أدانت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي"، بشدة الهجوم الكيماوي الذي شنه النظام السوري في مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب، وذلك وسط صمت عربي غريب، باسثناء دولة قطر التي طالبت بتحقيق دولي عاجل في المجزرة. الكيان الصهيوني الذي يرتكب مجازر يومية بحق الشعب الفلسطيني، استغل الصمت العربي والتخاذل الدولي وحاول تجميل صورته، داعيا "المجتمع الدولي إلى استكمال وعده من العام 2013 وإلى إخراج الأسلحة الكيميائية من سوريا". وقال رئيس حكومة الكيان الصهيوني خلال مشاركته في مراسم إحياء ذكرى الرئيس "الإسرائيلي" الأسبق "حاييم هرتسوغ" اليوم الثلاثاء، إن "الصور الصادمة من سوريا يجب أن تهز مشاعر كل إنسان، إسرائيل تدين بشدة استخدام الأسلحة الكيميائية عامة وخاصة ضد المدنيين الأبرياء". إلى ذلك، أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها "بأشد العبارات للهجوم بالغاز الذي نفذته طائرات في محافظة إدلبشمالي سوريا"، وأسفر عن ما يزيد عن مئة قتيل وخمسمئة جريح. وطالبت الخارجية القطرية في بيان أصدرته اليوم الثلاثاء "بتحقيق دولي في هذه الجريمة البشعة، واتخاذ إجراءات فورية وفعالة لحماية الشعب السوري". وأدان بيان صادر عن الخارجية التركية الهجوم على خان شيخون، واعتبر أن ما ورد من صور ومعلومات من هناك يشير إلى انتهاك لقرارات مجلس الأمن 2118 و2209 والاستمرار في استخدام الأسلحة الكيميائية. وتواصل فرق الإسعاف بإدلب، نقل مصابي القصف الكيميائي الذي نفذته مقاتلات النظام السوري، اليوم الثلاثاء، على بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب، إلى ولاية هطاي التركية. وأوردت وكالة الأناضول، أن المصابين من القصف بالأسلحة الكيميائية يتم استقدامهم إلى معبر جلوة غوزو التركي المقابل لمعبر باب الهوى على الجانب السوري، ومن ثم إلى مستشفيات منطقة الريحانية الحدودية لإكمال العلاج. وبالتوازي مع نقل الجرحى إلى تركيا، أرسلت هيئة الطوارئ والكوارث الطبيعية التركية، سيارة مجهزة لكشف الإشعاعات الكيميائية والبيولوجية والنووية إلى المعبر المذكور. ولقي أكثر من 100 مدني مصرعهم، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم أطفال بحالات اختناق، في هجوم بالأسلحة الكيماوية شنته طائرات النظام السوري صباح اليوم، على بلدة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي. وأقر مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة غدا الأربعاء، بشأن مجزرة خان شيخون في ريف إدلب، وأعلنت المندوبة الأميركية نيكي هيلي التي تتولى بلادها رئاسة مجلس الأمن خلال الشهر الجاري أن الجلسة التي سيعقدها مجلس الأمن صباح غد الأربعاء، وأعلنت عن تأجيل اجتماعات أخرى كانت مقررة في المجلس، وذلك من أجل عقد الجلسة الطارئة خلافا لدعوة روسيا إلى مناقشة الموضوع في جلسة اعتيادية دورية حول سلاح سوريا الكيميائي مقررة مساء اليوم ذاته. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن استخدام الأسلحة الكيميائية يهدد السلم والأمن العالمي، وإن أي تقارير عن استخدام أسلحة كيميائية -خاصة ضد المدنيين- "مقلقة للغاية". وقد أدان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الهجوم بشدة، وقال في بيان له إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد سينفي كعادته مسؤوليته عن الهجوم مثلما فعل بعد هجومه على الغوطة عام 20133، وحمل حلفاء الأسد المسؤولية السياسية والأخلاقية لما يقوم به. وفي الولاياتالمتحدة قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قلق بشأن التقارير عن هجوم كيميائي في سوريا، وأضاف أن أميركا ليست مستعدة للحديث عن الخطوة التالية بشأن سوريا. من جانبه، قال وزير الخارجية الألمانية زيغمار غابرييل إنه "إذا ثبت استخدام الأسد الغازات السامة مرة أخرى فهذه جريمة حرب".