اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بحلول الذكرى ال42 لحرب أكتوبر 1973 ، والأزمة السورية وتطوراتها بعد التدخل الروسي فيها، وتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين خاصة في القدس، وموضوع الإرهاب، وتدني أسعار النفط وتأثيرها السلبي على دول الخليج. ففي مصر، كتبت صحيفة (الجمهورية)، في افتتاحيتها بعنوان (انتصرنا بجبهة واحدة)، أن مصر "حققت نصر أكتوبر، ووقف الشعب وجيشه جبهة واحدة لاستعادة سيناء ومعها الكرامة والعزة". وكتبت (الجمهورية) أن "مصر تتذكر اليوم 30 يونيو انتصار أكتوبر، وهي تقف جبهة موحدة في مواجهة الإرهاب حتى تنتصر عليه بفضل تضحيات أبنائها البواسل في الجيش والشرطة، وفي الوقت نفسه تعمل بكل الجد علي تحقيق التنمية والتقدم". ومن جهتها، عبرت صحيفة (الأهرام)، أكبر الصحف انتشارا، في افتتاحية بعنوان (مصر وسوريا شريكا أكتوبر)، عن الأسف لما آلت إليه الأمور في سورية، مشيرة إلى أن "العلاقة التاريخية بين مصر وسوريا، تقوم على حقيقة جغرافية مؤكدة هي أن هذين البلدين هما جناحا الأمن القومي العربي، وأن أي أزمة يعانى منها أحدهما تؤثر مباشرة على الأمن القومي للآخر". وحول الموضوع نفسه كتبت صحيفة (الأخبار)، في مقال لها، أن "السادس من أكتوبر أصبح منذ سنوات طويلة يوما للعبور والنصر وقهر الهزيمة"، وأنه "يحق لمصر وشعبها الاحتفال والزهو في كل عام بنصر أكتوبر المجيد". وفي البحرين، أشارت صحيفة (أخبار الخليج) إلى أن السلطات الأمنية تكتشف باستمرار "مصانع" لصنع القنابل، ومخابئ للأسلحة والمتفجرات، بالإضافة إلى مخططات لتنفيذ عمليات إرهابية، مؤكدة أن المتورطين في هذه المخططات الإرهابية، حتى لو تم إحباطها، يجب أن ينالوا أقصى عقوبة. وقال رئيس تحرير الصحيفة، في مقال بعنوان "القوانين الصارمة وردع الإرهابيين"، إن العديد من رجال الأمن فقدوا الحياة في أعمال إرهابية استخدمت فيها أسلحة ومتفجرات أنتجتها هذه "المصانع"، مشددا على أن القوانين الجنائية مهمتها حماية الدولة والمجتمع وتحقيق العدالة، ولهذا، "يجب ألا تكون أبدا موضعا للمساومة، أو يكون تطبيقها مرهونا بالخوف من النتائج"، ف"القوانين يجب أن تظل دوما هي الحارس الأمين، القوي والصلب للدولة والمجتمع". ومن جهتها، أوضحت صحيفة (الأيام) أن وزارة الداخلية بأجهزتها الفعالة تمكنت من الكشف في قرية النويدرات عن مخبأ كبير تحت الأرض يضم الأسلحة ونحو 1,5 طن من المواد الخطرة الشديدة الانفجار، والكفيلة بإحداث مجزرة بشرية في منطقة مأهولة بالسكان. وأبرزت الصحيفة الجهد الكبير الذي تبذله الأجهزة الأمنية من أجل ضبط الوضع الأمني، وكشف كل ما يهدد أمن الوطن والمواطن، مضيفة أن "الجهد المخلص والصادق" هو الذي مكن وزارة الداخلية من كشف مخبأ الأسلحة والمتفجرات والقنابل "الضخم والخطير"، مما حال دون وقوع كارثة بشرية في قرية النويدرات الآمنة. وفي قطر، اهتمت صحيفة (العرب) بالانهيار المتواصل لأسعار النفط في الأسواق العالمية وآثاره على الدول المنتجة خاصة في منطقة الخليج، معتبرة، في مقال لها، أن "الواقع يحكم علينا أن نتقبل هذا المعطى كوضع شبه دائم"، ومؤكدة على أن استمرار أسعار النفط المنخفضة "يدعو إلى إعادة التفكير في مدى اعتمادنا على هذه السلعة الاستراتيجية". ودعت الصحيفة إلى "العمل من أجل عدم الاعتماد لا على النفط ولا على أي سلعة بديلة، أي بتغيير فلسفتنا الاقتصادية برمتها (..) وأن نعمل وفقا لهذا الواقع بالاعتماد على مكونات اقتصادياتنا المحلية". وتعليقا على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في الأراضي الفلسطينية، جاء في مقال لصحيفة (الشرق) أن "الفرصة اليوم لاندلاع الانتفاضة الثالثة، بل والثورة الفلسطينية الشاملة ضد الاحتلال