ركزت الصحف العربية الصادرة، اليوم الخميس، اهتمامها على التحديات الأمنية للدول العربية، والعلاقات المصرية الأمريكية، ومؤتمر بروكسل حول سوريا وردود الفعل إزاء الغارات بالأسلحة الكيماوية على بلدة خان شيخون فيها، فضلا عن مواضيع أخرى تهم الشأن المحلي. ففي مصر، كتبت جريدة (الأهرام ) في افتتاحية بعنوان" التحديات الأمنية للعرب" أن اجتماعات الدورة ال 34 لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس تأتي في ظل تحديات قوية تواجهها منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي ،خاصة في ما يتعلق بالأمن والإرهاب، والفكر الجهادي المتطرف. وأضافت أن التحديات الأمنية التي تواجه الدول العربية في الوقت الراهن تعد هي الأخطر على الاطلاق، في ظل مؤامرات دولية وإقليمية تسعى إلى إثارة الاضطراب والفوضى في دول المنطقة وصولا إلي خطة للتفتيت على أسس عرقية أو دينية، وتقود إلى خلق كيانات أو دويلات صغيرة تسهل السيطرة عليها وإخضاعها، حيث تستخدم القوى الدولية والاقليمية المتآمرة الجماعات المحلية العميلة في تنفيذ خططها من خلال تمويل وتسليح تلك الجماعات. ومن هنا، تتابع الصحيفة، تأتي أهمية اجتماعات وزراء الداخلية العرب في تونس ومناقشاتهم بشأن ضرورة التنسيق الأمني، وتبادل المعلومات بشأن الجماعات الارهابية وكشف الدول الممولة لتلك الجماعات، مبرزة أن "التحديات الأمنية مشتركة بين الدول العربية، وما تتعرض له تونس أو السعودية أو البحرين من أخطار أمنية تسعى لزعزعة استقرارها تتعرض له مصر والجزائر وسائر الدول العربية الأخرى". أما جريدة (الجمهورية)، فكتبت في مقال بعنوان "بداية جديدة بين مصر وأمريكا" أن العلاقات المصرية الأمريكية أصبحت "محور الاهتمام العالمي بعد قمة البيت الأبيض بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس دونالد ترامب"، حيث احتلت أنباء القمة العناوين الرئيسية في الصحف الأمريكية والعالمية أحيانا بالتأييد وكثيرا حتى بالرفض والاعتراض "خصوصا في صفوف الديمقراطيين وبقايا إدارة أوباما في واشنطن". لكن، تضيف الصحيفة، من الواضح وجود ما يشبه الإجماع في واشنطن على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر وأمريكا، حيث "اتضح أنه يوجد في وزارة الدفاع الأمريكية من يعترفون بأنه من السهل علي مصر أن تجد البديل للسلاح الأمريكي من فرنساوروسيا ولكن من المستحيل أن تجد أمريكا بديلا لمصر في خريطة العالم" ، معتبرة أن أهم ما كشف عنه لقاء القمة في البيت الأبيض أن الرئيس ترامب "يريد تصحيح الأخطاء التي سقط فيها الرئيس الأمريكي السابق أوباما في علاقاته مع مصر رغم أن مصر في الاستراتيجية الأمريكية هي أهم دولة في البحر المتوسط والعالم العربي وعودة الدفء في العلاقات بين البلدين يخدم المصالح المشتركة لمصر وأمريكا في بداية القرن الجديد". وبلبنان، اهتمت (المستقبل) بمشاركة رئيس الحكومة سعد الحريري في مؤتمر بروكسل حول سوريا والمنطقة، معلقة بالقول إن الحريري وبلسان حال أربعة ملايين لبناني، "أسمع العالم ، أمس الأربعاء، قصة مجتمع مضيف وضعيف أثقلت كاهله أزمة النزوح السوري وجعلت الوضع فيه بمثابة قنبلة موقوتة جراء التلكؤ الدولي عن تحمل واجب تقاسم الأعباء مع الدول المتاخمة لحزام النار السوري وخصوصا منها الخاصرة اللبنانية الرخوة التي عانت