تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء مجموعة من المواضيع أبرزها نتائج القمة العربية الأخيرة في دورتها ال26 بشرم الشيخ، و عملية (عاصفة الحزم) ضد الحوثيين في اليمن، والاحتفال بذكرى يوم الأرض، والملف النووي الإيراني، فضلا عن مواضيع إقليمية ودولية أخرى. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في مقال بعنوان " آفاق الصراع الإقليمي" أن "حرب (عاصفة الحزم) التى يقودها، ولأول مرة، تحالف يضم عشر دول عربية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن وأعوان الرئيس اليمني المعزول علي عبد الله صالح فجرت موجة من ردود الفعل تراوحت بين أغلبية مؤيدة داخل مصر والدول العربية، ومعارضة، ومن حذروا، ومن فضلوا التريث". وقالت الصحيفة "ما يهمنا الآن من مواقف القوى الإقليمية الثلاث (إيران،تركيا، إسرائيل) هو الموقف الإيراني، حيث إن إيران قررت أن تخوض صراع السيطرة والهيمنة على المكشوف مع العالم العربي، بعد أن كانت تخوض صراعا مكتوما وصراعا بالوكالة مع المملكة العربية السعودية في لبنان، ثم في العراق بعد الانسحاب الأمريكي وفي سوريا مع تفجر الثورة الديمقراطية في مارس 2011". وأضافت أن "ردود الفعل العنيفة لإيران ولحزب الله ضد عملية (عاصفة الحزم) في اليمن دفعت مراقبين إلى التخوف من أن تتسع هذه الحرب وتتحول إلى صراع إقليمي قد لا يقتصر على إيران والسعودية، ليضم مصر ودول مجلس التعاون الخليجى والأردن بصفة ابتدائية، وربما تتورط فيه تركيا وإسرائيل لدوافع خاصة وانتهازية، وقد يتسع أكثر لتورط أطراف دولية قد ترى أن تداعيات هذه الحرب قد تؤثر على مصالحها وطموحاتها وتحالفاتها في الشرق الأوسط". وتحت عنوان "تجديد الخطاب الديني بين الحقيقة والافتراء" قالت الصحيفة "أصبحت قضية تجديد الخطاب الديني من القضايا الحيوية والملحة نظرا للمتغيرات التي تشهدها الساحة حاليا، حيث وجود عدد من الجماعات المتطرفة التي تتبنى العنف منهجا وتكفر المسلمين، وتستحل دماءهم الأمر الذي يفرض نفسه على المؤسسات الدينية الرسمية لتضاعف الجهود التي تبذلها في هذا المجال". وأشارت إلى أن "الخطاب الديني الذي نتحدث عنه ينبغي ألا يتغير فى أصوله وأسسه التي ينبني عليها من عقائد وعبادات وقيم وتشريعات، ولكن الذي ينبغي أن يتغير هو أسلوب الخطاب ليواكب اختلاف الأزمان والأمكنة ويراعي حال المخاطبين من قوة أو ضعف، من علم وأمية، من حضر وبادية، من مجتمع مثقف لمجتمع جاهل". من جهتها قالت صحيفة (الأخبار) في مقال بعنوان "قمة إنجازات.. رغم تحفظات قطروالعراق" مع اختتام أشغال قمة شرم الشيخ العربية يمكن أن نطلق عليها ولأول مرة منذ التضامن العربي في حرب 1973.. لقب قمة الانجازات بعد أن استطاعت رغم الصعوبات والتحفظات أن تتخذ قرارات تنفيذية جريئة فيما يتعلق بثلاث قضايا غاية في الأهمية. ويأتي في مقدمة هذه القضايا حسب الصحيفة تأييد ودعم مبادرة الدول الخليجية بقيادة المملكة العربية السعودية بالاستجابة إلى طلب الرئيس اليمني الشرعي منصور هادي بالتدخل لانقاذ بلاده من سيطرة جماعة الحوثيين، وتفعيل ميثاق الجامعة العربية