شارك كريم بلمقدم، الكاتب العام الوطني للنقابة الوطنية للصحة العمومية (ف د ش)، اليوم الجمعة، رفقة الوفد المرافق له، في الاعتصام المفتوح الذي يخوضه المكتب الجهوي أمام مقر المديرية الجهوية للصحة بمراكش. وجاء هذا الاعتصام، الذي بلغ 51 يوما، احتجاجا على ما نعتته هذه النقابة ب"تفاقم الوضع الصحي بالجهة والتخبط التدبيري والتسيير العشوائي الذي ترزح تحت وطأته كل المؤسسات الصحية بالجهة منذ تعيين المديرة الجهوية". وبهذه المناسبة اطلع المكتب الوطني، في اجتماع مع مسؤولي النقابة الوطنية للصحة العمومية، على آخر التطورات التي يعرفها هذا المعتصم المفتوح، الذي يخوضه مناضلو النقابة بشكل متزامن في مستشفى ابن النفيس والمديرية الجهوية، وأخبرهم بنتائج الحوار مع الوفد الوزاري الأسبوع الماضي. ويخوض المحتجون اعتصامهم ضد ما وصفوه ب"تملص مسؤولي القطاع من واجباتهم تجاه الرفع من جودة العرض وتحسين الخدمات والسهر على معالجة دوافع الاحتقان المتزايد في صفوف منهيي الصحة"، مطالبين "برفع كل أشكال الحيف والشطط الإداري، وتوفير مستلزمات العمل وتحسين ظروفه، وتنفيذ ما تم الاتفاق والتوقيع بشأنه مع ممثلي النقابة في محاضر الاتفاق الجماعية السابقة". ويحمل المحتجون "المسؤولية كاملة للمديرة الجهوية للصحة، ومدير مستشفى سعادة، والمندوب الإقليمي للصحة بعمالة مراكش المنارة، كل واحد في نطاق اختصاصه الإداري، بسبب الاحتقان الشديد الذي تعرفه المؤسسات الصحية بجهة مراكشآسفي عامة، ومراكش بشكل خاص". وطالب الكاتب الوطني وزير الصحة بالتدخل المباشر والعاجل للوقوف على الاختلالات القائمة التي تعرفها المؤسسات الصحية بجهة مراكشآسفي، والتي من بينها السهر على توفير خدمات الاستشفاء بمستشفى الأمراض العقلية والنفسية بإقليم قلعة السراغنة، الذي تم تدشينه منذ 30 غشت 2017 لتخفيف الضغط على مستشفى سعادة. وقالت لمياء شاكري، المديرة الجهوية للصحة، لهسبريس، إن "بعض مطالب المحتجين تحققت منها نسبة 100 بالمائة، والبعض الآخر الذي يهم الموارد البشرية كتعيين المدير، راسلنا بخصوصه المصالح المركزية". وتابعت "أما ما يهم بعض المسؤوليات فقد أطلقنا طلبا بهذا الخصوص، وننتظر نتائج التباري". وأكدت المديرة الجهوية للصحة أن "الشركة المكلفة بالمطبخ تم تغييرها، وتخضع لمراقبة وتتبع لجنة مشتركة تقدم تقريرها لمدير مستشفى سعادة"، مشيرة إلى أن "كل ما يهم البنية التحتية لا قدرة للمديرية الجهوية عليها، لأن ذلك يحتاج إلى أغلفة مالية كبيرة، لذا طالبنا مرارا الوزارة الوصية بهذه الميزانية من أجل تأهيل هذا المشفى، وفتحنا حوارا مع مجلس جهة مراكشآسفي للغرض نفسه". وأضافت "رغم وسائلنا البسيطة قمنا بمجموعة من الإصلاحات المستعجلة كالإنارة والحدائق والحفر البيئية للصرف الصحي، وقاعات العزل"، مشيرة إلى أن ولاية الجهة ساهمت من جهتها إلى جانب المجتمع المدني بخصوص الأفرشة والأغطية. وأوضحت أن "مستشفى جماعة سعادة يعاني من تراكم هذه المشاكل، ورغم ذلك لم نتوقف عن عقد اجتماعات كثيرة للاستجابة لمطالب وملاحظات النقابات". وأبرزت المديرة الجهوية للصحة أن إدارتها "فتحت حوارا مع والي الجهة بخصوص إعادة ادماج مرضى "مشروع الكرامة" بمستشفى سعادة بوسطهم الأسري، أما مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بمدينة قلعة السراغنة، فقد زارته لجنة وزارية، سجلت مجموعة من الملاحظات، قمنا بإرسالها إلى المهندس، وننتظر موافقته لإطلاق صفقة إعادة تأهيل هذا المشفى، الذي سيخفف الضغط على المؤسسة الصحية سعادة".