الأمين على امتداد سنوات الأزمة السورية". وأشارت إلى أن الحريري قال خلال المؤتمر إن الوقت "قد حان لتنفيذ حلول طويلة الأمد لهذه الأزمة الطويلة"، مشيرا الى أن "أي دولة لم تظهر السخاء الذي أظهره لبنان" معربا عن خشيته أن لا يتمكن لبنان من الاستمرار، " وهو لن يستمر في تحمل عواقب دعمه استضافة مليون ونصف مليون نازح سوري على أراضيه ما لم يتم وضع خطة جديدة حيز التنفيذ". وبالأردن، تناولت الصحف لقاء قمة الذي جمع أمس بالبيت الأبيض العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وأشارت صحيفة (الرأي) في هذا الصدد إلى أن اللقاء ركز على الأزمات التي تشهدها المنطقة، وجهود تحقيق السلام، ومحاربة التطرف والإرهاب، والشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وفي الشأن السوري، أشارت صحيفة (الغد) إلى أن هنالك تحولا جوهريا في السياسة الأمريكية تجاه سورية على صعيد إعادة تعريف الأهداف والمصالح الأمريكية في سورية لتأخذ هدفا مزدوجا؛ الأول أولية القضاء على تنظيم "داعش "عسكريا، والثاني تحجيم النفوذ الإيراني، مضيفة في مقال أن هذا التطور الأمريكي سينعكس على الرؤية الأردنية، بالضرورة، خاصة في مجال الحرب على "داعش". وأوضحت أن التصور الأردني يقوم على فرضية قوية تتمثل في أن الضغط على التنظيم في الموصل والرقة بصورة قاسية، كما يحدث حاليا، سيؤدي إلى "انحياز" أعضائه إلى البادية السورية واقترابه من الحدود الأردنية من ريف دير الزور إلى حمص مرورا بالسويداء وصولا إلى الركبان، ووفق المنظور الأمني الأردني، تضيف الصحيفة، فإن المعركة الأخيرة مع التنظيم ليست في الموصل ولا الرقة، بل هي في "بادية الشام"، بما في ذلك المنطقة المحاذية للأردن. واعتبرت أن ذلك سيقتضي، بالضرورة، وجود تصور أردني للتعامل مع خطر "أكثر سفورا ووضوحا في المرحلة القادمة"، في الجوار، ما يعني استعدادا عسكريا أكبر، وتطويرا للخطط العسكرية في مواجهة التنظيم، لكن الجديد الآن، يضيف كاتب المقال، أن الرؤية الأمريكية باتت أكثر وضوحا، والعمليات العسكرية ضد التنظيم أخذت مستوى مكثفا أعلى، "ما يعني أننا أمام العد التنازلي لهذا السيناريو". وارتباطا بالموضوع السوري، وفي تعليقها على جريمة "خان شيخون" في ريف إدلب السورية وغيرها من الجرائم المشابهة، كتبت صحيفة (الدستور)، في مقال، أنه عندما يعجز النظام الدولي عن التصدي لمثل هذه الجرائم الإنسانية البشعة التي تصل قطعا إلى جريمة إبادة الجنس البشري، فنحن نشهد حالة من التدهور الأخلاقي والانحطاط القيمي على صعيد قيادة المجتمع الدولي. وأشار كاتب المقال إلى أن النظام الدولي يتبين أنه يفتقر إلى العدالة ويفتقر إلى المنطق القانوني السليم، والذي يشكل خرقا فاضحا في المعنى الإنساني للقانون الدولي العام، وهذا يستوجب، حسب الكاتب، ثورة إنسانية عارمة على نظام دولي ظالم ولد من رحم المنطق الاستعماري الذي خلفته أوضاع الحرب العالمية الثانية. وأضاف أن هذا يحتم على عقلاء العالم أن يهبوا لاستنكار هذا الوضع الدولي الشاذ الذي يشكل غطاء لكل الجرائم المروعة "التي ترتكب من طواغيت العالم المستبدين"، مؤكدا الحاجة الماسة إلى ولادة نظام دولي جديد يتسم بالعدالة الحقيقية ويستند إلى منطق قانوني سليم يخلو من الامتيازات الممنوحة للأقوياء وأصحاب المنطق الاستعماري المرتكز على