يخوض أطر الصحة في مستشفى “السعادة” بمدينة مراكش، الذي نُقل إليه نزلاء ضريح “بويا عمر”، خوضها اعتصاما مفتوحا، منذ قرابة أسبوع، داخل مبنى المستشفى، وذلك بسبب ما وصفوه ب”المعاناة للطويلة داخل هذه المؤسسة، بسبب ضعف الموارد البشرية وغياب الممرضين والمسؤولين الإداريين عن القطاع، إضافة إلى عدم توفره على سيارة للإسعاف وظهور شقوق وتصدعات في بنية المستشفى حيث يعمل أطر الصحة في ظروف قالوا إنها “حاطة من الكرامة الإنسانية”. ودَشنت النقابة الوطنية للصحة العمومية التابعة للفيدرالية الديمقراطية للشغل، مسلسل الاحتجاجات ضد وزارة الصحة والمندوبية الجهوية لمراكش–آسفي، منذ الخميس 21 فبراير من العام الجاري، خصوصا بعدما سبق للمدير الجهوي لمستشفى “إبن زهر” أن وعد بحل المشكل في إطار لجنة موضوعاتية منبثقة عن الاجتماع الذي عقده مع مكتب النقابة الوطنية للصحة العمومية. وقالت النقابة في بلاغ لها توصل “اليوم24” بنسخة منه، إن معاناة أطر الصحة بمستشفى “السعّادة” تفاقمت ووصلت إلى درجات من الإحتقان غير مسبوقة، حيث ظهرت بالمستشفى شقوق وتصدعات ضخمة، وتسربت مياه الأمطار إلى القاعات وسط المستشفى مهددة سلامة النزلاء والموظفين، وبعدما اكتشفوا غياب رئيس قطب الشؤون الإدارية زهاء سنتين إضافة لعددٍ من المسؤولين عن المستشفى. ونقلت مصادر نقابية ل”اليوم24″ أن مستشفى السعادة الذي نُقل إليه نزلاء “ضريح بويا عمر” بعد إغلاقه من طرف وزير الصحة، الحسين الوردي، أضحى في وضع مشابه “للضريح المذكور”، الفرق الوحيد هو أن الأخير يتوفر على ممرضين، وأن مستشفى السعادة يتوفر على تقني وحيد للتغذية وتقنية وحيدة للمعلوميات ولا يتوفر على تقنيين في حفظ الصحة ونقص حاد في العاملين بالمطبخ وتردي جودة الوجبات الممنوحة للنزلاء. وكشف المصدر ذاته، أن بعد دخول أطر الصحة في اعتصام مفتوح أمام مقر المندوبية الجهوية لقطاع الصحة، قام المندوب الإقليمي لقطاع الصحة، بدعوة أطر مستشفى السعادة إلى اجتماع ترأسه باشا مدينة مراكش وبحضور مدير المستشفى الجهوي، وجرى تداول المشاكل المذكورة، غير أن النقابة أكدت أن الاجتماع انتهى بالفشل بسبب عدم قدرة الأطراف الداعية للاجتماع على تنفيذ مطالب النقابة، مشيرة إلى أن ذلك يظل من اختصاصات المديرة الجهوية وقالت النقابة “إننا كنا أمام مسرحية هزلية ليس إلا”. وعلم “اليوم24” من مصادر نقابية، أنه تم تعيين لجنة “ولائية” مختلطة تتكون من ولاية جهة مراكش اسفي والمديرية الجهوية لوزارة الصحة، وكذا الفيدرالية الديمقراطية للشغل (النقابة الوطنية للصحة العمومية) لإنجاز محضر حول مشاكل مستشفى السعادة، مؤكدة أن المحضر جرى توقيعه من طرف جميع الأطراف وخلص إلى القيام بعملية فرز وإحصاء للمشاكل التي يُعاني منها أطر الصحة، غير أن مصادر “اليوم24” النقابية، أسرّت إلى أن الاحتجاجات ستظل متواصلة إلى حين تحقيق كافة المطالب. ويُذكر أن وزير الصحة السابق، الحسين الوردي، أعاد فتح مستشفى “سعادة” للأمراض العقلية الذي كان مغلقا من أجل إيواء نزلاء ضريح بويا عمر غير أنه اتصح فيما بعد أنه غير مؤهل لإيواء النزلاء، وفقا ما كشفت عنه نقابة قطاع الصحة العمومية.