اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم السبت، بعدة مواضيع أبرزها، التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين بمناسبة تخليد ذكرى "يوم الأرض" الفلسطيني، واستهداف جماعة الحوثي اليمنية مؤخرا لمدن سعودية بصواريخ باليستية، والتوتر بين تركيا وفرنسا على خلفية عزم باريس دعم قوات سوريا الديموقراطية شمال سوريا، وإعلان الرئيس الأمريكي عن انسحاب بلاده من سوريا قريبا، فضلا عن قراره تجميد مساهمات أمريكية مخصصة لإعادة إعمار هذا البلد. ففي مصر، اهتمت الصحف المحلية بتطورات الأوضاع في قطاع غزة والتصعيد الإسرائيلي، أمس الجمعة، ضد الفلسطينيين عند الحاجز الحدودي في القطاع بين الفلسطينيين المشاركين في "مسيرة العودة الكبرى" بمناسبة ذكرى يوم الأرض، وقوات الأمن الإسرائيلية، حيث أسفرت المواجهات عن سقوط عدد من الشهداء ومئات الجرحى الفلسطينيين. وفي هذا السياق، قالت صحيفة (الأهرام)، في افتتاحيتها تحت عنوان "شهداء الأرض"، "مرت أمس الذكرى السنوية ليوم الأرض الذي يصادف 30 مارس من كل عام بعد أن قامت القوات الإسرائيلية في عام 1967 بمصادرة آلاف الأفدنة من الأراضي الفلسطينية في المناطق التي تقطنها أغلبية فلسطينية وهو قرار تعسفي ظالم يسلب حقوق الغير بالقوة ويحرمهم منها". وأضافت اليومية أنه "مما لا شك فيه أن مفاهيم عديدة تغيرت في السنوات الأخيرة من بينها قبول العرب والفلسطينيين على وجه الخصوص، بدولة إسرائيل في حدود ما قبل 1967 وأن تكون القدس بشطريها عاصمة لدولتين. لكن الواضح أن منطق القوة الذي تتمتع به إسرائيل والمساندة المستمرة من القوى العظمى يجعلانها غير مرنة في قبول الدعوات والمبادرات العربية لبدء التفاوض والعيش بسلام وسط جيرانها". وتابعت "كل شهيد يسقط هو مأساة لأسرة فلسطينية تدفع الثمن من أجل القضية وإسرائيل تخسر كثيرا عندما تبالغ في استخدام القوة واستعراض العضلات على أبرياء مدنيين". وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) في افتتاحيتها أن "قوافل الشهداء تتوالى كل عام في يوم الأرض.. والفلسطينيون يواجهون الموت بصدور عارية غير عابئين بإرهاب الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يراعي قوانين ومواثيق دولية، ولا اتفاقيات ومعاهدات إنسانية، ويواجه الفلسطينيين العزل بالدبابات والرصاص الحي وآلة الحرب الكاملة، مبرزة ان أهل فلسطين عازمون على مواجهة الاحتلال، ومتمسكون ومتشبثون بالأرض، وبالحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وأكدت الصحيفة أن إسرائيل لن تحصل على الأرض والسلام والأمن بلا ثمن "وستظل الأزمة قائمة طالما تمسكت بصلفها وغرورها، ومواجهة المدنيين العزل بآلة القمع.. فالفلسطينيون يريدون السلام والحياة الآمنة في دولتهم المستقلة، وساعتها فقط ستحصل إسرائيل على الأمن والسلام اللذين تريدهما،وما لم يتحقق ذلك، فإن الفلسطينيين سيواصلون المطالبة بحقوقهم بالوسائل السلمية والدبلوماسية والقانونية.. ولن تضيع حقوق هذا الشعب الصابر الأبي". وفي موضوع آخر قالت صحيفة (البيان) انه إلى جانب "المؤامرات الإيرانية المباشرة وغير والمباشرة الرامية لزعزعة الاستقرار في الدول العربية، والتي يتم تنفيذ الكثير منها بواسطة مليشيات إيرانية التدريب والتسليح والتمويل"، فإن الصواريخ الباليستية التي تعمل طهران على تهريبها إلى ميليشيات الحوثي لاستهداف أراضي السعودية، توضح حقيقة نوايا النظام الإيراني