اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس بعدة مواضيع أبرزها المصالحة الفلسطينية، ومكافحة الإرهاب، ومأسة الغوطة الشرقية في سوريا، و الحملة ضد الفساد في السعودية، ونقل السفارة الأمريكية الى القدس، وقرارات الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة ضد الكنائس في هذه المدينة، والعلاقات السعودية اللبنانية. ففي مصر توقفت يومية (الأهرام) عند جهود إنجاح المصالحة الفلسطينية، مبرزة أن الدور المصري في هذا المسار، "قطع شوطا كبيرا الآن، ومن الممكن تذليل ما تبقى من خلافات بين فتح وحماس والوصول إلى نتائج متقدمة خلال الفترة المقبلة". وأشارت في عمود لأحد كتابها، إلى أن الوفد الأمني المصري الذي وصل إلى غزة قبل أيام "يدرس خطوات عملية لحل مشكلة الموظفين الذين تتشبث حركة (حماس) بعدم فصلهم، وتمكين حكومة الوفاق من إدارة المعابر بلا منغصات وممارسة دورها كاملا فى قطاع غزة، والتمهيد لما يتلو ذلك من استحقاقات انتخابية، أشار إليها اتفاق القاهرة في أكتوبر الماضي". وسجلت أن وجود رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية لفترة ومعه قيادات كثيرة من الصف الأول والثاني في الحركة في مصر، وعقدهم لحوارات ومباحثات واجتماعات عديدة، "علامات على التمسك بدور مصر في ملف المصالحة الفلسطينية"، مبرزة أن كل ذلك ينطوي على معان كثيرة، بينها أن "الحركة مضطرة لعدم الوقوف أمام تيار إقليمي ودولي جارف لأنها أصبحت تعي تماما أن التشبث بمواقفها السابقة لن تجني من ورائه مكاسب، بل على العكس يمكن أن يكبدها خسائر باهظة، في زمن تسعى فيه قيادات الحركة للخروج من مأزق داخلي صعب". من جهتها، عادت يومية (الأخبار) للحديث عن جهود الدولة المصرية في محاربة الإرهاب واجتثاث جذوره وتعزيز دعائم التنمية. وقالت في عمود لأحد كتابها، أن "الحقيقة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أننا نخوض حربين معا وليس حربا واحدة، الحرب الأولى في مواجهة الإرهاب وقوى الشر وجماعات التكفير والتفجير، وفي ذات الوقت نخوض حربا شرسة من أجل بناء الدولة الحديثة والقوية، على أساس متين في إطار خطة متكاملة للتنمية الشاملة". وأضافت في هذا الصدد، "علينا أن ندرك بكامل الوعي أننا لا نملك غير خيار واحد، وهو أن نحقق النصر في كلتا الحربين، أي أن نستأصل الإرهاب ونقضي عليه في ذات الوقت الذي نحقق فيه التنمية الشاملة ونبني الدولة المدنية الحديثة والقوية"، مبرزة أن "تحقيق النصر والوصول إليه يتطلب تكاتف وتعاون كل فئات الشعب، يدا واحدة وصفا واحدا للدفاع عن أمن وسلامة الوطن والمشاركة الإيجابية الشاملة في بنائه". وفي الامارات اهتمت الصحف بالحرب على الارهاب في العراق، ومأساة "الغوطة الشرقية" بسوريا. وكتبت صحيفة (الخليج) في افتاحيتها انه عندما أعلن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في دجنبر الماضي الانتصار على (داعش) "هو لم يقصد على الأغلب الهزيمة النهائية لهذا التنظيم الإرهابي. فما تحقق خلال عام من الحرب التي خاضتها القوات العراقية ضد (داعش) أنه تم التمكن من دحره وطرده من المناطق التي كان يسيطر عليها، ومن تقويض أركان خلافته المزعومة"،مضيفة انه رغم هزيمة هذا