في تظاهرة هي الثالثة من نوعها، انطلقت، اليوم الخميس في الرباط، فعاليات المعرض الدولي للبصريات بحضور أزيد من 60 عارضاً، يقدمون للزوار 300 علامة عالمية، وبمشاركة للرواد العالميين في التجهيزات البصرية الحديثة وأطباء العيون ومروضي ومرممي الأعين. ويتوخى المعرض الدولي للبصريات، المصنف أكبر معرض في إفريقيا من حيث المساحة وعدد العارضين والزوار، وكذا نوعية المنتجات المعروضة، تسليط الضوء على مجال البصريات الذي يقول منظموه إنه "بات يسهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية ليس فقط في المغرب، بل في القارة السمراء على حد سواء". وفي جولة وسط الأروقة، الممتدة على مساحة تُقدر ب12000 متر مربع، تعرف ضيوف معرض المبصريات، الذي تحتضنه العاصمة الرباط بين 29 مارس وفاتح أبريل 2018، على آخر المنتجات العالمية في مجال البصريات؛ من ضمنها آخر ما استجد في عالم النظارات الطبية والشمسية، وأحدث التكنولوجيات في مجال العدسات الطبية والعدسات اللاصقة. هشام الشركي، رئيس النقابة المهنية الوطنية للمبصاريين المغاربة، قال، في كلمة افتتاحية بالمناسبة، إن "المعرض الدولي للبصريات في دورته الثالثة يأتي بعد نجاح الدورتين الأولى والثانية؛ وهو الحدث الذي بات محطة سنوية رسمية تجمع شمل المهنة والمهنيين وصلة مع أطباء العيون ومروضي ومرممي الأعين الاصطناعية". وأضاف رئيس النقابة أن المعرض الدولي للبصريات، الذي يأتي تنظيم في وقت تستعد فيه الحكومة إخراج القانون المنظم للمهنة إلى الوجود، أصبح رمزاً اقتصادياً مهماً لتنمية المغرب والقارة الإفريقية، كما أصبح واجب كل مواطن مغربي لتنمية الكفاءات الفردية والجماعية"، مشيرا إلى أن "هذا العرس المهني يشكل محطة نوعية للرقي بالمهنة والمهنيين من خلال المحاضرات العلمية والتكوين المستمر، موازاة مع اكتشاف أحدث التكنولوجيات والإبداعات في عالم البصريات". ودعا أشركي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، فروع النقابة نفسها، البالغ عددها 20 مكتباً جهوياً، إلى "النضال من أجل تحسين شروط المهنة وظروف مزاولة عمل المبصاريين والنظاراتيين بالمغرب". وأكد "كبير المبصاريين" أن المشرع المغربي مطالب بالتجاوب مع حاجيات هذا القطاع ومواكبته بقانون يستجيب إلى تطلعات العاملين، مضيفاً أن "هذا المجال يوفر مناصب شغل كثيرة، وأن عدد الخريجين يصل اليوم إلى 200 في السنة، وهو رقم غير كافٍ للحفاظ على الصحة البصرية للمغاربة". من جهته، قال خالد السباعي، رئيس النقابة الوطنية للمبصاريين بجهة الرباط، إن "النجاحات التي يحققها المعرض الدولي للبصريات جاءت بفضل مساهمة جميع المتدخلين في القطاع"، مبرزا أن التظاهرة تُقدم منتجات دولية بمشاركة منظمين من الهند والصين وتركيا وفرنسا وإسبانيا. انفتاح المغرب على إفريقيا حاضر أيضاً في هذا المعرض الدولي، حيث أشار رئيس النقابة بجهة الرباط، في تصريح لهسبريس، إلى مشاركة مجموعة من النظاراتيين والمبصاريين من إفريقيا وآسيا، "ناهيك عن وجود متدخلين وخبراء دوليين سيشرفون على تأطير ورشات علمية تهدف إلى تكوين العاملين بالقطاع وإحاطتهم علماً بآخر المستجدات والتقنيات"، يضيف السباعي. ويشدد المنظمون على أن "أهداف النقابة واضحة تتجلى في عدم ترك المهنيين بين مجموعة غير مهنية تتحكم في منتجاتها وأدواتها والتكنولوجيات التي يزاول بها المهني يوميا، وكذا خلق فضاء للتكوين المستمر بجعل المعرض فضاء مميزا لتسطير برنامج علمي محكم بمشاركة محاضرين دوليين ووطنيين يعود بالنفع على المبصاريين في تحسين المردودية أثناء مزاولة المهنة". جدير بالذكر أن هذا القطاع، وفق المعطيات المتوفرة لدى الإطار النقابي المهني نفسه، يشغل أكثر من 25 ألف مستخدم وعامل في عموم أرجاء المملكة؛ من ضمنهم ما يعادل 10 آلاف منصب شغل مباشر.