تجاه المنطقة. واشارت إلى أن النظام الايراني "القائم في الأساس على الطائفية ونشر الفوضى وزرع الميليشيات الإرهابية في دول المنطقة، لا يرغب في السلام والتعايش، وسيظل يشكل عاملا مزعزعا للاستقرار، وهو ما يتطلب موقفا حازما لوقف هذه السياسات العدوانية". وفي السعودية كتبت يومية (الرياض) في افتتاحيتها إن "إجماع دول العالم على الخطر الذي تمثله الصواريخ الإيرانية التي يطلقها الحوثي باتجاه مدننا مستهدفا المدنيين، يضع تلك الدول أمام مسؤولية اتخاذ قرار حازم يتم تنفيذه على الأرض لوقف تلك الاعتداءات لما لها من تداعيات على الأمن والسلام ليس في منطقتنا وحسب وإنما على دول العالم لما تمثله من انتهاكات للقرارات الأممية في هذا الصدد بمثابة تحد سافر وجب لجمه". وقالت الصحيفة إن "النظام الإيراني بين أزمتين داخلية وخارجية إضافة إلى أزمة الملف النووي الذي يحتمي النظام خلفه مستفيدا من ثغراته، تلك الثغرات ليست مقتصرة على الاتفاق النووي بل تشمل مؤسسة الحكم التي تحاول الظهور بمظهر المتماسك، ولكنه في واقع الأمر يحاول تصدير أزماته إلى الخارج، غير مدرك أن نفس الأزمات التي تم افتعالها بدأت تعود إلى الداخل حيث بداية النهاية". من جهتها، كتبت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها أن "طهران دأبت على إهداء أتباعها ما تعتقد أنه أفضل منتجاتها العسكرية، وهي تلك الصواريخ البالستية العمياء التي يمتلك منها حزب الله في لبنان الكثير، وتتلقى مليشيات الحوثي أيضا هي الأخرى نصيبها منها لترسلها من حين لآخر حسب الوصايا الإيرانية". وأكدت الافتتاحية أنه "رغم عشوائية هذه الصواريخ، إلا أن تعامل الشارع السعودي معها قد فرغها من رسالتها الوحيدة، وهي محاولة ضرب الهيبة، إلى درجة أنك تكاد تعتقد أنك أمام حفلة ألعاب ضوئية". من جهتها، توقفت يومية (الوطن) عند حديث ولي العهد السعودي الأمير حمد بن سلمان لصحيفة (ذي وول ستريت جورنال) والذي "طالب فيه المجتمع الدولي بممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية على إيران، لتفادي مواجهة عسكرية بالمنطقة". ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين أميركيين تأكيدهم أن "أي مواجهة عسكرية مع إيران لن تكون في صالحها، لمعطيات عسكرية قتالية وجيوسياسية، حيث إن ترسانة الأسلحة الإيرانية متهالكة، ومنظومة صواريخها قديمة، وستواجه أسلحة ذات قدرة قتالية عالية، خاصة الجوية ومنظومات صواريخ، وأنظمة دفاع جوي تتفوق عليها بمراحل". وفي قطر، حملت جميع افتتاحيات الصحف المحلية إسرائيل والدول التي تدعمها مسؤولية المجزرة التي ارتكبها جنود الاحتلال أمس بقتلهم بدم بارد أكثر من 14 شهيدا فلسطينيا وإصابتهم المئات بالرصاص الحي، أوضاع بعضهم خطيرة، ذنبهم الوحيد أنهم خرجوا عزلا في مسيرة سلمية بمناسبة ذكرى يوم الأرض للمطالبة ب"العودة والانتماء لأرض فلسطين". وسجلت الصحف أن مجزرة أمس تضاف إلى جرائم هذا الكيان التي "لا تعد ولا تحصى شاهدة على عجز المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية ومحكمة العدل الدولية"، داعية الشعب الفلسطيني الى اتخاذ حدث أمس "رمزا جديدا يوحد النضال الفلسطيني ويجمع الكلمة على الثوابت الفلسطينية لمواجهة الاحتلال". كما حثت الفلسطينيين على "التمسك بحكومة الوفاق الوطني وتحقيق المصالحة الوطنية، والمحافظة على وحدة أبناء الشعب الفلسطيني، واستمرار السعي وبذل كافة الجهود من أجل إنهاء الانقسام