بحضور مبصاريين وأطباء عيون وعدد من المتدخلين في القطاع، دعا هشام الشركي، رئيس النقابة الوطنية المهنية للمبصاريين المغاربة، الحكومة المغربية، التي يرأسها سعد الدين العثماني، إلى العمل على إخراج القانون المنظم للمهنة إلى الوجود؛ وذلك "حماية لصحة المغاربة التي لا يجب أن تخضع لأي مزايدات كيفما كان نوعها". كلمة الشركي جاءت خلال افتتاح الأيام العلمية الأولى للمبصاريين، التي ينظمها فرع النقابة بالجديدة، شدد خلالها على أن التنظيم النقابي لن يتراجع عن الترافع من أجل إخراج القانون القابع برفوف الغرفة الثانية، مؤكدا أنهم مستعدون لجميع الاحتمالات. وفي تصريح لهسبريس، اعتبر رئيس النقابة الوطنية المهنية للمبصاريين بالمغرب أن القانون سينظم المهنة بشكل أفضل، وسيكون حماية لصحة عيون المغاربة، "التي نعتبرها أغلى من أي مكاسب مادية؛ لذلك سنواصل العمل بقوة من أجل ذلك"، وأضاف: "القانون المنظم للمهنة سيكون رادعا لجميع المشتغلين خارج إطار القانون، ولذلك ستكون أعين المغاربة محمية من تلاعبات المتطفلين على المجال". ولم يفوت الشركي الفرصة دون دعوة المبصاريين إلى الالتفاف حول إطارهم النقابي، والعمل من أجل الحفاظ على المكتسبات وتحصيل الحقوق، مؤكدا أن في التلاحم قوة، معتبرا أن مشاركة جمعية علم البصريات والجمعية المغربية للنظاراتيين وحضور نقيب المبصاريين بتونس عوامل تشكل دعما وإضافة قوية لأنشطة النقابة التي ما فتئت تؤكد على انفتاحها على جميع الطامحين إلى الرقي بهذه المهنة النبيلة. وختم المسؤول النقابي كلمته بالتنويه بالأيام الدراسية العلمية المنظمة بالجديدة، معتبرا أنها تساهم في التأطير وتطوير مدارك المبصاريين ليقدموا خدمات أفضل للمواطنين. بدورها، نوهت هند العليطي، رئيسة الفرع الجهوي للنقابة الوطنية المهنية للمبصاريين المغاربة، بمجهودات فريق عملها وبدعم ومساهمة عدد من الشركات المشتغلة في المجال، مشددة على كون الأيام العلمية للمبصاري يتم تنظيمها في سياق خلق فضاء لتبادل الخبرات والمعارف وتشجيع التكوين المستمر الذي من شأنه أن يغني الحقل المعرفي للمبصاريين، وأن يمكنهم من التأهيل الكافي لمسايرة التطور العلمي والتقني الذي يشهده هذا المجال المهني، بهدف الرقي بالممارسة المهنية والإسهام في حماية الصحة العامة. وأضافت العليطي: "لقد كنا حريصين خلال الإعداد لهذه الأيام العلمية على إشراك جميع المعنيين بالقطاع، من مبصاريين وأطباء العيون ومروضي البصر والمزودين، بهدف خلق مقاربة تشاركية ناجعة، تروم تشكيل رؤية استراتيجية أفضل لتطوير القطاع تنبني على أساس تجويد الممارسة المهنية وحماية المصالح المشروعة للمهنيين والمشاركة في فرض احترام القوانين المنظمة له من لدن جميع المتدخلين". وأكدت المسؤولة بالنقابة، منظمة النشاط العلمي، أن جميع المنتسبين للتنظيم جهويا ووطنيا انخرطوا في دينامية ترافعية في ما يتعلق بتعديل بعض مقتضيات مشروع القانون الجديد المنظم للمهنة، "الذي وإن حمل مجموعة من المقتضيات الهامة إلا أن بعضا منها اعتبرنا أنها ستكون ذات أثر سلبي على مهنتنا في حال إقرارها، وكذلك اشتغلنا على مستوى حماية المهنة من الأشخاص غير المشمولين بقانون المهنة غير المرخص لهم بالقيام بأعمال خصصها القانون للمبصاريين حصرا". افتتاح الأيام العلمية عرفت حضور عامل إقليمالجديدة، معاذ الجامعي، الذي أكد على ضرورة العمل على توعية الناشئة بالمخاطر المحدقة بأبصارهم، معتبرا أن الجميع يتحمل مسؤولية ذلك. وقال العامل: "يجب على الجميع توظيف المجهودات للتوعية بضرورة الاهتمام بصحة البصر، وخصوصا في صفوف الأطفال الذين أضحوا يقضون أغلب أوقاتهم أمام شاشات الهواتف النقالة أو الحواسيب، ما يجعل أعينهم في خطر". وأكد الجامعي أن السلطة، بتنسيق مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مستعدة للتعاون من أجل تحقيق ذلك، وخاطب المهنيين قائلا: "أيها المبصاريون مهنتكم ستصبح مهمة أكثر بسبب الانتشار الكبير للأجهزة الالكترونية". وختم عامل الإقليم كلمته بدعوة مهنيي القطاع إلى العمل من أجل أن يصبح المغرب مصنّعا وألاّ يبقى مستهلكا فقط، وقال: "لنا جميع الامكانيات لأن نصبح مصنعين لا مستهلكين، وأن نصدّر للعالم؛ لأن الريادة كانت لنا في البصريات والرياضيات والطب".