الإسرائيلي باتت قاب قوسين من الاشتعال، وهذا ما سيخدم الفلسطينيين المحاصرين في مدنهم وقراهم منذ وضعوا آخر حجر كان مرفوعا في وجه الاحتلال الغاصب". وأكد صاحب المقال أنه إذا كانت القدس مهددة بالفعل والأقصى على وشك السقوط من جديد تحت سلطة اليهود المتطرفين "فليس هناك من قوة تمنع ذلك سوى ثورة فلسطينية شاملة تعيد القضية إلى المربع الأول، وتفتح أعين العالم الصامت على جرائم المحتل الإسرائيلي ضد الأقصى والشعب الفلسطيني في الضفة وغزة". وفي الأردن، قالت صحيفة (الرأي) إن محللين وسياسيين "يجمعون على أن شرارة الحرب العالمية الثالثة قد انطلقت من دمشق، بعد دخول روسيا الحرب إلى جانب النظام السوري، ودفع إيران بمزيد من الجنود إلى ميادين القتال، وتعزيز (حزب الله) قواته في معارك النزاع". وأضافت الصحيفة، في مقال تحت عنوان "هل بدأت الحرب العالمية الثالثة¿"، أن "الخاسر الأول والأخير في هذه الحرب، سيكون الدول العربية وخاصة سوريا والعراق". وارتباطا بالموضوع ذاته، قالت (الدستور)، في مقال لها، إن مفاتيح الحل السياسي للأزمة السورية تبدو، أكثر من أي وقت مضى، في "جيب بوتين"، إذ بقدر ما حشدت روسيا من قوات ضاربة على الأرض وفي الأجواء السورية، "بقدر ما تتفاقم مسؤوليتها أمام المجتمع الدولي، لقيادة جهود دبلوماسية للوصول إلى حل سياسي توافقي، يراعي الحد الأدنى من حسابات ومصالح اللاعبين الكبار على المسرح السوري". ورأى كاتب المقال أن سورية ما بعد التدخل الروسي لن تظل "حجر الرحى" في إطار ما يعرف ب"محور المقاومة والممانعة"، ولن تكون على خصومة مع موسكو وطهران، مضيفا أن سورية الجديدة "لم ترتسم معالمها بعد، ومن السابق لأوانه الإسراف في توصيفها، لكن المؤكد أنها ستكون على غير الصورة التي عرفت عنها وتميزت بها". أما صحيفة (الغد)، فكتبت، في مقال حول "الغضب الفلسطيني"، أن التصعيد الإسرائيلي تجاه القدس "يهدف إلى استغلال الظروف الفلسطينية والعربية المنشغلة بقضاياها الداخلية"، لفرض واقع إسرائيلي وخصوصا في المسجد الأقصى الذي يريد الاحتلال تقسيمه زمانيا ومكانيا. وبعد أن ذكرت بالتحذيرات الأردنية من أن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس قد تؤدي إلى حرب دينية، خلصت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يدفع الفلسطينيين إلى انتفاضة ثالثة. وفي لبنان، كتبت صحيفة (الجمهورية) عن الاشتباك بالأيدي وعلى الهواء مباشرة بين نواب من "تيار المستقبل" و" كتلة التغيير والإصلاح"، أمس، معلقة بالقول إن ما حصل في اجتماع لجنة الأشغال العامة النيابية "يعكس حدة الاحتقان السياسي في البلد". وأبرزت أنه "يؤمل أن يشكل الحوار الجامع (الذي دعا إليه نبيه بري رئيس مجلس النواب)"، الذي ينطلق اليوم، ويختتم بعد غد "فرصة لتنفيس هذا الاحتقان"، مستدركة بأن الأجواء السياسية حتى منتصف ليلة أمس "لم تكن مشجعة باستثناء البيان الصادر عن حوار "المستقبل" و"حزب الله" (الجلسة 19 من الحوار بينهما) الذي أكد على "أهمية الحوار الوطني وتأثيره الإيجابي على الوضع". وفي مقال تحت عنوان "السلطة تفضح نفسها..."، علقت صحيفة (السفير) بالقول إن "المعركة التي نشبت بين نواب المستقبل ونواب التيار الوطني الحر، ملأت الفراغ النيابي بمزيد من الفراغ المرفق بالفضائح". وأضاف صاحب المقال أن "المشكلة لم تكن وليدة الصدف، بل هي نتاج تراكمات... قبل أن تتحول إلى حرب بيانات... وتنتهي أمس بالتراشق بالقناني والشتائم والاتهامات المتبادلة بالفساد". وتحدثت صحيفة (المستقبل) عن جلسة الحوار الوطني، التي ستعقد اليوم، "على أمل تصفية النوايا رأفة بالبلد ومؤسساته المشلولة"، بالرغم من التخوف من تلويح الزعيم المسيحي ميشال عون بإبقاء "ورقة" المقاطعة حاضرة على الطاولة.