البغيض"، وبموازاة ذلك دعت المجتمع الدولي الى "التحرك لتصحيح الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني ولجم آلة البطش والطغيان الإسرائيلية وإعادة الحقوق المسلوبة إلى أصحابها". وعلى صعيد آخر، نشرت صحيفة (الوطن) مقالا تحت عنوان "عملاق التواصل الاجتماعي في قفص الاتهام.. الخطأ والخطيئة"، تناول كاتبه الأبعاد الأخلاقية والقانونية والتبعات السياسية، لما تم الكشف عنه مؤخرا، من تورط، وصفه ب"الطامة الكبرى" و"الفضيحة"، لعملاق التواصل الاجتماعي (فايسبوك) في تسريب البيانات الشخصية ل50 مليون من مستخدميه وتوظيفها سياسيا في الحملة الانتخابية الأمريكية الأخيرة. وسجل كاتب المقال أنه إن كان الخطأ القانوني لانتهاك قواعد ضمان سرية هذه البيانات كلف الشركة خسائر بنحو 50 مليار دولار وضرب في العمق مصداقيتها وما يربطها من ثقة بمستخدميها، فإن الدلالات السياسية "لا تقل أهمية" من حيث أنها كشفت عن عملية "فبركة" حقيقية باستخدام هذه البيانات لصياغة الرأي العام وتشكيل الاتجاهات على نحو زائف بما من شأنه نسف العملية الديمقراطية برمتها وفقدان ثقة الناخب مستقبلا في أدواتها. وأضاف الكاتب أنه إذا كان الأمريكيون انتفضوا ضد ما حدث وعاقبوا الشركة العملاقة فإنه من "غير المستبعد أن المشكلة ذاتها تكررت وتتكرر خارج الولايات المتحدة"، وأن "الكل معني"، برايه، "بالتغلب عليها بطريقته"، لافتا الى أنه "ما منقذ في ظل هذا الانفلات سوى التحصن بالمؤسسات الشرعية القائمة والعمل الدؤوب لتفعيل دورها حتى لا تكون منصات التواصل بديلا عنها" مع "توفير المناعة الوطنية الذاتية التي تصد أية غزوات مرضية من هذا النوع". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الدستور) أن ما حصل أمس في عموم المناطق الفلسطينية المحتلة والمحاصرة، وفي بلدان اللجوء والشتات، في ذكرى يوم الأرض، ليس سوى بداية انطلاقة فعاليات ممتدة حتى الذكرى السبعين للنكبة، مشيرة إلى أن ستة أسابيع سيتعين على إسرائيل أن تعيشها في ذروة الاستنفار الأمني والنفسي والمعنوي والتعبوي. والمؤكد، تضيف الصحيفة، في مقال لأحد كتابها، أن تجربة يوم الأرض 2018، المحملة بالدروس والعبر، ستكون ملهمة للفلسطينيين، وأجيالهم الشابة على وجه الخصوص، مسجلة أن ما حدث بالأمس، ويتواصل على مدى الأسابيع القادمة، يسجل بوصفه قصة نجاح وإبداع فلسطينية. وفي السياق ذاته، وكرد فعل على التصعيد الإسرائيلي ضد المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة، والذي خلف أمس سقوط 15 شهيدا ومئات الجرحى، نقلت صحيفة (الرأي) عن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، تحميله إسرائيل مسؤولية ما جرى في القطاع، واستخدامها للقوة المفرطة ضد أبناء الشعب الفلسطيني العزل الذين خرجوا بالآلاف لإحياء ذكرى يوم الأرض والتأكيد على حقهم في العودة لديارهم. من جانبها، كتبت صحيفة (الغد) في مقال بعنوان "الرعب الإسرائيلي من حق العودة"، أن حجم العداء في إجراءات الاحتلال الإسرائيلي بمواجهة المسيرات والفعاليات الفلسطينية للتأكيد على حق عودة الفلسطينيين اللاجئين إلى أرض وطنهم الذي هجروا منه قسرا في العام 1948، يظهر مدى الخوف والقلق والرعب الإسرائيلي من تمسك الفلسطينيين بهذا الحق. وأضاف كاتب المقال أن الفلسطينيين، ومهما اشتدت الإجراءات العدوانية ضدهم، يثبتون في كل عام أن هذا الحق لن يسقط بالتقادم أو بمرور السنوات، وأنهم سيسقطون كل المخططات