التنظيم الإرهابي واندحاره من المناطق التي كان يسيطر عليها، "إلا أن فلوله ما زالت تعمل بنشاط، وتعيد تجميع قواها، وتشن الهجمات على مواقع عسكرية، ومناطق مدنية". واعتبرت الصحيفة أن الحرب على (داعش) بالمعنى العسكري،" لم تنته ، اذ سوف تبقى المعارك الجانبية مفتوحة ضده، وقد تحتاج إلى وقت، وتحتاج أكثر إلى استطلاع، ومخابرات، ومتابعة واسعة، ومهنية عالية، لتفكيك الخلايا النائمة، وهي على ما يبدو كثيرة ومنتشرة على امتداد الأرض العراقية" . وفي موضوع آخر ،وصفت صحيفة (الوطن) في مقال لأحد كتابها "ما يجري وجرى منذ أيام في الغوطة الشرقية لدمشق، بجريمة ضد الإنسانية، أو هو وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء" مؤكدة ان ما وقع في هذه المنطقة يعد "جريمة كبرى تسجل باسم الدولة الروسية والدولة الأسدية، وكل من يشاركهم الجريمة في سوريا التي قتلت فيها الحرب زهاء نصف مليون إنسان وشردت نحو عشرة ملايين شخص". وفي السعودية، توقفت يومية (الرياض) في افتتاحيتها عند الحوار الأخير الذي أجرته صحيفة (واشنطن بوست) مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والذي أكد فيه أن الحملة ضد الفساد في شهر نونبر الماضي "كانت مثالا على العلاج بالصدمة الذي تحتاجه المملكة بسبب الفساد المستشري". وقالت الافتتاحية إن ولي العهد "تحدث عن (الصدمة) التي حدثت لتصحيح المسار ووضع بلادنا في الموقع الذي يجب أن تكون فيه على الصعيدين الداخلي والخارجي، تلك (الصدمة) أحدثت فرقا واضحا جليا في التأسيس للمرحلة الحالية والمقبلة التي نعول أن تكون على قدر الطموحات والتطلعات (...)". وفي موضوع الأزمة السورية، قالت يومية (عكاظ) إن "الدول اللاعبة في سورية عجزت عن تنفيذ الهدنة التي أقرها مجلس الأمن في الغوطة الشرقية قبل يومين، وذلك في وقت أكد فيها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن إنجاح الهدنة الإنسانية في الغوطة الشرقية يقع على عاتق فصائل المعارضة السورية، مؤكدا أن بلاده ستواصل دعم النظام السوري للقضاء على ما اعتبره التهديد الإرهابي". وأشارت الصحيفة من جهة أخرى، إلى أن وسائل إعلام أمريكية "كشفت أمس صورا التقطتها أقمار صناعية، تظهر مستودعات إيرانية لتخزين الأسلحة والصواريخ، بما يشتبه بأنها قاعدة عسكرية جديدة للحرس الثوري الإيراني،على بعد 13 كيلومترا شمال غرب دمشق". وفي الشأن اليمني، قالت صحيفة (اليوم) إن "مليشيات الحوثي الانقلابية استحدثت مقررا دراسيا جديدا لتمجيد إيران، وفرضت تعديلات وإضافات على مادة الثقافة الإسلامية، أصبحت ضمن المقررات الملزمة على طلاب جامعة صنعاء، كبرى الجامعات اليمنية، وضمنتها أهدافها الطائفية الدخيلة على المجتمع اليمني". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد) في مقال بعنوان "حرب التهويد وكنائس القدس"، أن قرارات الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة ضد الكنائس في القدس المحتلة، لم تكن الأولى والأخيرة ضد الوجود المسيحي ومقدساته في القدس وفلسطين، مشيرة إلى أنه رغم تراجعه عن قراراته بتعليق مطالبة الكنائس بالضرائب الجديدة ومشروع قانون الملكية في الكنيست، فإن الباب لن يغلق من قبل الاحتلال