واتفاقية الدفاع المشترك بإنشاء قوة عسكرية مشتركة للتدخل ضد الأخطار التي تهدد أمن واستقرار أي دولة عربية تطلب المساعدة. واعتبرت الصحيفة الموافقة على المقترح المصري الثاني المتعلق بالتوجه إلى المجتمع الدولي للمطالبة برفع الحظر عن تسليح الجيش الوطني الليبي لمواجهة التنظيمات الارهابية نقلة نوعية أخرى لمسار القمة في تحقيق متطلبات الأمن القومي العربي. أما صحيفة (الجمهورية) فكتبت في افتتاحيتها بعنوان "مصر و(الكوميسا).. تجربة متكاملة" أن قمة (الكوميسا) بأديس أبابا اعتمدت قضية دعم المشاريع المتوسطة والصغرى أرضية أساسية لتعزيز التجارة البينية والتنمية الاقتصادية في الدول المنضمة لهذا التجمع الإقليمي الهام.. الذي تنبه لهذه القضية المهمة لشعوب إفريقيا منذ عام 2012 . وأشارت إلى أن مصر تشارك في قمة (الكوميسا).. بتجربة حديثة للنجاح واقتحام المستقبل.. من خلال المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ الذي حظي باهتمام عربي وإفريقي وعالمي غير مسبوق.. ناهيك عن الخبرة المكتسبة في مجالات التعاون الافريقي.. وإنشاء البنية الأساسية.. والتعاون في مجالات الصحة والتعليم والاسكان.. ثم المساندة الافريقية لمصر في مكافحة الإرهاب والتطرف. وفي الشأن السياسي كتبت صحيفة (الوفد) في افتتاحيتها بعنوان "ما أجدر النسخة الداخلية" في ظل ما يموج به المشهد السياسي المصري، من فعاليات تمتد بالجهد الوطني إلى الساحتين الإقليمية والدولية، لعل أبرزها المؤتمر الاقتصادي، وما أعقبه من قمة عربية، لا ينبغي أن تتراجع أهمية مواصلة المضي قدما في سبيل إنجاز السباق البرلماني، كاستحقاق أخير، به ننجز خارطة المستقبل، التي عبرت عن الإرادة الشعبية الحرة التي ارتضاها الشعب". وفي اليمن، رصدت صحيفة (الأيام) جديد المواجهات المسلحة المستمرة في جنوب البلاد بين القوات الموالية للرئيس الشرعي عبده ربه منصور هادي ومليشيات (الحوثي) المسلحة المسنودة بقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الساعية للسيطرة على الجنوب، مبرزة أن القوات الموالية لهادي "كبدت المتمردين الحوثيين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد رغم ما تمتلكه (جماعة الحوثي) من قوة في المعدات العسكرية". وذكرت الصحيفة أن مدينة عدن عاشت أمس مواجهات عنيفة بين لجان المقاومة الجنوبية ومليشيات (الحوثي) "أسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين، ووقوع عدد من أفراد المليشيات الحوثية أسرى بيد المقاومة الجنوبية في أكثر من مديرية بعدن"، مشيرة إلى أن شوارع المدينة وأسواقها "بدت فارغة من حركة السير، سوى من رجال المقاومة المسلحين، إذ ما تكاد لعلعة الرصاص تتوقف من مكان حتى تندلع مواجهة في جبهة أخرى، وتزداد ضراوة المعركة والتي باتت تتخذ سمة حرب الشوارع في المساء". من جهتها ، ذكرت صحيفة (نيوز يمن) أن الدائرة الإعلامية والثقافة لحزب (الإصلاح)، أدانت الإجراءات الأخيرة التي أقدمت عليها جماعة (الحوثي)، والمتمثلة في حجب الموقع الرسمي للحزب عن المتصفحين في اليمن، وذلك بعد يومين من حجب موقع (الصحوة نت) و(المصدر