائجه قد أمن للبنان قروضا ميسرة بلغت قيمتها 11 مليار دولار ونيف وهبات بقيمة 860 مليون دولار، لدعم هذه القروض ولكن بشروط صارمة للإصلاح، ما وصفه رئيس مجلس النواب، نبيه بري "بالحضن العالمي" واعتبره رئيس الوزراء سعد الحريري، بأنه "ثمرة التوافق السياسي"، فإن بري نفسه أضاف على ذلك أن العبرة تبقى بالتنفيذ"، والتنفيذ هنا بحسب مصادر رسمية واقتصادية مقرون حكما برزمة الإصلاحات البنيوية في الإدارة والمالية العامة وإدارة الدين العام وفي قطاع الكهرباء أساسا ووقف الهدر في الإنفاق، لتحقيق خفض في نسبة العجز المالي بقيمة 5 في المائة . وفي الشأن السوري، قالت يومية (الأخبار) إن "الساعات التي تلت الهجوم الكيميائي المفترض على مدينة دوما بدت وكأنها الفصل المؤجل والمنتظر من مسلسل الوعيد الأمريكي الأوروبي (وخاصة الفرنسي) المشترك، ضد الحكومة السورية، بتنفيذ ضربة عسكرية ردا على أي هجوم مثبت"، مضيفة أن هذا "التهديد الذي امتد لأشهر طويلة، وترافق بتصعيد غربي غير مسبوق ضد روسيا، بلغ ذروة جديدة أمس، مع انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن على وقع دراسة البيت الأبيض لاحتمالات التحرك ضد دمشق".