والمؤامرات لتصفية هذا الحق. وفي البحرين، كتبت صحيفة (أخبار الخليج)، في مقال رأي لأحد كتابها، أن الانتخابات الرئاسية المصرية التي جرت خلال الأسبوع الماضي "شكلت ما يشبه الاستفتاء والإجماع على زعامة الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، لأن غالبية كبيرة من الشعب المصري توجهت إلى صناديق الاقتراع واضعة ثقتها في الزعامة الجديدة وهي تبحث عن الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي". وأوضحت الصحيفة أن "الشعب المصري وعلى مدى السنوات الأخيرة التي أعقبت الثورة والصدام مع جماعة الإخوان المسلمين، عانى كثيرا من حالة عدم الاستقرار الأمني، وتمخض عن حالة عدم الاستقرار هذه وضع اقتصادي صعب، انعكس سلبا على الأوضاع المعيشية للمواطن المصري، حيث تأثرت الحركة الاستثمارية وتعرض القطاع السياحي لضربات موجعة جراء الأنشطة الإجرامية التي قامت بها الجماعات الإرهابية التي استهدفت بالدرجة الأولى الأمن داخل مصر، من أجل تخويف الزوار القادمين من الخارج، وفي الوقت نفسه لزرع حالة من عدم الثقة في القيادة المصرية الجديدة". وفي موضوع آخر، توقفت يومية (الأيام) عند التوتر الحاد بين تركيا وفرنسا على خلفية عزم هذه الأخيرة دعم قوات سوريا الديموقراطية شمال سوريا، وأشارت إلى أن تركيا أكدت على لسان نائب رئيس الوزراء بكر بوزداج، أن تعهد فرنسا بمساعدة تلك القوات التي يقودها يقودها الأكراد "يرقى إلى حد دعم الإرهاب وقد يجعل من فرنسا هدفا لتركيا". وذكرت الصحيفة أن الدعم الفرنسي لقوات سوريا الديمقراطية، التي يهيمن عليها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية، أثار غضب أنقرة التي تحارب الوحدات في شمال سوريا وتعتبرها منظمة إرهابية، ونقلت عن الرئيس التركي طيب أردوغان قوله في هذا الصدد إن فرنسا تبنت "نهجا خاطئا تماما" في سوريا. وفي لبنان، أوردت يومية (الجمهورية) أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمر بتجميد أكثر من 200 مليون دولار مخصصة لإعادة إعمار سورية، وذلك غداة إعلانه أن بلاده ستنسحب "قريبا جدا" من هذا البلد الغارق منذ سبع سنوات في حرب أهلية مدمرة. ونقلت اليومية عن صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، أن ترامب أمر وزارة الخارجية بتجميد هذه الأموال بعدما علم من مقال صحافي قرأه أن الولايات المتحدة تعهدت بدفع أموال للمساهمة في إعادة إعمار سورية. ومن جهتها، اشارت صحيفة (الديار) إلى أن المستشار الأمن القومي جون بولتن الذي عينه الرئيس ترامب منذ أسبوع، أكد بقاء الجيش الأمريكي في سورية خاصة في سهل الحسكة والامتداد باتجاه طريق إدلب لقطع الطريق بين العراق وسورية كي لا ترسل إيران أسلحة إلى (حزب الله)، مضيفة أن بولتن، أكد أن أمريكا "لن تنسحب من سورية قبل أن تنسحب كل القوات الإيرانية من هذا البلد". وفي الشأن الفلسطيني، كتبت صحيفة (اللواء) أن الرصاص الإسرائيلي لم يمهل طويلا شابا فلسطينيا نقش عبارة "أنا راجع" على رمال البحر المتوسط في غزة، وأثار إعجابا واسعا، فأردته قتيلا أمس الجمعة، إلى جانب حوالي 10 فلسطينيين آخرين بعد مشاركتهم في مظاهرات يوم الأرض، مشيرة إلى أن فارق أبو عمرو فارق الحياة برصاص الاحتلال بعد مشاركته في الاحتجاجات التي احتشد فيها آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة للمطالبة بالسماح للاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى أراضيهم المسلوبة.