اونلاين) وعشرات المواقع الإخبارية اليمنية، واصفة تلك الإجراءات بأنها "مذبحة بحق الإعلام وحرية الرأي والتعبير"، إضافة إلى كونها غير مسوغة. وبحسب الصحيفة، فقد أكد حزب الإصلاح في بيان له أمس أنه "لا يمكن تفسير ما أقدمت عليه جماعة (الحوثي) من مذبحة بحق الصحافة والإعلام، بمعزل عن التهديدات التي أطلقتها وزارة الإعلام التي تسيطر عليها الجماعة، قبل المستجدات الأخيرة والمتمثلة بعملية (عاصفة الحزم)، حيث أنها كانت قد توعدت مختلف وسائل الإعلام المناوئة لها بإجراءات رادعة، تصل حد الإغلاق". و في سياق ذي صلة، اعتبرت صحيفة (الجمهورية) أن قرار (جماعة الحوثي) بإغلاق العديد من القنوات والصحف والمواقع، "خطوة غير صائبة تماما، وبقدر ما تبدو للبعض أنها ستحقق نتائج إيجابية وهدوء نسبيا بقدر ما نراها ستكون سلبية" مؤكدة ان ردة الفعل قد تتحول "لصالح كل الوسائل التي نالها المنع والظهور بل قد تعود بشكل أضخم إعلاميا وترويجيا وليس ذلك مستبعدا خصوصا في عصر التكنولوجيا والتحول الى الرقمي". واستطردت الصحيفة قائلة "ليس من السهل في عصرنا الرقمي تكميم الأفواه وإزالة لسان الغير ووسائله بطريقة فرض أسلوب القوة والمصادرة والإلغاء" مؤكدة أن المفترض ليس الحجب والتكميم والإغلاق "بل اتخاذ قرار تكثيف العمل الإعلامي وتوسعة جبهته بقدر المستطاع (..) فالعمل الإعلامي لا يمكن أبدا طمسه بتاتا بل سيجد له مخرجا ومتسعا وربما يعود بشكل أكبر وبتقنية ودعم غير محدود عنادا وغطرسة". وفي البحرين، كتبت صحيفة (الأيام) أن (عاصفة الحزم) لدعم الشرعية في اليمن أثبتت أن "رهانات الأعداء وأصحاب مشاريع تفتيت وتمزيق عالمنا العربي كانت رهانات خاسرة لأن الولاء العربي لأرضه وترابه وأنظمته أيضا ولاء متجذر وعميق وأصيل"، مشيرة إلى أن هذه العملية العسكرية "جاءت في توقيت دقيق وهام لتشكل بداية قوية وليست عادية للمشروع الذي طال انتظاره عربيا وجماهيريا وهو حماية الأمن الإقليمي العربي من أكبر المخاطر التي تحدق به". وقالت الصحيفة في مقال بعنوان "القمة و(عاصفة الحزم)"، إن "مشروع التوسع الإيراني لم يقف عند حدود لاسيما في السنوات الأربع الأخيرة (...)"، كما لم يفهم الحوثيون أن "سعة صدر النظام الخليجي العربي ومبادراته العقلانية لا تعني أبدا عدم قدرته على حسم القرار بالحزم والقوة (...) فكان لابد من الحسم وكان لابد من الحزم، وقد كان حسما وحزما أربكهم كثيرا وأشاع في الوجدان العربي والإسلامي آمالا جديدة وكبيرة". وفي مقال بعنوان "القوى العظمى الجديدة في الشرق الأوسط"، أوضحت صحيفة (الوطن) أن من الخصائص التاريخية لمنطقة الشرق الأوسط خلال القرون الثلاثة الأخيرة أنها لم تشهد ظهور قوة إقليمية عظمى من بلدان المنطقة نفسها، حيث كانت هناك قوى دولية عظمى تسعى للتحالف مع بعض القوى الإقليمية وتكون العلاقة علاقة نفوذ سياسي بالوكالة. وحسب تحليل الصحيفة فإن المعطيات الحالية تشير إلى أن التحولات الجارية من شأنها تهيئة الظروف لولادة قوى إقليمية عظمى قادرة على التأثير وتحريك نمط تفاعلات العلاقات الدولية في المنطقة، مؤكدة أن الدولة المرشحة للقيام