هدّد المكتب المحلي للنقابة الوطنية للصحة العمومية بمستشفى “سْعادة” للأمراض العقلية والنفسية، بضواحي مراكش، بخوض أشكال نضالية تصعيدية، في حالة عدم التدخل العاجل لوضع حد لانتشار سوء التغذية بين نزلائه من المشمولين بمبادرة “الكرامة في مجال الصحة النفسية”، التي كانت وزارة الصحة أطلقتها، بتاريخ الخميس 11 يونيو من 2015، لإخلاء أكثر من 800 نزيل من المنازل المحيطة بضريح “بويا عمر” بإقليم قلعة السراغنة. وأصدرت النقابة، المنضوية تحت لواء الفدرالية الديمقراطية للشغل، بلاغا استنكاريا، يوم الجمعة المنصرم، حمّلت فيه المديرة الجهوية للصحة بجهة مراكشآسفي، والمندوب الإقليمي للصحة بمراكش، مسؤولية تردي الخدمات والوجبات المقدمة من طرف شركة المناولة المكلفة بالتغذية، التي تقول إنها لم تقدم للمرضى الحليب، منذ أكثر من أسبوع، ناهيك عن ضعف جودة الوجبات وهزالة كميتها. وأشار البلاغ إلى عدم توفر المطبخ على التجهيزات لإعداد وجبات غذائية تتوفر على الحد الأدنى من شروط التغذية الصحية، منددا بعدم تفاعل المسؤولين عن القطاع الصحي، مركزيا وجهويا، مع مراسلات وبلاغات النقابة، التي أماطت فيها اللثام عما اعتبرته “إهمالا” يعاني منه هذا المستشفى، الذي كان الملك محمد السادس أشرف على تدشينه، بتاريخ الاثنين 7 شتنبر من سنة 2009، والذي تم تمويل أشغال بنائه وتجهيزه من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن بتكلفة مالية إجمالية وصلت إلى 22 مليون درهم (مليارين و200 مليون سنتيم). موظفو المستشفى ليسوا أفضل حالا من نزلائه، فقد لفتت النقابة إلى أنه بالرغم من سوء الأحوال الجوية وبعد المؤسسة الاستشفائية من مركز المدينة، فإن الشركة الخاصة الفائزة بصفقة التغذية تكتفي بتقديم وجبة غذائية واحدة للممرضين والأطباء المداومين، في حدود الساعة الثامنة مساءً، وهي الوجبة المكونة من حليب بارد وبيض نيئ وقطعة خبز. هذا، وكان المكتب النقابي نفسه حذر من تفشي داء السل الوبائي داخل المستشفى المذكور، بعد تسجيل حالة إصابة أحد نزلائه بالداء، داعيا المسؤولين، في بيان سابق، “إلى اتخاذ إجراءات مستعجلة لتجنب ما لا تُحمد عقباه، خاصة وأن المستشفى لا يتوفر على الظروف ولا على الوسائل الملائمة لتفادي انتشار العدوى”، ناهيك عن وضعية “الفراغ الإداري” التي يعيشها، بسبب شغور منصب المدير منذ حوالي ستة أشهر، ومنصب المقتصد منذ سنة. واستنادا إلى موظف بالمستشفى، فقد ظل النزيل المصاب يعيش في ظل ظروف تُنتهك فيها كرامته، موضحا بأن حالته الصحية تتدهور يوما بعد آخر، خاصة في ظل انعدام لأي متابعة طبية دقيقة لوضعه الصحي من لدن أطباء وممرضين مختصين، والاكتفاء بإعطائه بعض الأدوية من طرف الممرضين المحليين، وفي ظروف تغيب فيها التغذية الصحية السليمة.