التمييز والمحاباة للدول الكبيرة. وفي البحرين، حيت صحيفة (أخبار الخليج) الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على "قيامه بالقضاء على الابتزاز السياسي الذي مورس على دول المنطقة طوال العقود الماضية"، معربة عن الأمل في أن يضع قواعد جديدة تسير عليها الإدارات الأمريكية القادمة في التعامل مع الدول، تقوم على أساس الاحترام المتبادل والتعاون في شتى المجالات وعدم التدخل في شؤون الآخرين. واستعرضت الصحيفة ما ورد في تقرير نشرته صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) ووصف سلوك ترامب خلال فترة وجيزة من توليه إدارة البيت الأبيض، بأنه يقوم ب"تفكيك" العقيدة الحزبية التي حكمت الولاياتالمتحدة طوال الأربعين سنة الماضية، وب"تدمير" السياسة التي دأبت الأحزاب الأمريكية التي تناوبت على الحكم على اتباعها؛ أي "السياسة التي تقوم على ابتزاز الدول من خلال ملفات حقوق الإنسان". ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الوطن) قول وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، في مقابلة مع وكالة أنباء (رويترز)، إن الرئيس الأمريكي الجديد "يفهم المنطقة - أي الخليج العربي والشرق الأوسط - والتهديدات الإيرانية أكثر من سلفه باراك أوباما". وكتبت الصحيفة أنه "يكفي موقف ترامب وإدارته من إيران، لنعرف أن عهد هذا الرجل هو أفضل من عهد سلفه، أقلها هو أنه يعرف العدو المشترك ويذكره باسمه، ويتخذ إجراءات بحقه، لا يعلن مناصبته العداء في الصباح، وبعد الظهيرة يسلمه العراق، وفي المساء يفرج عن ملياراته، وبعد منتصف الليل يمنحه كل أسلحته النووية ليفعل بها ما يشاء!". وأشارت إلى أن أهل البحرين والخليج العربي سيبنون بالضرورة على ما حصل من تغيير صريح في الخطاب والمواقف وإعلان النوايا من قبل البيت الأبيض، بعد تبدل ساكنيه ومنفذي سياساته من قادة تنفيذيين ومخططين وعسكريين، قائلة إن "أسوأ حقبة لرئيس أمريكي من منطلق (فك الخناق) على الأعداء (المعلنين) لواشنطن، هي فترة باراك أوباما، فهو الذي منح إيران مساحة للتنفس، وخفف العقوبات (..) وسلم لها العراق على طبق من ذهب لتبتلعه، ومنحها أمنية العمر عبر الاتفاق النووي". وفي قطر، ثمنت (الوطن) و(الراية) و(الشرق)، في افتتاحياتها، المشاركة التي وصفتها ب"الفعالة" لدولة قطر في المؤتمر الدولي حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة الذي افتتح أعماله في بروكسل الثلاثاء ويختتم اليوم الخميس، وأيضا مواقف الانتصار للشعب السوري التي عبر عنها وزير الخارجية القطري بعد اجتماعه أمس مع أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، وكذا الدعم المالي الذي خصصته قطر لدعم مستقبل سورية. ففي افتتاحية تحت عنوان " قطر.. مواقف مشهودة في دعم الشعب السوري"، استحضرت صحيفة (الوطن) ما جاء على لسان وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ببروكسيل من استنكار وشجب للهجوم بالغاز الذي نفذته طائرات في خان شيخون بريف إدلب في سوريا، ودعوته الى "ضرورة حماية المدنيين من الأسلحة الفتاكة ووقف الأعمال العدائية المستمرة ومحاسبة المسؤولين عن استخدامها ". وأكدت الصحيفة، في هذا الصدد، أن "مواقف قطر المشهودة منذ بدء الأزمة السورية حتى الآن تعد مواقف واضحة وثابتة في الانحياز إلى تطلعات