وضع خالد الزنجاري، المندوب الجهوي للصحة بجهة مراكش أسفي، حدا لاحتقان شديد عمّر طويلا بمستشفى سعادة للأمراض العقلية، ضواحي مراكش؛ بعدما أعفى مديرة هذه المؤسسة الصحية، التي وضعت طلبا بهذا الخصوص منذ شهرين تقريبا، وتعيين مدير جديد يتنظر منه تدبير مشفى استقبل أخيرا عددا كبيرا من المرضى في إطار برنامج كرامة الذي أشرف عليه الحسين الوردي، وزير الصحة السابق، بعدما قرر تنقيل نزلاء بويا عمر بإقليم السراغنة لغياب شروط الكرامة الإنسانية وظروف العلاج الطبي السليم. وشهدت هذه المؤسسة، التي تعنى بالصحة النفسية والعقلية، عددا من الوقفات الاحتجاجية نظمت من لدن كل من النقابة الوطنية للصحة العمومية (فش) والمكتب المحلي للجامعة الوطنية للصحة بمستشفى سعادة للأمراض العقلية (ا. م. ش)، تنديدا بما وصفه المحتجون "بتطورات الوضع الصحي المتأزم، وحالة الغليان المستمرة وكثرة المشاكل التي تتخبط فيها هذه المؤسسة الصحية". وفي هذا السياق، أجمع كل من صلاح الدين غزالي، عضو النقابة الوطنية للصحة العمومية، وخالد برطوش، عن الجامعة الوطنية للصحة، على أن هذا المستشفى يعيش "وضعا مزريا وسوء تسيير وسياسة الكيل بمكيالين الذي تنهجه مديرة المستشفى"، وفق وصفه، مؤكدا أن مجموعة من الاختلالات تعاني منها هذا المرفق الصحي، كسوء الوجبات المقدمة للمرضى والاكتظاظ ونقص الأطر الصحية ثم نقص الأدوية". وأكد المتحدثان، ضمن تصريحهما لهسبريس، أن هذا مستشفى سعادة يتخبط في مشاكل كثيرة، كالوجبات المقدمة داخل المستشفى بحيث لا تلائم المعايير المعتمدة كما وكيفا، وبنية المستشفى غير الملائمة لمستشفى الأمراض العقلية ذي سعة سريرية مرتفعة، والظروف غير المواتية عند مصاحبة المرضى للتنقل خارج المستشفى لتلقي العلاج في مختلف المصالح الاستشفائية. وأورد هذان المسؤولان النقابيان أن مستشفى السعادة يعاني أيضا من مشاكل تقنية، وانعدام الوسائل العلاجية الخاصة في حالة الهيجان، وعدم التقيد ببنود القانون الداخلي للمستشفيات بخصوص خروج المريض، ومشاكل مرتبطة بالدواء والملف الطبي، والنقص في عدد الممرضين حيث لا يزال العدد عاجزا عن تغطية حاجيات المصالح المكتظة بالمرضى خصوصا نزلاء عملية كرامة. في المقابل، نفت أسماء أمجادي، مديرة هذا المستشفى، نفيا قاطعا كل جاء على لسان الفاعلين النقابيين، مؤكدة أنها ترفض "للفوضى لتسود داخل مرافق هذا المستشفى"، مبرزة "أنها راسلت كل من المدير الجهوي والمصالح المركزية للصحة للتدخل من أجل تطبيق قواعد الحكامة والقانون، لكن المسؤولين بالرباط" يرفضون ذلك بدعوى أن المشكل شخصي بين المديرة وبعض النقابات، فتركت المؤسسة تتخبط في مشاكلها" بتعبيرها. وعبرت هذه المسؤولة أن هذا المستشفى "في حاجة إلى حارس عام؛ وهو ما جعل هذا المرفق الاجتماعي يصبح فضاء لدخول الغرباء، خارج أوقات العمل، ما يعرض حياة المرضى للخطر"، مضيفة "أن المشفى يعاني أيضا من غياب مقتصد وتقني للصحة وأخصائي في التغذية"، مؤكدة على "قيامها بمجهود كبير في مراقبة ما يقدم للمرضى من وجبات"، وفق قولها.