بهذا الدور هي السعودية بما تملكه من قوة سياسية واقتصادية وعسكرية كبيرة تفوق مثيلاتها المجاورات، بالإضافة إلى تمتعها باستقرار نسبي يعزز من إمكانية قيامها بهذا الدور. وترى الصحيفة أن ظهور قوى إقليمية عظمى جديدة في الشرق الأوسط لا يعني وجود قوة سياسية مختلفة، بل يعني انحسار نفوذ القوى العظمى والكبرى الدولية من مستقبل المنطقة، وهي تحولات جوهرية "قد لا نستوعب حجمها سريعا ولكننا سنراقب هذه التحولات التي قد تشمل المزيد من الحروب الإقليمية المحدودة، وانقسامات جديدة في دول، وولادة دول جديدة، وانهيار أخرى". ومن جانبها، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن الحديث يجري عن محاولات للحوثيين وجيش الرئيس المخلوع عبد الله صالح للتسلل إلى عدن وأن من يواجههم هم فقط شباب غير مدربين، مؤكدة أنه يتعين أن يضع المسؤولون عن الحملة لتصحيح الأوضاع في عدن في اعتبارهم كيف سيساندون هذه التجمعات وهذه القبائل التي تحارب بأسلحة عادية جيشا مدربا وأسلحة ثقيلة. وأشارت إلى أن هذه المجموعات لا بد لها من قيادة ومن تأمين المؤن والسلاح لها والاستفادة من رفضها للحوثيين ومن ولائها لوطنها وروحها القوية التي تقاتل بأسلحتها التقليدية جيشا معدا ومجهزا بكافة الأسلحة، ومازالت تمنع هذا الجيش من الاستيلاء على العديد من المواقع وخاصة المواقع النفطية وكذلك عدن، مؤكدة أن الاستفادة من الفئات الموجودة حاليا في عدن سوف يسرع بالنصر. وفي مقال بعنوان "القادة العرب ومرحلة التحول"، أشارت صحيفة (البلاد) إلى أن الملفات العالقة التي مازالت جامعة الدول العربية عاجزة عن تسويتها كثيرة، فبالإضافة إلى الملف الفلسطيني هناك ملف الصراع الدائر في سورية، وانتشار نفوذ التنظيمات الإرهابية هنا وهناك، وما إلى ذلك من تحديات مازالت تعصف بالعالم العربي دون وجود جهود عربية مؤثرة. إن على العالم العربي، تبرز الصحيفة، ألا يقتصر تبنيه على الاستراتيجيات في سبيل مواجهة التطرف والتدخلات الخارجية، بل لابد من السعي لمعالجة المشاكل وحل الكثير من الملفات الاقتصادية من خلال تعزيز التعاون العربي المشترك، وأن يكون ذلك وفق استراتيجية مشتركة تتلاقح من خلالها الخبرات العربية مستثمرة خير استثمار لمقدراتها وكفاءاتها، "وعندئذ سيكون العالم العربي فعلا قد حقق نقطة تحول شمولية من شأنها أن تثمر تعزيزا لمقدرات الشعوب". وفي الأردن، تطرقت جريدة (الرأي)، في افتتاحيتها، للقاءات التي جمعت الملك عبد الله الثاني خلال اليومين الماضيين مع شخصيات ووفود سياسية وبرلمانية عربية وأمريكية، فأبرزت أن العاهل الأردني أعاد التأكيد أثناء هذه اللقاءات على ثوابت الموقف الأردني من القضايا والأزمات والتحديات التي تواجهها المنطقة "وفق قراءة ملكية عميقة ودقيقة لأبعاد هذه الملفات وتوابعها على الإقليم وشعوبه". وأشارت الافتتاحية بالخصوص إلى لقاء العاهل الأردني مع نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي، والذي أكد خلاله حرص الأردن على تعزيز علاقاته مع العراق ووقوفه إلى جانب العراقيين في سبيل سعيهم لترسيخ الأمن والاستقرار. كما أشارت إلى