الشعب السوري المشروعة"، مشيرة الى أن قطر قدمت باستمرار مساعدات كبيرة للسوريين من النازحين بداخل سوريا واللاجئين بدول جوارها. ومن جهتها، أكدت صحيفة (الراية) ان دعوة وزير الخارجية إلى رحيل الأسد والتحرك بشكل عاجل نحو إجراءات جنائية عادلة وفقا للقانون الدولي، "جاءت من منطلق حرص قطر على حماية الشعب السوري وإدراكها أن السكوت عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في سوريا يرسل رسائل مشجعة إلى مرتكبي هذه الجرائم للاستمرار في ما هم بصدده"، مضيفة أن "مساهمة قطر بمبلغ (100) مليون دولار أمريكي لدعم الوضع الإنساني للشعب السوري الشقيق جاءت لتؤكد الدور الإيجابي الواضح الذي ظلت تلعبه قطر لدعم السوريين". وتحت عنوان "إنقاذ الشعب السوري مسؤولية المجتمع الدولي"، شددت صحيفة (الشرق) على أنه "لم يعد مقبولا أن تستمر المجازر المتوالية من قبل النظام السوري وحلفائه ومليشياته". وأضافت أنه لم يعد أيضا "مقبولا أن يكتفي المجتمع الدولي بالشجب والاستنكار وتشكيل لجان تقصي الحقائق، والتنادي بضرورة رحيل الأسد وإجراء مفاوضات جنيف إلى ما لا نهاية، إلى أن يموت الشعب بأكمله ويظل النظام"، مشددة أيضا على أنه قد "آن للمجتمع الدولي أن يقيم الحق والعدل ويحاسب مجرمي الحرب من بشار وحلفائه ومليشياته". وفي السعودية، تطرقت يومية (الرياض) في افتتاحيتها إلى الهجوم بالأسلحة الكيماوية على بلدة خان شيخون السورية وقالت إن "النظام السوري عرف التناقضات الدولية فلعب على حبلها، وعلم أن لا عقاب على الفظائع التي يرتكبها، وهو ما يدعو المجتمع الدولي إلى أن يتحرك تحركا لا يقف عند التصريحات النارية، بل يتعداها إلى الفعل المقرون بالعمل، وعد ذلك سيفقد المجتمع الدولي صدقيته التي أصبحت على المحك فيما يخص الشأن السوري تحديدا". وأضافت الافتتاحية أنه عطفا على مواقف سابقة فإن الموقف الدولي لن يكون مختلفا عن السابق من المواقف، "فكل الأمور تشير إلى أن الجريمة البشعة في خان شيخون كما حدث في جريمة الغوطة الشرقية قبل أربعة أعوام ستمر دون عقاب مستحق، إذ لن يتم اتخاذ أي إجراء ملائم يوازي بشاعتها". وفي نفس الموضوع، شدد مقال أوردته يومية (الجزيرة) على ضرورة محاسبة النظام السوري على "جريمة خان شيخون الجديدة التي تضاف إلى سجله"، مشيرا إلى أنه "رغم تحذير مجلس الأمن الدولي للأطراف المتحاربة في سوريا من استخدام الغازات الكيماوية والسامة والمحرقة (...) إلا أن نظام الأسد يواصل إجرامه الذي ما كان له أن يتواصل لولا المواقف الدولية الهزيلة التي لا تعبأ بحياة المدنيين". وأضاف أن هذه "الجريمة التي تأكدت لجهات دولية تراقب أفعال المتحاربين فوق الأرض السورية، تفرض على الرئيس الروسي بوتين والرئيس التركي الذين يكفلان إلزام الأطراف المتقاتلة في سوريا على عدم خرق وقف إطلاق النار من خلال ما اتفق عليه في أستانة، واجبا أخلاقيا قبل التزامهما السياسي وهو فرض عقوبات على بشار الأسد". وفي موضوع آخر، قالت يومية (عكاظ) في افتتاحيتها إن تحذيرات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز في اجتماعات وزراء الداخلية العرب المنعقدة أمس في تونس من خطورة التهديدات الداخلية والخارجية التي تحيط بالأمن العربي تأتي في وقت تواجه فيه الأمة تحديات كبيرة في ظل متغيرات وأحداث إقليمية وعالمية عدة تستلزم تعزيز التعاون العربي لمواجهة مختلف المخاطر الأمنية. وأردفت قائلة إن "دعوة ولي العهد لمواجهة هذه التحديات تأتي في الوقت المناسب لخطورتها في تهديد أمن دول وشعوب المنطقة، ما يحتم على الجهات المعنية تضافر الجهود والعمل معا لتعزيز مسيرة التعاون والتكامل الأمني العربي لإلحاق الهزيمة بالإرهابيين ومعتنقي الأفكار المضللة وتجفيف منابع التطرف والإرهاب". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحية بعنوان "جريمة يجب ألا تمر"، أن ما حصل في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب السورية جراء هجوم بأسلحة كيماوية أدى إلى مصرع ما لا يقل عن مئة مدني من بينهم أطفال وإصابة المئات ، هي جريمة حرب ضد الإنسانية بكل المقاييس السياسية والأخلاقية والعسكرية. وأشارت الصحيفة إلى أن التقارير الميدانية والاستخباراتية تجمع أن القوات الجوية السورية هي التي قصفت المدنيين في خان شيخون سواء كان القصف بالكيماوي او كان استهدافها لمستودعا للذخيرة تابعا للمعارضة يحتوي على أسلحة كيماوية، فهذا يعني أن النظام السوري يتحمل المسؤولية كاملة عن هذه الجريمة البشعة، ولا يمكن تبريرها بالمصادفة أوالخطأ غير المقصود حتى ولو كانت الأسلحة الكيماوية تابعة للمعارضة، لأن الضحايا أبرياء لا علاقة لهم بهذا الطرف أو ذاك . وشددت الافتتاحية على أن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم المماثلة التي جرت وتجري على طول الجغرافيا السورية وعرضها منذ ست سنوات، تظهر الوجه البشع لممارسات النظام السوري، وما ارتكبه جنبا إلى جنب مع كل المجموعات المسلحة بحق المدنيين الذين توزعوا بين القبور والمخيمات والمنافي أو تحولوا طعاما للأسماك في عرض البحر، ويتم القضاء على من تبقى من خلال الحصار والتجويع واتخاذهم دروعا بشرية أو القصف بالأسلحة المحرمة، كما حدث قبل أيام في خان شيخون . وأكدت (الخليج) على ضرورة معاقبة من ارتكب جريمة خان شيخون أيا كان، ومهما كانت المبررات، لأنها جريمة تعبر عن استهتار بالإنسان وبالقوانين الدولية، وتنتهك كل القيم والأعراف التي تشكل تقنينا للحروب وتحمي المدنيين . ومن جهتها، أشارت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لرئيس تحريرها محمد الحمادي بعنوان "خان شيخون.. العالم يفقد إنسانيته"، أنه بعد كل مجزرة وجريمة كبرى في سوريا، يخرج من يدافع عن بشار الأسد ونظامه. وأبرز كاتب المقال أنه على الرغم من أن مجزرة خان شيخون في إدلب التي راح ضحيتها مائة بريء أغلبهم من الأطفال سقطوا تحت هجوم كيميائي كثيف من طائرات ألقت كل ما تحمله من سموم عليهم، فإن روسيا تأتي لتنفي أن طائرات النظام من قام بذلك، وتستخدم حق الفيتو لمنع أي قرار أممي ضد نظام الأسد، وهذا ما يجعل المجتمع الدولي عاجزا عن التقدم أو فعل أي شيء تجاه الشعب السوري منذ سنوات. واعتبر أنه كلما قام النظام بالتصعيد ركن إلى "الصديق" والحليف الذي يدافع عنه، وكأنه يدافع عن حمل وديع، وهو بذلك يرسل رسالة "تشجيع" - بقصد أو دون قصد - لأن يواصل النظام ما يفعله، فليس من حسيب ولا من عقاب شديد. وشدد على أن ما يحدث في سوريا منذ سنوات والعالم يتفرج، وما حدث هذا الأسبوع في خان شيخون لا يدل إلا على شيء واحد، وهو أن هذا العالم بدأ يفقد إنسانيته، وأن الجنس البشري أصبح عاجزا عن الدفاع عن نفسه.