خرج المئات من المحتجين إلى التظاهر بسبتة، الواقعة تحت الاحتلال الإسباني، للمطالبة بإيجاد حلول عاجلة للوضع الذي يشهده معبر "ترخال" المخصص لمرور الأشخاص والعربات، سيما بعد تكرار حالات الفوضى والازدحام والتدافع الكبير بين مروجي التهريب المعيشي الراغبين في التبضع. وقال المشاركون في المظاهرة، التي دعت إليها تنظيمات نقابية وممثلو قطاع التجارة بالمدينة السليبة، إن ثغر سبتة يعيش أكبر أزمة اقتصادية في تاريخه، تتمثل في ارتفاع معدل البطالة مقارنة بباقي مدن تراب المملكة الإيبيرية، إضافة إلى الضعف التدريجي الذي يلاحق النسيج الاقتصادي. وقالت مصادر أمنية، في تصريحات نقلتها صحيفة "إلفارو دي ثيوتا" الإسبانية، إن 800 شخص شاركوا في المسيرة الاحتجاجية، التي انطلقت من ساحة "La Constitución" إلى ساحة "لوس رييس". وأكد المتظاهرون أن مظاهر الفوضى التي يعرفها الممر المذكور ساهمت في تضرر النشاط التجاري بالمدينة. وأوضح أحد ممثلي أرباب العمل بالمدينة أن ما يقع يوميا بمختلف نقط العبور يبعث على اليأس ويقتل أمل التغلب على الأزمة، خصوصا في ظل استمرار طوابير الحمالين، الذين ينتظرون دورهم للدخول إلى تراب سبتة قصد اقتناء السلع، مضيفا أن السلطات تتعاطى بطرق غير مفهومة مع هذا الملف. ودعا المحتجون إلى الإسراع بتفعيل تدابير آنية لتسهيل عملية مرور الأشخاص والعربات، والعمل على جعل الممرات الحدودية المخصصة للنشاط التجاري المزدوج سريعة، عوض "تحويلها إلى معابر مسدودة تولد الفوضى، وتؤثر بشكل مباشر على التجارة والفنادق والنقل والخدمات"، وفق تعبيرهم. وحمل الغاضبون مندوبية الحكومة المحلية بسبتة المسؤولية المباشرة عن الفوضى التي يعرفها معبر "ترخال"، باعتبارها مؤسسة دستورية مستقلة تملك كافة الصلاحيات، مضيفين أن تنظيم مظاهرة من هذا الحجم جاء بعدما التزمت الجهات الوصية الصمت في مواجهة مطالبهم، وأكدوا عزمهم "على مواصلة النضال إلى حين إيجاد حل للوضع بالمعبر".