بعد أكثر من شهر على اعتصامين نقابيين مفتوحين متزامنين بمقر المديرية الجهوية لوزارة الصحة بمراكش، ومستشفى “سْعادة” للأمراض العقلية، احتجاجا ضد “ظروف العمل المتردية بمؤسستين صحيتين للأمراض العقلية والنفسية بالمدينة”، من المقرّر أن تشرف لجنة مركزية من وزارة الصحة، يومه الثلاثاء، على حوار مع النقابة الوطنية للصحة العمومية، المنضوية تحت لواء الفدرالية الديمقراطية للشغل، باعتبارها الجهة الداعية للاعتصامين. الدعوة للحوار جاءت بمبادرة من مديرية الموارد البشرية بوزارة الصحة، التي وجّهت رسالة، مؤخرا، إلى كاتب عام النقابة المذكورة، طالبة منه دعوة ممثلين عن المكتب الجهوي لنقابته لحضور الاجتماع، الذي سينعقد بمقر المديرية الجهوية، ابتداءً من الساعة العاشرة من صباح اليوم. واستنادا إلى مصدر نقابي، فمن المنتظر أن تتشكل اللجنة المركزية من مسؤولين وازنين، على رأسهم رئيس قسم الموارد البشرية والمفتش العام، مرجعا إشرافها على الحوار الاجتماعي حول أوضاع مستشفى “ابن النفيس” للأمراض النفسية والعقلية، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي “محمد السادس” بمراكش، ومستشفى “سْعادة”، الواقع بجماعة قروية متاخمة للمدينة، إلى مقاطعة النقابة لأي حوار مع المديرة الجهوية للوزارة بمراكش، الطبيبة لمياء الشاكري، التي قال إنها لم تلتزم بتنفيذ المقتضيات الواردة في المحضر الموقع مع سلفها في شأن وضع حد للمشاكل التي يعاني منها المستشفيان المذكوران، كما أنها وباشا منطقة “جليز” وجّها تقريرا يتضمن وقائع غير صحيحة عن أجواء حوار سابق مع النقابة، في شهر فبراير المنصرم، متهمين مسؤولين بمكتبها الجهوي باحتجاز موظفين بمقر المديرية، ناهيك عمّا وصفه ب”تعنيف باشا جليز لأطر صحية خلال تنظيم وقفة احتجاجية سابقة”. واستنادا إلى المصدر نفسه، فمن المقرّر أن يتناول الحوار شغور منصب المدير بمستشفى “سْعادة”، منذ أكثر من سنتين، وغياب تقنيين في التغذية وحفظ الصحة، والنقص الحاد في عدد الأطباء والممرضين، ناهيك عن عدم توفره على سائق لسيارة الإسعاف، ورداءة الخدمات والوجبات التي تقدمها الشركة المكلفة بالتغذية للمرضى والأطر الصحية، وغياب النظافة، والنقص الحاد في عدد العاملين به. وأضاف بأن الحوار سيميط اللثام عن تردي البنيات التحتية للمستشفى الذي قال إنه تنعدم فيه الإنارة ليلا، وتتسرب المياه من سقوفه مباشرة بعد هطول الأمطار، ناهيك عن تصدع بناياته بالشقوق، وغياب غرف العزل ووسائل التثبيت بالنسبة للمرضى الذين يشكلون خطرا على سلامتهم وعلى سلامة الغير، وعدم توفر شروط السلامة بالنسبة للممرضات والممرضين الذين يرافقون المرضى أثناء نقلهم لمؤسسات صحية أخرى. وتابع مصدرنا بأن النقابة ستكشف للجنة عن عدم احترام المعايير الواردة في دفتر التحملات، الخاصة بصفقة التغذية، في هذا المستشفى، الذي يؤوي حوالي 160 مريضا، بينهم 80 نزيلا سابقا بمحيط ضريح “بويا عمر” الذين جرى نقلهم، منذ حوالي ثلاث سنوات، للمستشفى في إطار مبادرة “كرامة”، والذين قال إنهم يعيشون في وضعية أشبه بالاحتجاز داخل أربعة أجنحة، يعانون من سوء التغذية، لافتا إلى أن وجبة الغذاء الرئيسة لا تتكون، في أحسن الأحوال، سوى من قطعة صغيرة من الدجاج ونصف خبزة من النوع المعروف ب”الكومير” وموزة واحدة، فيما يتكون الفطور من كأس حليب وجبنة وربع خبزة، ووجبة العشاء من حساء وربع خبزة. أما بالنسبة لمستشفى “ابن النفيس”، فقد أكد بأن المكتب النقابي سيجدد المطالبة، خلال جلسة الحوار، بتوفير وحدة دائمة للشرطة بهذه المؤسسة الصحية، التي تتواجد بها مصلحة خاصة بالمرضى المتابعين قضائيا، والتي قال إنها تنعدم بها أي حراسة أمنية، وذلك من أجل التدخل في الوقت المناسب لحماية الموظفين من الاعتداءات التي يتعرضون إليها أثناء مزاولة عملهم.