لقاء الملك مع وفد من مجلس الشيوخ الأمريكي فقالت إن هذه اللقاءات "ستسهم في تعزيز وتطوير العلاقات بين عمان وواشنطن في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية مع تقدير عمان للجهود التي تقوم بها الولاياتالمتحدة في دعم مساعي الأردن في التعامل مع مختلف التحديات التي تواجه المنطقة". ومن جهتها، رأت جريدة (الدستور)، في مقال بعنوان "الأردن أمام خيارات صعبة"، أن أمام الأردن مساران أولهما يتعلق بالداخل الوطني، "إذ لا بد من إنضاج حالة "توافق" وطني تشكل رافعة وظهيرا لأي خيار تتبناه الدولة، كما لا بد من تقوية الجبهة الداخلية وتحصينها لمنع أي اختراق يستهدفها"، أما المسار الثاني فيتعلق "بتحديد أولوياتنا الوطنية في المرحلة المقبلة، وعلى أساسها يمكن أن نبني خياراتنا بشكل متوازن ومتنوع بحيث ننأى بأنفسنا عن الوقوع في "فخ" الاستقطابات (...) مع ضرورة الحفاظ دائما على علاقات وطيدة مع عمقنا العربي". وخلص كاتب المقال بالصحيفة إلى أن "الأرضية التي يجب أن نضع أقدامنا عليها هي "المصلحة الأردنية"، فالمنطقة من حولنا تشتعل ومن المتوقع أن تستمر في اشتعالها لسنوات طويلة مقبلة"، وقال "نحن أمام انفجار "التاريخ" الذي سيمتد إلى انفجار جغرافي ديني واجتماعي وسياسي"، موضحا أن "الأهم هو أن نحافظ على وجودنا في منطقة أصبح وجودها في مرمى الخطر". وقالت جريدة (الغد)، في مقال بعنوان "يوم الأرض المجيد"، إن للاحتفال بذكرى يوم الأرض أكثر من معنى، وعلى رأسها أن الفلسطينيين ما يزالون يتشبثون بأرضهم ووجودهم، بالرغم من المخططات والقرارات الإسرائيلية التي تهدف إلى طرد واقتلاع الفلسطينيين من وطنهم، مشيرة إلى أن المخططات التهويدية للمناطق العربية لم تتوقف لحظة منذ 1948 وحتى الآن، بل بالعكس، تزداد شراسة وخطورة. وأكدت الصحيفة أن يوم الأرض مناسبة لكي "يؤكد الفلسطينيون في كافة أنحاء فلسطين تمسكهم بأرضهم واستعدادهم للتضحية للبقاء في أرضهم والحفاظ على وجودهم"، موضحة أن "ما يفشل المخططات الإسرائيلية هو تماسك الفلسطينيين هناك، ومواجهتهم لكل المخططات التهويدية والإحتلالية بكل أشكالها وألوانها ومضامينها". أما جريدة (العرب اليوم)، فتطرقت، في مقال لها، للحملة العسكرية التي تشهدها الجبهة الجنوبية في سوريا منذ أسابيع، والتي تشارك فيها وحدات من حزب الله جنبا إلى جنب مع الجيش السوري، وقالت إن هذه الحملة "عملت على خلط الأوراق، واستبقت هجوما كانت تعد له الفصائل المسلحة على العاصمة دمشق مرورا بالغوطة الغربية"، مضيفة أن صناع القرار في دمشق يهدفون من هذه العملية "تأمين العاصمة من مخاطر الاختراق عبر الغوطة الغربية". واعتبرت الصحيفة أن التطورات العسكرية والأمنية في الجنوب السوري تؤشر على أن قواعد اللعبة "باتت قيد التغيير، إن لم تكن قد تغيرت بالفعل، وأن على صناع القرار في العواصم المعنية إعادة حساباتهم من جديد ". وبالإمارات، واصلت الصحف المحلية متابعة نتائج القمة العربية الأخيرة، حيث اعتبرت صحيفة (البيان) في افتتاحيتها، أن قمة شرم الشيخ كانت "قمة الحزم والحسم، وقمة الاتفاق والتوافق، وقمة ضمان الأمن