اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الاثنين، بالاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين والانتهاكات ضد القدس والمسجد الأقصى، والأزمة السورية وتطوراتها بعد التدخل الروسي، وتوتر العلاقات بين إيرانوالبحرين، والأزمة السياسية في لبنان، إلى جانب مواضيع أخرى محلية وإقليمية. ففي مصر، كتبت صحيفة (الجمهورية)، في افتتاحيتها بعنوان "سوريا للسوريين"، أن الصراع في سورية أوشك أن يتحول إلى صراع عالمي يهدد الأمن والسلام ليس في الشرق الأوسط وحده بل في العالم كله. وبعد أن اشارت إلى التدخل الروسي بطلب من دمشق وتدخل قوى عالمية قبل ذلك لدعم المعارضة، خلصت إلى التأكيد على أن التسوية السياسية بين السوريين أنفسهم، وهم أصحاب البلد، أيا كانت انتماءاتهم، هي الحل الوحيد والأمل الباقي لإنقاذ سورية والمنطقة والعالم كله من أخطار حرب عالمية محتملة. وفي نفس السياق، كتبت صحيفة (الأهرام) عن تدخل روسيا في سورية، وقالت إن موسكو حرصت، قبل بدء القصف، على إبلاغ كل من واشطن وتل أبيب وحلف الناتو بأن العمليات العسكرية الروسية لن تتعرض لأي من أهداف هذه الأطراف الثلاثة. وقالت إن "الرئيس الروسي يأمل في أن تلعب الأطراف الأوروبية دورا ضاغطا على الأمريكيين ليقبلوا بحل وسط يبقي على الرئيس السوري بشار الأسد خلال الفترة الانتقالية حفاظا على ماء وجوه كل الأطراف". وقالت "إن الأمر المؤكد هنا هو أن الرئيس الروسي بوتين أحسن استثمار خيبات الأمريكيين في الحرب على (داعش)". أما صحيفة (اليوم السابع) فخصصت افتتاحيتها لحلول ذكرى حرب أكتوبر (6 أكتوبر 1973) وقالت إن "هذه الذكرى تحل والحال لم يعد هو الحال وأن الجيش العربي السوري الذي خاض المعركة مع شقيقه المصري يخوض الآن حربا ضد الإرهاب وذلك وسط مخطط لتصفيته"، داعيا إلى "استلهام روح أكتوبر لخوض معركة البناء في الداخل". وفي قطر، سجلت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، أن الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشرقية وعلى المسجد الأقصى المبارك "آخذة بالتصاعد بصورة غير مسبوقة في تحد لافت لمشاعر المسلمين، وانتهاك فاضح لقواعد القانون الدولي". وأضافت الصحيفة أن إسرائيل وضعت بهذه الانتهاكات الأممالمتحدة، ممثلة في مجلس الأمن، من جديد أمام اختبار شاق، لتأكيد سيادته القانونية ومسؤوليته الأخلاقية عن حماية الشعوب من بطش قوى الاحتلال، وهو ما بات يحتم على المجلس تحركا عاجلا، ينتصر للحق و لنشر الاستقرار والأمن، مؤكدة أن هذا التحرك "بحاجة الى قرارات رادعة وحاسمة تلجم آلات الجيش الإسرائيلي، وتعيد حكام تل أبيب الى صوابهم ، وتوفير حماية دولية عاجلة للفلسطينيين". وبدورها، اعتبرت صحيفة (الراية) أنه "ليس هناك من تفسير منطقي أو مقبول للتصعيد الحالي بالقدس الشريف والانتهاكات التي تمارسها السلطات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني بالمدينة المقدسة سوى أنه تنفيذ للمخطط الذي تحدث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى". إن حماية القدس الشريف، تكتب الصحيفة، في افتتاحيتها، "تمثل تحديا حقيقيا للأمة الإسلامية التي تقع على عاتقها المسؤولية الأساسية في أن تنتصر لقضاياها قبل أن تطلب من الآخرين الوقوف إلى جانبها"، مشددة على أن المطلوب من الدول العربية والإسلامية "التحرك العاجل لمواجهة الممارسات والسياسات الإسرائيلية غير المشروعة التي تهدف إلى تهويد القدس والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى". وفي الأردن، تناولت صحيفة (الرأي)، في افتتاحيتها، موضوع التعداد العام للسكان والمساكن، المقرر إجراؤه يوم 30 نونبر المقبل، فأكدت أن "محاولة البعض تسييس التعداد أو تحميله أكثر مما يجب من أهداف أو إشارات، إنما تضع العصي في دولاب التنمية وإصدار القرار الصحيح المستند إلى أرقام دقيقة وميدانية"، مشيرة إلى أن نتائج هذا التعداد ستكون سرية وفق القانون ولن يسمح لأحد خارج الإطار المحدد في القانون الاطلاع عليها. وفي مقال بعنوان "السؤال عن الأردن"، اعتبرت