العنصري بسعيه لفرض قرارات وقوانين أخرى، ضمن سياسته لتهويد القدس واقتلاع الشعب الفلسطيني العربي بمسلميه ومسيحييه منها ومن باقي الآراضي الفلسطينية المحتلة. وأضافت أن هذا الكيان المتغطرس، بات يضاعف من جهوده وخطواته العدوانية في القدس والضفة الغربية المحتلة، منذ وصول الإدارة الأمريكيةالجديدة ويمينه المتطرف بدرجات "تفوق تطرف الصهيونية ذاتها"، مشيرة إلى أنه لم يعد خافيا أن كيان الاحتلال بات يسابق الزمن لفرض روايته ومخططاته على القدس وعلى كامل الآراضي الفلسطينية المحتلة. وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الرأي) في مقال بعنوان "الشرق الأوسط يزدحم بالصراعات والأزمات والحروب الأهلية"، أن وضع المنطقة الخطير، شكل علامة فشل صارخة على الإرادة الدولية، التي عجزت عن حل أي أزمة، بل إن كل أزمة ولدت أخرى، معتبرة أنه بدل أن تشكل المخاطر المحدقة بالعالم من خلال شرر المنطقة ناقوس خطر لإحداث مقاربات للحلول، فعلت القوى الدولية العكس بل وزادت انخراطها في الصراعات لتصبح أطرافا فيها ولتصبح أيضا جزءا من المشكلة وليس الحل. وأشارت إلى أن ما يعبر عن مدى خطورة الحالة الإقليمية والدولية وانزلاقها المتسارع إلى نقطة انفجار كبرى، هو حالة الشلل القائمة في مجلس الأمن الدولي، والتي باتت تعطل حتى القرارات المتعلقة بالحالة الإنسانية في الصراعات كما هو المشهد المؤلم في الغوطة الشرقية، مضيفة أنه جراء هذا السجل التراكمي والمزمن للأزمات الإقليمية والدولية وتركها بلا حلول، فإن طبول الحرب هي التي تدق، ونداءات السلام لم تعد تقع على آذان صاغية. بل إن القوتين الكبريين على وجه الأرض تستخدمان أداة النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لصالح الحروب، بدل استخدامها لفائدة السلم والأمن في الشرق الأوسط والعالم. وفي الشأن المحلي، اهتمت الصحف المحلية بالزيارة التي يقوم بها عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني للهند، حيث توقفت صحيفة (الدستور) عند لقائه مع وزيرة الخارجية الهندية،، إضافة إلى الكلمة التي ألقاها في منتدى الأعمال الأردني- الهندي، والتي أكد خلاله حرص المملكة على توسيع التعاون الاقتصادي والاستثماري وزيادة التبادل التجاري مع الهند، وأن الأردن يتميز باتفاقيات تجارة حرة تشكل فرصا واعدة لهذا البلد. وفي قطر، توقف مقال لصحيفة (الوطن) تحت عنوان "لا سبب للاحتفال"، عند افتتاحية لصحيفة (هآرتس) الإسرائيلية رأت فيه تهليل نتنياهو بيوم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس باعتباره "يوما عظيما" يستحق "احتفالا أكبر"، أمرا مجانبا لما ينبغي أن يكون عليه الحال، لأنه، برأيها، "لا يوجد سبب للاحتفال"، وأنه كان يمكن لذلك "أن يكون سببا للاحتفال، لو تم في نهاية مفاوضات ناجحة" تكون أدت إلى "اتفاق سلام قائم على تقسيم البلاد وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب دولة إسرائيل وعاصمتها القدس الغربية" و"أنهت الصراع بين الجانبين". ونقل المقال عن الافتتاحية استنتاجها بأن نقل السفارة "لن يعمل فعلا لصالح إسرائيل ولن يسهم في تحسين صورة الولاياتالمتحدة (كوسيط عادل)"، وانه كان الأجدر للرئيس ترامب إذا كانت "مصالح إسرائيل في محط أنظاره أن يعطيها كهدية لعيد ميلادها السبعين خطة سلام تحقق العدالة للشعبين". وخلص كاتب المقال من فتح هذه النافذة على جانب من الراي العام الإسرائيلي، الى أن السؤال الذي يبقى في حاجة الى إجابة هو "كيف يمكن للرئيس ترامب أن يحاول تسويق تحركاته عربيا إذا كان هذا رأي شريحة واسعة من الإسرائيليين". وعن دور القانون الدولي والمنظمات الدولية في إغاثة المدنيين في سياق ما يجري في الغوطة من مجازر، كتبت صحيفة (الوطن) في مقال آخر بعنوان "غوطة ودرس في القانون الدولي" أن الانتهاك الصريح للقانون الدولي الإنساني "يكشف عجز ما يسمى المجتمع الدولي عن تطبيق القانون الذي وضعه"، ويحيل بالتالي الاتفاقيات والنصوص والأدبيات ذات الصلة الى "مجرد حبر على ورق"، مادامت "لا تمتلك الآليات التي تسمح لها بالتحول إلى أمر واقع". وخلصت الصحيفة الى أن ما جرى ويجري يبرهن على أن "المجموعة الدولية ليست سلطة حقيقية تنفيذية بقدر ما هي سلطة معنوية أو أدبية تكتفي بالإدانة والشجب وكتابة التقارير"، ويجعل بالنتيجة من "الغوطة الشرقية" درسا في عجز القانون الدولي، ويجدد التأكيد أن الأبرياء والمدنيين يشكلون الضحايا الأساسيين في الحروب والمواجهات المسلحة، في وقت يمثل فيه الصمت الدولي في هذه الحالة وما يماثلها "مشاركة في الجريمة وإن كان بشكل غير مباشر". و في لبنان انصب اهتمام الصحف على زيارة رئيس الوزراء، سعد الحريري للمملكة العربية السعودية، إذ كتبت صحيفة (النهار) أن النتائج التفصيلية لزيارة الحريري للسعودية قد لا تكون متاحة بسرعة نظرا إلى أن هذه الزيارة تخرج عن الإطار التقليدي وتتسم بخصوصيات ودلالات بارزة يتوقع معها ألا تظهر النتائج سريعا، "فإن ذلك لم يحجب أهمية حصولها شكلا ومضمونا وتوقيتا إن من الوجهة اللبنانية، أو من الوجهة الإقليمية الأوسع". وفي نفس السياق، أوردت (المستقبل) أن مباحثات العاهل السعودي وسعد الحريري تناولت خلال اللقاء "العلاقات الثنائية بين البلدين ومستجدات الأحداث على الساحة اللبنانية (...)". وفي الشأن السوري، قالت (الأخبار) أن المداولات بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن حول آلية تنفيذ قرار مجلس الأمن المتضمن إقرار هدنة عامة في سورية، مستمرة ،فيما تدخل "الهدنة الروسية المؤقتة يومها الثالث، من دون تحقيق أي خروقات". وفي البحرين، أبرزت صحيفة (أخبار الخليج) أن الولاياتالمتحدة أكدت أن "روسيا خرقت التزامها بضمان تدمير مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية ومنع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد من استخدام الغاز السام". ونقلت الصحيفة عن الولاياتالمتحدة أن " لديها دليلا على استخدام سوريا غاز الكلور في هجماتها خلال الاسابيع القليلة الماضية"، وهو ما أكده عمال انقاذ ومسعفون على الارض حينما عاينوا إصابة السكان بالاختناق بعد ضربات جوية. وأضافت اليومية أن الرد جاء سريعا على لسان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في كلمة أمام مؤتمر نزع السلاح الذي يقام تحت رعاية الأممالمتحدة في جنيف، حيث أكد أن "سوريا تخلصت من مخزون الأسلحة الكيماوية ووضعت ترسانتها تحت الرقابة الدولية".