القومي العربي بامتياز" موضحة أن البيان الختامي للقمة وإعلان شرم الشيخ المرافق شخص الموقف العربي بقوة وفي العمق حيال عديد القضايا والملفات القومية. وأبرزت الصحيفة أن إقرار تشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة التهديدات التي تواجه المنطقة "قرار في محله ومستحق ويستلزم تسريع الخطى لإنجاز التفاصيل الفنية في أسرع وقت ممكن حتى يرى هذا القرار التاريخي النور في المدى الذي حدده القادة". وأكدت أن البيان الختامي لمؤتمر القمة العربي عبر " بالكافي والوافي عن المخاطر الجسيمة التي تواجه وحدة الأمة العربية، ونأمل أن تتواصل الاتصالات واللقاءات التشاورية لوضع الحلول لهذه القضايا". ومن جهتها، أشارت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها إلى أن القمة العربية اتخذت قرارات مشجعة كان قد "سبقها التحرك في اليمن عبر عملية (عاصفة الحزم)، لحماية الشرعية وبالتالي حماية اليمن من الثلة الانقلابية المتمثلة بالحوثيين وميليشياتهم ومن يقف وراءهم"، موضحة أن هذه العملية " أعطت دفعا كبيرا لاستعادة التضامن العربي الواجب". ولاحظت الصحيفة أن الزمن العربي يتغير، وينطلق بصورة أكثر فاعلية، و"ها هو جيش العرب يرى النور من جديد، ليكون القوة التي يتم اعتمادها لمواجهة المخاطر ، ووضع حد لجموح أي طرف يفكر بإلحاق الأذى والأضرار بالجسد العربي، وكل ذلك لم يكن ممكنا لو لم يتم الاتفاق على عهد جديد في عالم يعاني تقلبات ومخاطر وأحداث جسام تنعكس على جميع مكوناته". أما صحيفة (الخليج)، فتطرقت في افتتاحيتها إلى الاحتفال أمس بذكرى يوم الأرض، الذي ثار فيه الفلسطينيون " دفاعا عن أرضهم التي تنتهكها إسرائيل اغتصابا". وأبرزت أنه بعد مرور نحو أربعة عقود، مازال "الاغتصاب المتواصل للأرض والتمييز العنصري ضد الفلسطينيين هما الميزتان الأساسيتان اللتان تنبني عليهما السياسات الإسرائيلية من أجل الوصول إلى الغاية النهائية، أي التخلص من الفلسطينيين من كامل الأرض الفلسطينية ". وأكدت أن الأمر يتعلق ب"سياسة حمقاء وغير مجدية لأن الفلسطينيين أثبتوا عبر عقود من اضطهادهم وملاحقتهم أنهم لن يتزحزحوا ويصرون على البقاء". وبلبنان، أبرزت (الجمهورية) أن الحدث الوحيد "الذي نجح في التغطية" على الملف النووي الإيراني الغربي هو "التحالف العربي" الذي "ترجم عسكريا في اليمن، وديبلوماسيا في القمة العربية التي أقرت رسميا إنشاء القوة العربية المشتركة. وأوضحت أن هذا التطور "التاريخي" سيكون ما بعده غير ما قبله، حيث "ستؤرخ" القمة ال 26 لبداية "مرحلة عربية جديدة" من أبرز إنجازاتها إعادة التوازن إلى المسرح الإقليمي، وعودة الدور العربي من الباب العريض. أما نوويا، تضيف الصحيفة، فالأمور ما تزال "عالقة" على رغم الوتيرة المكثفة والمتسارعة للمفاوضات، في محاولة لتحقيق "خرق" على هذا المستوى. أما (السفير) فاعتبرت أن المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة "5+1" دخلت "منعطفا حرجا" ، عشية الموعد المحدد للتوصل إلى اتفاق، الذي يتأرجح "مناصفة بين الفشل والنجاح"، حيث لا تزال هناك ثلاث نقاط خلافية، هي مدة