صحيفة (الغد) أن ثلاث خلاصات مهمة بددت القلق على مستقبل الأردن، أولها النجاح في تخطي مرحلة "الربيع العربي"، وإنجاز حزمة إصلاحات حظيت بقبول الأغلبية، وثانيها ثبوت كون كلفة إدامة الاستقرار في الأردن، ومهما بلغت، لا تقارن مع التكاليف المترتبة على مواجهة الفوضى والصراعات في دول أخفقت أنظمتها في إدارة صراعاتها الداخلية. وتتمثل الخلاصة الثالثة، حسب كاتب المقال، في الأثر البالغ لاستقرار الأردن في التخفيف من المعاناة الإنسانية الناجمة عن الصراعات في دول الجوار، إذ تحول إلى ملاذ آمن لمئات الآلاف من اللاجئين. وكتبت (الدستور)، في مقال بعنوان "سؤال الانتفاضة الثالثة"، عن التطورات في القدس والضفة الغربية، فقالت إن "الانتفاضة الثالثة" تبدو سيناريو محتملا، "ولكنه غير وحيد، وثمة سيناريوهات أخرى لا تبدو مستبعدة". ورأت الصحيفة، في السياق ذاته، أن "الهدف هو شراء المزيد من الوقت والاستمرار في إدارة الأزمة واحتواء مخاطر الانفجار الشامل". أما "حل الدولتين" فلم يعد، تقول (الدستور)، "يصلح حتى لتخدير مشاعر الفلسطينيين الغاضبة، بعد أن عبرت غالبيتهم عن قناعتها بأن هذا الخيار قد بات وراء ظهرها". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن سحب السفير البحريني لدى إيران واعتبار القائم بأعمال سفارة طهران في المنامة شخصا غير مرغوب به، "خطوتان مهمتان ظلتا متوقعتين"، خصوصا وأن "تورط إيران في أعمال عدائية تجاه البحرين لم يتوقف طوال السنوات الخمس الأخيرة". وأشارت إلى أنه "لولا العون الذي يحصل عليه البعض من إيران لما تمكن من الإضرار بهذا الوطن طوال السنوات الخمس الماضية (...)"، مستنتجة أنه "لولا توفر الكثير من الأدلة والبراهين على تدخل إيران في الشؤون الداخلية للبحرين وتورطها في عمليات يراد منها التسبب في أذى السلطة وإثارة الفوضى، لما أقدمت وزارة الخارجية على هذه الخطوة التي، وإن جاءت متأخرة، إلا أنها مهمة وقادرة على لفت انتباه العالم إلى ما تقوم به إيران ضد جيرانها". ومن جهتها، قالت صحيفة (البلاد) إن هذا القرار "التاريخي والشجاع" جاء بعد أن استنفذت الحكومة البحرينية كل الوسائل في إقناع إيران بالكف عن التدخل والإضرار بأمن المملكة، وبعد أن وجدت أنه "لا طائل من وجود علاقات دبلوماسية مع دولة تعتبر عدوة للعالم العربي والإسلامي". وكتبت أن هذا القرار "طالب به الشعب منذ بداية التورط الإيراني، باستثناء طبعا من فضل الولاء لطهران على بحرينيته وعروبته"، مستعرضة مختلف الأحداث والوقائع المتصلة بالتدخل في الشؤون الداخلية للبحرين واستهداف نظامها السياسي والمجتمعي "بتدبير ودعم وتمويل من النظام الإيراني". وفي لبنان، كتبت (الجمهورية) أن الأسبوع الجاري سيشهد جلسات حوارية متتالية دعا اليها رئيس مجلس النواب، نبيه بري، تنطلق غدا ولمدة ثلاثة أيام ، ستسبقها جولة حوارية جديدة بين "تيار المستقبل"، الذي يتزعمه سعد الحريري و(حزب الله) الذي يتزعمه حسن نصر الله. ومن جهتها، كتبت صحيفة (السفير) أنه و"مهما علا الغبار السياسي، وازدحمت الاستحقاقات الداخلية، يبقى ملف الحدود البحرية والنفطية حاضرا (..) مع ما يمثله من تحد استراتيجي للعدو الإسرائيلي المتربص بالحقوق اللبنانية المشروعة". وأضافت أن هذا الملف يشكل "اختبارا مفصليا للدولة اللبنانية التي لم تتجاوز علاماتها معدل النجاح، حتى الآن، بسبب استمرار عجزها عن إصدار المراسيم التطبيقية الحيوية لقانون النفط". وأشارت الى أن "إعادة تحريك ملف النزاع البحري مع إسرائيل" يسير في اتجاه "إنصاف لبنان، وتنتظر نتائج الجهود التي تõبذل، من وقت إلى آخر، لدفع الأممالمتحدة إلى المشاركة في معالجة هذا الملف، بالتعاون مع الولاياتالمتحدة التي تستطيع وحدها ممارسة الضغط على إسرائيل". أما (النهار) فقالت إن "الخلافات المستمرة في مجمل الملفات"، والتي أدت الى "حال التفكك في أواصر الدولة، دفعت الملفات الى الانفجار دفعة واحدة في وجه الحكومة أولا، وفي وجوه المسؤولين ثانيا، ومعها تقفل طرق جديدة وتتوالد الحركات الشعبية المعترضة على كل شيء تقريبا".