الاتفاق ورفع العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن الدولي على إيران وآلية التحقق من احترام الالتزامات. من جانبها تحدثت (المستقبل) عن مستجدات "تحصين الساحة الداخلية أمنيا"، ناقلة عن مصادر حكومية تأكيدها أن الخطة الأمنية "المنوي" تنفيذها في بيروت والضاحية الجنوبية لبيروت "دخلت مرحلة العد العكسي". وأوضحت مصادر الصحيفة أن الخطة "ستشمل مناطق وأحياء الضاحية الجنوبية (معقل حزب الله)، حيث لن تكون هناك (مربعات) مستثناة من مفاعيل الخطة". وفي سياق آخر كتبت (الأخبار) عن موضوع خاطفي العسكريين (24 عسكريا لبنانيا ما زالوا بقبضة التنظيمات الإرهابية) في منطقة عرسال (بلدة متاخمة للحدود السورية)، مشيرة الى أن الخاطفين عادوا إلى التلاعب بأهالي الأسرى وابتزازهم بعد شهور من خروج هؤلاء من الشارع، عبر تسريب معلومات إليهم تفيد بأن المفاوضات متوقفة، والتهديد بالعودة الى عمليات القتل. وقالت، "بعد طول انتظار، انتفض أهالي العسكريين الأسرى لدى إرهابيي (جبهة النصرة) وتنظيم (داعش) في عرسال، واستعادوا، من دون سابق إنذار، خطاب الشارع". بقطعهم، أمس، لمداخل بيروت بإحراق الإطارات. وفي سياق آخر، تطرقت (السفير) ليوم الأرض، بقولها إنه وقبل 39 سنة ، "جاءت هبة الجماهير العربية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة العام 1948، لتطلق صرخة مدوية في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي"، مشيرة الى أن شيئا لم يتغير في سياسات الاحتلال منذ تلك الهبة (...) على وقع تحولات يشهدها الوطن العربي، أضاع فيها كثيرون بوصلتهم: فلسطين". وفي قطر كتبت صحيفة (العرب) في افتتاحيتها بعنوان (خادم الحرمين.. ورسالة - سلام - إلى اليمنيين) أن دعوة الملك سلمان عاهل السعودية إلى حوار بين مختلف الأطراف اليمنية جاءت لتؤكد للعالم أن بلاد الحرمين هي داعية سلام في المقام الأول، وأنها لجأت ل (عاصفة الحزم) كحل أخير بعدما وجدت طرفا بعينه لا يستجيب للغة العقل. وقالت إن هذه الدعوة تنطلق من مبدأ سعودي وخليجي ثابت، بأن الحوار ليس لمكافأة طرف خرج على حدود القانون، ولكن الهدف منه إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، في ظل شرعية معترف بها إقليميا ودوليا، وفي نفس الوقت عدم تهميش أي طرف من مكونات الشعب اليمني. أما صحيفة (الشرق) فقالت في افتتاحيتها بعنوان (عودة الشرعية في اليمن) إن هدفين ستحققهما (عاصفة الحزم) التي تجد التأييد العربي الواسع وهما إعادة الشرعية في اليمن، وتعزيز مخرجات المبادرة الخليجية. وقالت إن ترحيب القمة العربية في شرم الشيخ بما اتخذه تحالف (عاصفة الحزم) يعكس التأييد والترحيب الكاملين لاستعادة الشرعية في اليمن وحمايته أرضا وشعبا، لأن المليشيات الحوثية استباحت كل مقومات الدولة اليمنية ما استوجب التصدي لذلك بكل حزم. وأشارت إلى أن الدول الخليجية، لم توصد الباب أمام العملية السلمية داعية كل الأطياف اليمنية إلى الاستجابة إلى نداء العقل والارتقاء إلى مستوى المسؤولية، لأن إعادة الوضع إلى ما كان عليه، هو الحل المنطقي للخروج من هذا النفق المظلم.